مؤسس شركتى الكترونيك ارتس وشركة 3 دو

ظل هوكينز بكل المعايير وطوال سنوات عديدة احد مؤسسى الشركات ومن المولعين بالالعاب فى ان واحد فقد ابتكر وهو طالب فى جامعه هارفارد لعبة فى رياضة كرة القدم ولكن لم يكتب لها النجاح وضاع معها راس المال الذى قدمها له والدة وكان 5 الاف دولار ولكن من الواضح ان ذلك لم يفت فى عضد هوكينز فانهمك فى دراسة الالعاب وكانت اطروحته للتخرج هى : نموذج الحاسب للحرب العالميه الثالثة .
فى عام 1982 شرع فى انشاء شركته الكترونيك ارتس واطلق على مديرى المشروع منتجين وعلى واضعى برمجيات الالعاب فنانين ومنح للجميع الادوات والاحترام والحرية فى العمل باعتبارهم موهبين ومبدعين بحق .

وهكذا انهمر فيض من المنتجات الناجحة واصبحت الشركة تتباهى بايرادتها السنوية التى تزيد عن 600 مليون دولار , الامر الذى يعد مبلغا ضخما فى مجال صناعة برمجيات الالعاب وتضخمت ثروة هوكينز نفسه لتقترب من 200 مليون دولار .

ومع كل هذا النجاح لم يشعر بالرضا بعد ان اصبح من الناجحين وهو لم يبلغ من العمر 40 عاما , ولكن فى عام 1993 خطا هوكينز خطوة غير عادية على الاطلاق عندما عين خلفا له فى شركة الكترونيك ارتس ورحل هو عنها على الفور ليبدء مشروعه التالى فى مجال العاب الحاسب المنزلى وهو مشروع( 3 دو) وكان العقد الطموح لتاسيس الشركة هو تطوير اله لعب الالعاب الالكترونية الخاصة بها ودعم هذة التكنولوجيا بالترخيص بحق صنعها لشركات فى انحاء العالم .

ولكن هوكينز ذلك التاجر الممتاز استطاع ان يجتذب مبدئيا الدعم من شركات مثل ايى تى اند تى , وماتسوشيتا وجولد ستار وام سى ايه وتايم وارنر بيد ان نجاح شركة 3 دو الشابة لم يكن مؤكدا .
ففى الشهور التالية التى سبقت مقابلتنا معه كانت سمعته السيئة قد وصلت الى الصحف الشعبية .

وفى ذلك الوقت التقينا مع هوكينز فى مقر شركته على مرمى حجر فقط من شركة ستيف جوبز , شركة نيكست .حتى نتفهم تلك القوة الخلاقة وراء اكبر اسم فى عالم العاب الكمبيوتر .

ماهى مدى اهمية ان يكون لدى المرء فكرة مبتكرة تماما حتى يتسنى له بدء مشروع خاص ؟

هناك طريقتين للنظر الى المشاريع الخاصة : ان تبدء مشروع على اساس من فكرة جديدة وكبيرة او ان تبدء المشروع على اساس من فكرة راسخة ومستقرة فمثلا عملية بدء مشروع مطعم فمن الواضح انه يوجد الكثير من المطاعم ولكن الفكرة الاساسية عنا كيف يكون مطعمك مختلفا .

ولكن ليس هناك من جديد فى بدء مشروع مطعم

تماما . هناك جانب غير منظور فى هذا المشروع وهو اننا جميعا نعلم بقصص النجاح ولكننا لم نسمع ابدا عن قصص الاخفاق والافلاس فانا اعرف كيف تبدو معدلات النجاح فى الصناعة التى اعمل بها لاننى شاهدت معدل دوران الشركات لمدة طويله من الزمن .ان معدلات النجاح فى تلك الصناعة ضئيله للغاية .وقد يكون بعضها محظوظا . وكان لدى الكثير من افكار مبتكرة للمنتج الذى سيقدمونه . غير انه يصعب ان تدلى برايك مسبقا فى مجال وسائل التسلية وتحدد المنتج الذى سوف يحقق النجاح والمنتج الذى لن يفعل .

