المدير التنفيذى الاول ومؤسسة شركة اسك للبرمجيات

ان احدا لم يسمع تقريبا عن سيدات حققن نجاح فى مجال شركات للتكنولوجيا تلك الصناعة التى سيطر عليها الرجال ابان فترة السبعينات . ولكننا نعرف واحدة من هؤلاء هى ساندرال . كيرتزيج فقد نجحت فى بيع سلعتها لعمالقة الصناعة فى حين كانت تعمل بتنشئة ابنيها . ولو كان لنا كلمة نصف بها تلك السيدة التى اسست هذا المشروع الخاص التى انشات شركة قيمتها 450 مليون دولار لقلنا دون شك انها شجاعة .

بدا اهتمام كيرتزيج بمجال الحاسبات عندما كانت طالبة فى السنة الثانية بجامعة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا فقد اقامت هناك اثناء الصيف فى مركز الحاسبات بالجامعة . وبرغم افتقارها التام الى مهارات البرمجة فانها استغرقت فى محاولة حل اول مسالة كبرى لها – وهى التحديد الدقيق لموقع موجات الراديو للكتلة الشرقية التى ترتد من طبقة الاينوسفير من الغلاف الجوى للارض .

وفى عام 1971 كانت تبيع حسابات الحاسب على اساس المشاركة لشركة جنرال اليكتريك ففى ذلك الوقت كانت الغالبية العظمى من الشركات تعجز عن شراء اجهزة الحاسبات الكبيرة الخاصة بها وبدلا من ذلك كانت تستاجر اجهزة الاخرين بعض الوقت

وفى احدى زيارتها التسويقية لاحد العملاء المتوقعين ولدت شركتها الجديدة اسك واهو احد اصحاب مصانع معدات الاتصالات اللاسلكية بحاجة الى برمجيات مصنوعة حسب طلبة لمتابعة المخزون وفواتير المواد وطلبات الشراء وبعد برهة من التفكير وافقت كيرتزيج على كتابة هذة البرمجيات وتركت وظيفتها وحصلت على 1200 دولار عن هذا العمل وهو مبلغ متواضع ولكنها بداية سليمة .

تبين لها ان الاخرين ايضا فى حاجة ماسة الى برمجياتها الخاصة لادارة المصانع التى اطلقت عليها اسم مان مان وقد ازدهرت شركة اسك بعد عن وسعت من خط انتاجها ومن قاعدة بياناتها .

ولقد عرض على كيرتزيج من شركة هيوليت باكارد عرضا بمليون دولار مقابل بيع حقوق برمجياتها واجرى التفاوض معها نظيرها الشاب اد ماكريكين (الذى اصبح فيما بعد رئيسا لشركة سيليكون جرافيكس ) ورفضت كيرتزيج هذا العرض بازدراء وهى عازمة على اظهار تفوق برمجيات شركتها الصغيرة .

ولم تتمكن شركة هيوليت باكارد من الوصول الى النجاح الذى وصلت الية شركة اسك فى تقديم برمجيات للصناعة خاصة بها .
وفى عام 1985 تخلت كيرتزيج عن منصبها فى الشركة من اجل تربية اولادها واستمرت فى موقعها رئيسا للشركة حتى عام 1989عندما تجاوزت ايرادات الشركة 185 مليون دولار .

وبعد اقل من عام من اعتزالها اقنعها مجلس ادارة الشركة بالعودة مرة اخرى الى منصبها كمدير تنفيذيا اول لقيادة الشركة فى ذلك المجال الذى يتلاطم امواجه وعام 1992 وبعد ان اطمانت على ان شركتها استعادت مسارها الصحيح تفرغت لتربية ابنيها . وبعد ذلك بعامين بيعت شركة اسك لشركة كمبيوتر اسوشيتس التى يمتلكها تشارلس وانج وذلك فى اطار استراتيجيتها فى الامتلاك والان تباع كل منتجات شرك اسك وعليها ماركة كمبيوتر اسوشيتس .


لقد تحولت من مجرد فكرة الى شركة بطريقة رائعة حدثينا عن ذلك .

