[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]



عندما يكثف المتقدم للوظيفة سيرته الذاتية في صفحة أو صفحتين، فإنه يصيد عصفورين بحجر واحد: أولاً، لن يذكر إلا ما هو ضروري وما يعبر حقًا عن مؤهلاته وقدراته، وثانيًا، سيشجع صاحب قرار توظيفه على قراءة سيرته بدلاً من تجاهلها. فالسيرة الذاتية الإلكترونية التي يزيد حجمها عن 100 كيلوبايت تعتبر عبئًا على المتلقي، ويرجح حذفها لا الاحتفاظ بها أو إعادة إرسالها إلى الشخص المعني بالتوظيف.

ومن الأخطاء الواضحة في إرسال طلبات التقدم للوظيفة أن يعهد أحدهم إلى صديق أو قريب بإرسال سيرته نيابة عنه، فيحدث نوعًا من الفوضى وسوء الفهم لدى المتلقي، فيضطر إلى بذل جهد مضاعف لكي يفهم ما يحدث.

أما أكبر الأخطاء على الإطلاق، فهو أن يعمد طالب الوظيفة إلى إرسال سيرته إلى عشرات الشركات والمؤسسات دفعة واحدة، مظهرًا كل عناوين بريدهم الإلكتروني، فيعطي انطباعًا بالفوضى وعدم الاحترام، وينفي احتمال أنه أرسل سيرته إلى الشركة التي يفضل أن يعمل فيها.

ومن الأخطاء المنتشرة أيضًا أن تكتب السيرة الذاتية بخط صغير جدًا أو كبير جدًا أو بأي خط غير مقروء، فيضطر المتلقي إلى تغيير الخط قبل قراءتها، مما يعني أن المرسل يفترض أن المدير الذي سيقرأ رسالته (خالي شغل)، وهذا سلوك غير مسؤول.

ومن المحاذير التي ينبغي تجنبها، الكتابة بلغة غير رسمية، مثل مخاطبة مسؤول التوظيف بأسلوب ينطوي على شيء من التبسيط والاستهانة. وعند إرفاق السيرة الذاتية، يحبذ استخدام وثائق "وورد" وتجنب وثائق "PDF"، وكل أنواع المرفقات الجرافيكية، لأنه يصعب حفظها وطباعتها وتداولها، ويستحيل تحريرها وتعديلها.

فإذا كانت مقولة: "الأسلوب هو الرجل" صحيحة، فلا بد أن تكون "السيرة الذاتية امرأة" بكل ما يجب أن تتحلى به من بساطة وحساسية ورزانة ورشاقة ومصداقية وموضوعية أيضًا.


د.نسيم الصمادى