هل اجريت دراسة للسوق قبل ان تشرع فى تاسيس شركة الكترونيك ارتس ؟

لقد اجريت دراسات كثيرة وكانت فكرة انشاء الشركة تلازمنى من ايام الكلية عندما كنت لا ازال طالبا .وكان عملى فى شركة ابل وسيله لتحقيق غاية , ولكننى قبل ان اشرع فى انشاء شركة للبرمجيات كنت اعرف انه لابد من وجود جهاز حاسب لتشغيل هذة البرمجيات فيه ومن ثم شاركت فى بناء السوق لهذا المنتج وتعلمت من الاخرين كيفية ادارة شركة , وساعدت فى انشاء شركة صغيرة للالعاب الالكترونية تسمى اس اس اى مع احد الشباب المتحمسين لهذة الالعاب وكنت اذهب الى معرض صناعة الالعاب الالكترونية وكانت تلك هى المرحله التى اختبر فيها فرضية شركة الكترونيك ارتس

لو عدنا بالزمن الى الوراء ماهى الاشياء التى كنت ستضعها على نحو مختلف ؟

لقد حدث تحول جذرى وقتها فى الصناعة وكان الاتارى على شفا الانهيار وانسحب الكثيرين من هذا السوق

دعنا نركز على هذة النقطة . السوق فى حالة جفاف وانت قد انشات من توك شركة . وها انت تجلس فى مكتب ماذا تفعل ازاء ذلك ؟

هذا هو الفرق بين مؤسس الشركة والمسئول عن تنفيذ التشغيل : فمعظم مؤسسى الشركات لايفهمون كيفية تشغيل الشركة . فهناك قدر هائل من القدرة على الحكم الصائب على الامور والشجاعة فى تشغيل وادارة الشركة ولن تكون بحاجة الى اكثر من هذة الخصال .
معظم مؤسسى الشركات يفتقرون القدرة على اصدار احكام سليمة ربما يتمتعون بالشجاعة ازاء مخترعاتهم ولكنهم يفتقرون الى الشجاعة ازاء اشياء اخرى مثل عمليات تسريح العمال لان نمعظم مؤسسى الشركات متفائلون . وما تحتاجه الادارة بحق هو التوازن السليم بين التفاؤل والتشاؤم. وانت مطالب بان تحافظ على الموارد بدقة شديدة.

هل تعتقد ان حصولك على درجة الماجيستير فى ادارة الاعمال منحتك المهارات الضرورية ؟

ربما كان اكثر المناهج المفيدة فى دراستى للحصول على درجة الماجيستير هو ديناميكية العلاقات بين الافراد وكانت المالية هى الثانية من حيث الفائدة , فهى توضح صافى القيمة الحالية . واعتقد انه لايوجد شىء اخر . ولكن لوعدت بالزمن الى الوراء لما التحقت بجامعة ستانفورد وكنت بدات فى الصناعة مبكرا عامين ولم يكن ليوذينى ذلك فى شىء . و ففى ى اواخرالسنة الاولى للكلية كنت قد عملت دراسة للسوق وكذلك الكثير من الاستشارات حول المشاريع.

اذن كانت درجة الماجيستير فى ادارة الاعمال بلافائدة ؟

كما قلت ان القدرة على تاسيس شركة هى مساله ابداع . يجب ان تكون قادرا على التفكير فى اشياء هامة .ويجب ان تكون على رؤية الاشياء على نحو مختلف وان تخرج بافكار لها قيمة – وليس مجرد مفاهيم تتعلق بمنتج او بشركة وانما اساليب مبتكرة فى ادارة شئون الشركة , فاذا كنت تريد ان تدير شركة بنجاح فهناك الكثير من المهارات التى تحتاج اليها غير ان معظمها يتوقف على سلامة الحكم على الامور والشجاعة وعليك ان تواجه الواقع .

فاذا لم تكن لديك القدرة على التعامل مع الانباء السيئة فلن تنجح ولست اعنى بذلك انه ينبغى ان تبنى الامور على اساس الانتقاد فى حد ذاته ولكن اذا لم تكن على علم بما يجرى فلن تتعلم الكثير .

