تطوير الثقافة المرورية .... مسؤولية من ؟!!!

من المؤسف ما يقوم به بعض قائدي المركبات من تجاوز لقواعد وانظمة المرور التي ما وجدت الا لتحقيق قواعد السلامة وضمان الامان لمستخدمي الطريق ، فقد يتجاوز البعض قواعد المرور بشيء من اللامبالاة ودون إدراك للخطورة .

فهي قبل ان تكون قانونا يعاقب على مخالفته هي سلوك حضاري يجب التمسك به وعدم التفريط فيه، وما يقوم به البعض من تجاوزها للاشارات المرورية الضوئية المنظمة لحركة السير ما هو الا استهتار بقوانين المرور وليس جهلا بها، لان قوانين المرور واضحة للعيان من خلال اللوائح الارشادية التي تدل عليها وهي سهلة التطبيق كما انها تعتبر امانة يجب على كل مستخدمي الطريق اداؤها في حين وجوبها.

ان الكثير من الحوادث التي تقع بسبب تعدي الاشارة الحمراء ناتجة عن عدم تقيد قائدي المركبات بها ونتيجة للاستعجال وعدم التريث، فالدقيقة التي يعتقد قائد المركبة انه سيكسبها اذا تجاوز الاشارة فانها ربما ستكون وبالا عليه وستعود عليه بمساوئ.

قد يظن البعض أن الحملات التي تقوم بها الأجهزة المعنية بالمرور والسير هي مجرد تظاهرات حماسية ينتهي أثرها بانتهاء وقت الحملة والتظاهرات المصاحبة لها. ولكن في الحقيقة هذه الحملات، إنما تؤدي دوراً هاماً في ايقاظ كثير من الناس الذين لا يلوون في قيادتهم للسيارات على شيء.
وإن دققنا لوجدنا أن نسبة الحوادث الكبيرة التي تحدث في معظم مرتكبي الأخطاء فيها من الشباب.

إذا لابد من توعية الشباب وصغار السن بهذا الخطر الداهم الذي يعرضهم لفقد أحد أعضائهم أو حياتهم أو حياة الآخرين. ومن هنا تبرز أهمية دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق. فالأب له دور كبير في توعية أبنائه وتعليمهم أصول القيادة الآمنة وآداب الطريق وتنبيه أبنائه الى المخاطر الناتجة من عدم التقيد بالأنظمة المرورية وما ينتج عن قطع الاشارات الحمراء من مخاطر مهلكة وعلى الأب تشجيع أبنائه ليكونوا على قدر المسؤلية.

و تلعب المدرسة دوراً مهماً في غرس المفاهيم الصالحة في أذهان الطلاب ويشمل ذلك إعداد البرامج التي يطلع من خلالها الطلاب على المعارض المرورية حيث أن المشاهدة على الطبيعة لها الأثر الفعال الذي يعدل المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب عن مخاطر السرعة والإهمال في القيادة وما ينتج عن ذلك من مخاطر قد تؤدي الى الوفاة والاعاقة في كثير من الأحيان واذا تعاونت وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية على ايصال المفهوم المروري للسلامة والأمن مع الجهات الأمنية المعنية فلا شك أن ثمار التوعية سوف تظهر على أن لا تكون الحملة في وسائل الاعلام لفترة محدودة ولكن لفترات غير متباعدة تغطي العام .


وصايا المؤتمرات والمنظمات العالمية

نوصي هنا مثلما يوصي العديد من المؤتمرات العالمية حول التوعية المرورية بعدد من التوصيات حول السلامة المرورية وأفضل الممارسات لكافة مستخدمي الطرق ودعم تبادل الآراء والمعلومات وزيادة الوعي المروري وتعزيز مبدأ الثقافة المرورية للتخفيف من حجم الكوارث التي تسببها الحوادث وما ينتج عنها من خسائر جسيمة على الصعيدين البشري والمادي، ما يعتبر نزفا للثروات الوطنية بكل المقاييس.