لقد بدات الشركة باعتبارها وظيفة اضافية فى غرفة النوم الثانية بشقتى وبدات بمبلغ 2000 دولار على عكس مؤسسى الشركات الذين يكون لديهم مبلغ استثمارى كبير ولم يكن لدى خطة لانشاء شركة بنصف مليار دولار

لقد قرات الكثير من مجلات ادارة الاعمال وقرات ان الشركات الصناعية الامريكية من بين اقل الشركات انتاجية فى الدول الصناعية وقلت فى نفسى ان هذة الشركات لا تستخدم الحاسب الا فى اعداد كشف المرتبات وما من شك فى ان دفع اجور العاملين شىء مهم غير اننى ادركت ان اجهزة الحاسب يمكن ان تفى باحتياجات كبر للشركات الصناعية وقال لى اول زبائنى (فى الواقع انا اريد شيئا استطيع عن طريقة متابعةومعرفة المخزون لدىوان تتوافر لى المعلومات الصناعية فى اسرع وقت ) وقلت انها ربما كانت مشكلة الكثيرين من اصحاب المصانع وبعد ان طورت اول سلسلة من البرمجيات لاول زبون ذهبت الى شركة ثانية وعرضت عليهم الامر وقلت الا تريدون ان ساعدكم فى برمجة عمليات التصنيع لديكم بالحاسب .

هل كانت تلك هى النقطة التى بدات منها ارسال نشراتك للاعلان عن خدماتك .

هذا صحيح قالت لى الشركة الثانية " نحن نريد تنظيم عمليات التصنيع لدينا ونتابع حركة البضائع ولكننا نختلف كثيرا عن الشركة الاولى " وكنت استمع الى المشكلات التى تواجههم ورايت انها فى الواقع شديدة التماثل على الرغم من انهم كانوا يعتقدون انها تختلف اختلافا كبيرا . وقمت بانهاء العمل وقدمت لهم برنامج الحاسب ثم ذهبت الى شركة ثالثة وحدث نفس الشىء معهم واصبحنا اول شركة تطور بالفعل برمجيات موحدة قياسيا مقارنا بالبرمجيات التى تصنع بناء على رغبة خاصة وبدانا لسوق المينى كمبيوتر وبالتحديد للقطاع الصناعى اى فى التطبيقات المالية والصناعية فى القطاع الصناعى وكانت هذة هى البداية لشركتنا .

ان مفتاح المسالة يتمثل فى الاستماع الى مشكلات الزبون ثم تصميم البرمجيات,اننى لم اكن الافضل فى البرمجة وكنت اتصل بمبرمجين على درجة عالية لاستشارتهم فيما هو مطلوب للبرنامج , كانت افضل مهاراتى تتمثل فى تحديد المشكلة والتعرف عليها ونقل هذة المشكلة الى الفنيين

وفى اثناء نمو الشركة عرفت مايكفى عن كل مجالاتها ولذلك كنت اعرف عندما اقوم بالتوظيف ان من يتقدم ان كان يتباهى ببكالريوس العلوم او انه يقوم بعمل جيد . ولهذا حاذر من ان تجعل العاملين لديك من ان يعملوا ما لاتستطيع انت عمله

* وفى بدايتى لم يوافق احد من اصحاب رؤوس الاموال الاستثمارية ان بعطينى اموال وذلك لسببين اولا لاننى امراءة وثانيا لان مجال البرمجيات لم يكن له قيمة فى ذلك الوقت فالامر كما قلت من قبل اعمل بقدر ما فى وسعك بدون مساعدة مالية من الخارج لانك فى الواقع لست فى حاجة الى اموال كثيرة فى البداية عندما تعمل فى تطوير البرمجيات .

فى المراحل المبكرة من عمر الشركة عندما جائك عرض مغرى من شركة هيوليت باكارد . كيف اتخذت قرار عدم البيع لهم ؟

كانت تلك صفقة عجيبة لقد ادركت شركة هيوليت باكارد ان البرمجة للشركات الصناعية صناعة جيدة واردكت ان برمجياتنا ممكن ان تساعدهم فى بيع الكثير من اجهزة الحاسبات لديهم .