لقد ذكرت الحاجة الى الشجاعة لكى تصمد ازاء مناخ صعب يسود احوال العمل فهل تستطيع ان تضرب لنا مثالا على خطر داهم تعرضت له شركة الكترونيك ارتس وكاد يودى بها ؟

ان ذلك يحدث باستمرار . كانت السنوات الاولى السبع كذلك

وكيف تعاملت مع هذة الاوضاع ؟

على سبيل المثال اجرينا عملية تسريح للعمال فى 3 مناسبات مختلفة على مدى السنوات السبع ففى مرتين قمنا باعادة التنظيم واغلقنا شركتين كنا قد بدانا تاسيسهما وتعتبر ادارة الازمات اهم الاشياء التى اتمتع بها كرجل اعمال وربما تكون من اهم المهارات بالنسبة لكثيرين من الناس . اذ يجب ان تكون مبدعا بارعا وواسع الحيله . وسلامة الحكم على الامور والشجاعة مقترنين بالابداع هى عناصر البراعة وسعة الحيلة انها القدرة على التعرف على حقيقة مايجرى . والخطوة الاولى هى جمع البيانات فمن الافضل كثيرا ان تحدد الموضع الصحيح من الازمة . والخطوة الثانية هى : تحليل وتحديد موطن الخطأ وسببه . والافضل ان يكون لديك الشجاعه على اصلاحه , ان بعض الشركات تفلس لانها لاتدرس ما يجرى من امور وليست لديها صورة معقوله لما يحدث ولدى بعضها الاخر صورة معقوله عما يحدث ولكنها لاتريد ان تصدق ذلك – انهم فى حالة عدم اقتناع وفى شركات اخرى قد يفهم الناس مايجرى ولكنهم يخشون التعامل معه .

ماهى النصيحة التى تقدمها لمؤسسى الشركات الذين لا يستطيعون الوصول الى مبالغ هائله من راس المال ؟

هناك طريقتان مختلفتان لتناول هذا الموضوع اول شىء تجدر الاشارة اليه هو ان الانسان القادر حقيقة على تاسيس شركة ليس بحاجة الى من يقول له كيف ينشىء شركة فهو سوف يؤسسها على ايه حال . ورجل الاعمال الحقيقى بحاجة الى محام جيد والى ان يكون موضوعيا فى سعيه نحو خطة جيدة وتكوين فريق عمل جيد وان يضمن ان هذا الفريق يتمتع بالمهارات اللازمة للنجاح .
وهناك منهج ثان لاولئك الذين يرغبون فى تاسيس شركة خاصة بهم , ولكن ليست لديهم فكرة او رؤية محددة عن المنتج الذى ستتعامل معه شركتهم وفى اعتقادى ان ذلك اصعب كثيرا ربما يكون ذلك ممكن لشخص حصل على التدريب المناسب ولدية النظام الملائم للعمل واتذكر فى هذا الصدد شركة حصلت على التمويل الاستثمارى وبدات فى ان واحد مع شركة الكترونيك ارتس – وهى شركة سبيناكر . لقد بداها اثنان من خريجى كلية ادارة الاعمال بجامعه هارفارد كانا يعملان فى مجموعة بوسطن الاستشارية . وكان اسلوبهما هو بدء الشركة الخاصة بهما باجراء دراسة لتحديد الصناعة التى ستقوم عليها الشركة ومنذ البداية قلت لنفسى لا فائدة لن تقوم لهما قائمة فهم لم يتوصلا قط الى كيفيفة تحقيق اية ارباح ومازالت شركتهما موجودة بصورة ما ولكنهما رحلا منذ زمن بعيد والشركة لم تحقق بالفعل نجاحا يذكر.

ماهى الدروس التى تعلمتها ازاء تحقيق التوازن بين حياتك الشخصية ومتطلبات تاسيس شركة ؟

لقد اصبح تحقيق ذلك التوازن امرا صعبا اليوم ولكن عندما يزيد الانشغال عن الحد , نلجا انا وزوجتى الى وضع جدول للمواعيد مقدما ونلتزم به . ونصيحتى هى : اما ان تعثر على سيدة لديها الرغبه فى الوقوف الى جانبك واما ان تمضى وحيدا فى حياتك العملية .