وركزت التوصيات على إعطاء الأولوية للوائح والقوانين المنظمة لحركة المرورفي خطط التنمية لضمان التطبيق المتكافئ والصارم ، ودعت لضمان مشاركة المنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في صياغة خطط عمل متعددة القطاعات والمعارف بما يكفل السلامة المرورية بأعلى معاييرها ، كما دعت إلى بناء قواعد البيانات وجمع المعلومات وتبادل المعرفة وأفضل الممارسات وتحديد المؤسسات التي لديها الخبرة في مجال سلامة الطرق والعمل على تسهيل نقل المهارات من مراكز التميز المعترف بها عالميا، كما دعت إلى تبادل أفضل الممارسات بشكل دوري عبر الوسائل المتاحة مثل الانترنت والدوريات والمطبوعات حول شؤون السلامة المرورية.

كما وجهت التوصيات بتبني إستراتيجية وطنية ودولية واضحة حول السلامة المرورية، وذهبت إلى ضرورة اعتبار الإصابات الناجمة عن الحوادث المرورية بمثابة قضايا صحة عامة.

تطوير المناهج التعليمية

ومن المهم جدا التأكيد على ضرورة إدخال التوعية المرورية وأفضل الممارسات أثناء القيادة إلى جميع المناهج التعليم، إما عن طريق تدريسها كمادة منفصلة أو إضافتها في المقررات الدراسية بحيث يتم إدراج مفاهيم التربية المرورية بكافة أبعادها إلى المناهج الدراسية، كما يجب التركيز على أهمية الدور الذي قد يلعبه الإعلام بوسائله المقروءة والمسموعة والمرئية في نشر الوعي وتعزيز الثقافة المرورية باعتبار هذه الوسائل من أهم أدوات التأثير الاجتماعي لدى كافة شرائح المجتمع من جميع الفئات العمرية.

ومن جهة هيئات التخطيط والتنمية الوطنية يتوجب إدراج موضوع السلامة المرورية على الطرق في أولويات الخطط الإستراتيجية وخطط التنمية ، وضرورة تكريس كافة الجهود والطاقات لتحقيق السلامة المرورية للجميع، وتخصيص ميزانيات كافية لنشر الوعي والثقافة المرورية بما يخفف من حجم الحوادث وما ينتج عنها من إصابات بشرية، وأن مثل هذا التوجه يستدعي إقحام ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني في جهود وحملات التوعية حول السلامة المرورية.

وتؤكد الهيئات والمنظمات الدولية التي تعنى بالسلامة المرورية على أهمية إيجاد الحلول الملائمة والمخارج المناسبة لمشكلة المشاة الذين وحسب الإحصائيات يشكلون النسبة الأعلى بين ضحايا حوادث الطرق في منطقة الشرق الأوسط، مع الدعوة إلى وضع قوانين صارمة وعقوبات رادعة للحد من السرعة الزائدة عما تسمح به القوانين .


حزام الأمان

يعتبر حزام ألأمان من أهم الوسائل التي تقلل من نسبة حوادث الوفيات والإصابات في الحوادث المرورية، فقد تبين أن استخدام حزام الأمان يقلل من نسبة الوفاة أثناء الحوادث بما يعادل 50% لركاب المقعد الأمامي و60% لركاب المقعد الخلفي.

وتشددت توصيات منظمات السلامة العالمية على استخدام حزام الأمان ليس فقط من قبل السائق وإنما أيضا من بقية مستخدمي المركبات مع التنبيه على عدم وضع الأطفال في المقاعد الأمامية، مع أهمية تغيير السلوك والعادات التي تتعارض مع قواعد القيادة السليمة أو الاستخدام الأمثل للطرق. والتأكيد على أهمية الربط الأمثل بين الحلول الهندسية ومشاكل السلوكيات على الطرق .