الأساليب الكمية في الإدارة
ظهرت الحاجة الملحة لاستخدام اساليب التحليل الكمي في الادارة نتيجة لضخامة حجم المشروعات والمؤسسات الحديثة، حيث اصبحت المشكلات الادارية فيها على درجة عالية من التعقيد

وصارت الاساليب التقليدية التي تعتمد على الخبرة الذاتية لمتخذ القرار والتجربة والخطأ غير فعالة.
ومن ناحية اخرى فإن نتائج القرارات إن لم تكن محسوبة ومقدرة تقديرا صحيحا قد يترتب عليها اضرار وخسائر لا يمكن تعويضها
وتستخدم تعبيرات اخرى للاشارة الى التحليل الكمي في الادارة مثل: بحوث العمليات، علم القرار، الأساليب الكمية وغيرها من المسميات.
وهي تهدف بصفة عامة تطبيق الطريقة العلمية بالاستعانة بالطرق الكمية لحل مشاكل اتخاذ القرارات في مجالات الادارة والاقتصاد.
كانت البداية الحقيقية لبحوث العمليات في الحرب العالمية الثانية حينما تكونت اول لجنة اطلق عليها اسم لجنة بحوث العمليات في قيادة القوات الجوية البريطانية عام 1935م، وذلك من علماء وباحثين متخصصين في مجالات مختلفة لدراسة كيفية تحسين نظام الرادار، وتكونت لجان بحوث عمليات اخرى لدراسة الاستخدام الاكثر كفاءة للموارد الحربية المتاحة من المعدات والرجال.
وقد اثبت تطبيق بحوث العمليات نجاحا كبيرا في مجال تطوير العمليات العسكرية وزيادة كفاءتها.
وقد تبين بعد الحرب ان كثيرا من الاساليب التي استخدمت في المجال العسكري يمكن ان تطبق في مجال الادارة وذلك لمعالجة مشكلات ما بعد الحرب وتعويض النقص في الانتاج بسبب تحويل جزء من الطاقة الانتاجية التي وجهت اثناء الحرب الى خدمة المجال العسكري وتدمير كثير من المصانع.
وقد ساهم العلماء والباحثون الذين اجتذبتهم مراكز البحوث والمؤسسات الحكومية ولجامعات من الذين كانوا يعملون في لجان بحوث العمليات العسكرية في تطوير هذه الاساليب لمعالجة المشكلات الادارية، وساعد استخدام الحاسبات الآلية وتطورها على تسهيل تطبيقها وانتشارها.
ومن اهم اساليب بحوث العمليات التي ظهرت في اوائل الخمسينيات:

اسلوب البرمجة الخطية.
اسلوب تقويم ومراجعة البرامج.
طريقة المسار الحرج.
ومن الخصائص المميزة لبحوث العمليات انها تعتمد على منهج متكامل لتحليل المشكلات ودراستها وذلك بالتعرف على الجوانب المختلفة التي تحكم المشكلة المدروسة والأهداف المراد تحقيقها والبدائل التي تؤدي الى الوصول الى هذه الاهداف وذلك باستخدام الطرق الكمية الملائمة.
ويتم اتخاذ القرار المناسب في ضوء نتائج لتحليل الكمي من ناحية وبناءا على التقدير الشخصي لمتخذ القرار من ناحية اخرى، وذلك ان الحكم الشخصي لمتخذ القرار يأخذ في الاعتبار ايضا العوامل التي لم تتم صياغتها صياغة كمية.
وتتطلب دراسة بحوث العمليات وتطبيقها في المجال الاداري خلفية في العلوم المرتبطة بطبيعة المشكلة محل الدراسة مثل العلوم الادارية والاقتصادية، وكذلك خلفية في الطرق الكمية التي يمكن استخدامها في الاحصاء والرياضيات.
ويلاحظ ان لجان بحوث العمليات التي تكونت اثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها كانت تضم متخصصين في مجالات مختلفة حسب طبيعة المشكلات التي تعالجها،
فكانت تضم متخصصين في العلوم العسكرية والتكتيك الحربي والعلوم الادارية والاقتصادية والهندسية من ناحية، ومتخصصين في الاحصاء والرياضيات والعلوم الطبيعية من ناحية اخرى.
تمرين: مشكلة انتاجية تواجه احدى شركات النجارة.
هذه الشركة تقوم بإنتاج منتجين هما: طاولات وكراسي خشبية.
تعتمد في انتاجها على موردين رئيسين هما: الخشب والمسامير.
الكمية المتاحة من المسامير 2000 وحدة (لنفترض ان الوحدة علبة مسامير)
الكمية المتاحة من الخشب 1800 وحدة (لنفترض ان الوحدة متر مربع من الخشب)
لإنتاج طاولة من الخشب نحتاج الى وحدتين من لمسامير و أربع وحدات من الخشب.
لإنتاج كرسي من الخشب نحاج الى خمس وحدات من المسامير و وحدتين من الخشب.
الطلب الموجود على الطاولات لم يتجاوز 400 طاولة خشبية.
المطلوب: إيجاد الكميات المثلى من انتاج كل منتج بحيث تساعد الشركة على تحقيق اقصى ربح اذا كان معدل ربح المنتج الاول (الطاولات) 80 ريال و المنتج الثاني (الكراسي) 50 ريال.