وكنت قد حددت سعر لشركة اسك ضعف السعر المحدد وبالنسبة لى كانت الارقام كبيرة وفى اثناء المفاوضات كانوا يقولون انهم يستطيعون كتابة هذة البرمجيات فلد يهم الكثير من المهندسين الرائعين فقلت لهم انكم لا تستطيعون كتابة هذة البرمجيات فى تسعة اشهر قال بول ايلاى "سوف نفعل ذلك بك او بدونك " اجبتة لن تستطيع انجاز ذلك فى تسعة اشهر وليس قبل ثلاث سنوات " وبطبيعة الحال استغرقت هيوليت باكارد اكثر من ثلاث سنوات فقد ظلت اسك متقدمة فى هذا السباق

لو عرض ماكريكين ماكنت تريدين هل كنت ستاخذينه ؟

لو عرض مليونى دولار نعم بالتاكيد,ان مالانعرفه عن المستقبل لن يضرك فى شىء وقد كان هذا المبلغ فى ذلك الوقت يفوق كل خيالى

ماهو الدور الذى لعبة الحظ فى نجاح اسك؟ هل هو القوة الغالبة ام هو المهارة ؟

فى احدى المرات تعمد ال شوجارت" مؤسس ومدير شركة سيجيت " اغاظتى اثناء القاء خطبة مشترك فقال شيئا مثل"ان الحظ اهم بالنسبة لكم من امهاتكم وهاهى ساندى ستحدثكم عن الحظ . لقد كان الحظ دائما بمثابة دعابة فى بلادنا , ولكننى اعتقد انك تصنع حظ بيديك .

وفى اعتقادى ان الحظ هو استغلال الفرص فالفرص كثيرة وهناك ملايين الافكار من حولنا ولكن الامر يتوقف على من يستغل الفرص

هل تصفين نفسك انك شخص لديه القدرة على خوض مخاطر هائله ؟

لا اعتقد ان من بين مؤسسى الشركات من سيقول لك ان ما قام به كان مخاطر هائلة

ان شركة هيوليت باكارد نجحت فى ان تنمو وتتطور بعد ان تركها بل هيوليت وديفيد ماكارد .

نعم بالفعل وذلك امر غير عادى . اذ واصلت بالعمل بالتقاليد التى ارساها هيوليت وباكارد وفى اعتقادى انه اذا ترك جيتس مايكروسوفت فقد تستطيع الشركة ان تستمر لفترة ولكن لن تستطيع اسهمها من النوع الذى تود الاحتفاظ به لفترة طويلة ويصدق الشىء نفسه على اليسون واوركل وفى اعتقادى ان هناك فترة انتقال طيبة امام شركة انتل لان اندى جروف وجوردون مور لايزالان هناك . وسوف يكون من الممتع ان ترى ماذا سيحدث بعد تقاعد جروف ومور

ان مدير التنفيذ الاول يضع التقاليد والثقافة فى مختلف الظروف والاحوال وهذة هى وظيفته الرئيسية والعاملون الذين جاءوا الى هذة الشركة اختاروا ان يلتزموا بهذة التقاليد اما فى حالة شركة هيوليت باكارد فقد كانت التقاليد انتشرت راسخة فى جميع انحاء المنظمة بصرف النظر عن المكان الذى تذهب اليه فى العالم



* نصيحتى الاولى للراغبين فى تاسيس الشركات هى السعى والمحاولة فى هذاالمجال وربما كان اهم ما اوجهه من نصائح هو :

لابد ان تكون لديك الثقة بالنفس : فاذا لم تكن تثق بنفسك فلن يثق بك احد وسيتعذر عليك التواصل الجيد مع الاخرين اذا لم تثق بفكرتك


احط نفسك باشخاص اكفاء . احتفظ بفريق جيد ولا تخشى ان تتقاسم معهم المجد والمسئولية والسلطة ان ذلك يحتاج الى الكثير من العمل الشاق ومهما كبرت الشركة فسوف يظل احتياجها الى العمل الشاق ولكن الاختلاف سيكون فى نو ع العمل

كن مستعدا لارتكاب الاخطاء . وكل ماعليك هو ان تكون اخطاؤك اقل من اخطاء المنافسين لك

لاتغتر بما حققتة من نجاح . فعندما طرحنا الشركة للاكتتاب العام اصبحنا فجاة الطفل المدلل فى البلاد وحققنا النجاح بين عشية وضحاها ولكن هذا النجاح المفاجىء احتاج الى ست او سبع سنوات من العمل الشاق و 20 ساعة من العمل اليومى .

ان تظل ذلك الشخص الذى كنت عليه عندما بدات ان تظل تقف فى الصف امام مكتب البريد وتظل ترتدى البنطلون بالطريقة العتادة فلا تجعل اعتقاد الناس فجاءة بانك رجل عظيم يدير راسك فانك ان فعلت ز لن تطيق وجود مشكلة فى عملك