منع مكاتب التوظيف الخاصة من تحصيل رسوم من الباحثين عن العمل
بهدف عدم التلاعب.. وصندوق الموارد يحسم الجدل بعدم رفع نسبة مرتبات المعلمين

منع مكاتب التوظيف الخاصة من تحصيل رسوم من الباحثين عن العمل
وزير العمل خلال افتتاحه ملتقى التوظيف في مدينة جدة

جدة: محمد القشيري
كشف مدير صندوق الموارد البشرية لـ«الشرق الأوسط» عن آلية جديدة ستعلن خلال أسابيع قادمة، تسمح بتحمل الصندوق كافة أتعاب مكاتب التوظيف الخاصة وعدم جباية أموال من قبل المتقدمين العاطلين عن العمل من الجنسين، بهدف الحصول على وظيفة مناسبة أو الشركات الباحثة عن تخصصات وقياديين مناسبين.وهو ما يساهم في عودة 300 مكتب توظيف خاصة، متعثرة ومغلقة بسبب عدم كفاية مصروفاتهم مع ما يتقاضونه في المقابل من رسوم، سواء من شركات أو عاطلين عن العمل، إضافة إلى الحد من التلاعب في الرسوم المقدمة من قبل الباحثين عن عمل والتي تتراوح ما بين 200 إلى 1500 ريال، والتي وقع فيها الآلاف من المتقدمين بسبب اشتراط المكاتب عدم استرجاعها سواء حصل المتقدم على وظيفة أو لا، وخاصة بعد أن رفع مؤخرا اسم أكثر من 30 مكتبا وهميا ومكاتب غير نظامية، يديرها وافدون للجهات المعنية لاتخاذ ما يلزم حيالها.
يأتي ذلك خلال افتتاح الملتقى الثاني لتوطين الوظائف «لقاءات» والمعرض المصاحب له في مركز جدة للمنتديات والفعاليات، برعاية المهندس عادل فقيه وزير العمل.
وحسم إبراهيم المعيقل، مدير صندوق الموارد البشرية، لـ«الشرق الأوسط»، الجدل من احتمالية توقف 30 في المائة من المدارس الخاصة بعد مطالبات الملاك من الصندوق الحكومي بزيادة الدعم الحكومي لمرتبات المعلمين السعوديين، تزيد على النسبة المقررة والمحددة بـ50 في المائة من المرتب المخصص للمعلمين من الجنسين، قائلا «إن اللجنة المشكلة لتنفيذ القرار السامي بتوظيف المعلمين السعوديين في المدارس الأهلية، لن تفرق بين المستثمرين، وإن الدعم الذي ستحصل عليه المدارس الأهلية لدفعها كمرتبات لن يزيد على المحدد لها أسوة بجميع الشركات والمؤسسات الأخرى بالقطاع الخاص».
ويأتي هذا التوجه في وقت تستعد المدارس الأهلية للإعلان عن تحديد مقابلات شخصية لتوظيف المعلمين، بعد أن أوضح عدد من المستثمرين في هذا القطاع رفع الرسوم الدراسية إلى الضعف لعدم قدرتهم على تحمل المرتبات المحددة من قبل وزارة العمل للمدارس الأهلية بواقع 5600 ريال، تدفع المدارس 3100 وبقية المبلغ تدفعها الدولة ممثلة في صندوق الموارد البشرية.
وأوضح المعيقل أن الصندوق نجح في قطاع التجزئة مؤخرا بعد أن قام بتأهيل وتوظيف السعوديات كبائعات في محلات التجميل والملابس الداخلية «اللانجري» خلال المرحلة الأولى من التوظيف، وستتبعها مراحل أخرى لإحلال السعوديات مكان الأجانب بتلك المحلات، إضافة إلى عدد من التخصصات التي يعمل الصندوق على الموازنة بين الخريجين من المتقدمين للوظائف والشواغر بالقطاع الخاص، ومن أهمها المهن الصحية بالدرجة الأولى، وقطاع المقاولات، والمهن المباشرة في جميع قطاعات التجزئة.
وأوضح المهندس عادل فقيه، وزير العمل، في كلمته أمام عدد من الشركات ومكاتب التوظيف، أن «85 في المائة من مليون باحث عن العمل في (حافز) هم سيدات، أي إن عدد الرجال يقدر بـ200 ألف، وفي المقابل هناك سبعة ملايين وظيفة تشغلها عمالة وافدة فلماذا نتكلم عن الوظائف منخفضة الأجور والدعاوى المطالبة برفع الأجور»، وقال: «إن ما تحتاج إليه سوق العمل من فرص وظيفية يشكل 10 في المائة من هذه الوظائف لإحداث قفزة كبيرة في هيكلية سوق الوظائف».
وأكد الوزير أن إقامة الملتقى في محطته الثانية في محافظة جدة تأتي استمرارا لمنظومة عمل متكاملة تقوم بها وزارة العمل، وصندوق تنمية الموارد البشرية، لتطوير قنوات حلول التوظيف المستديمة، وطرح مبادرة (لقاءات) التي تميزت بواقعيتها، من خلال عمليات المواءمة التي تمت وما زالت مستمرة بين الباحثين عن العمل، وأصحاب العمل الراغبين في التوظيف ليحقق الملتقى أهدافه التي تتمثل بإيجاد وظائف لآلاف الباحثين عن عمل.
من جهته، أوضح إبراهيم آل معيقل، مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية، أن مبادرة «لقاءات» مع برنامج «نطاقات» وبرنامج «حافز» تعد إطارا متكاملا لجهود وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية بهدف تقليص نسبة البطالة في المملكة.
وقال آل معيقل إن ما يميز أنشطة المرحلة الثانية من مبادرة «لقاءات» في جدة هو الاستفادة من المرحلة الأولى التي نفذت في الرياض نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتشارك في المرحلة الحالية 60 منشأة من مختلف الأنشطة الاقتصادية في القطاع الخاص، لتقديم أكثر من 5 آلاف وظيفة للباحثين عن العمل من الجنسين المسجلين في الملتقى، الذين بلغ عددهم نحو 9 آلاف متقدم.
وأضاف آل معيقل أنه تم استحداث «رحلة الباحث» التي تعد أحد الحلول الإرشادية الجاذبة للشباب الباحثين عن عمل، إذ يقوم خلالها الباحث بجولة على مختلف أركان المعرض، تتضمن شرح الخطوات اللازمة للتسجيل الفوري، وعقد نقاشات مع مسؤولي المبادرة والداعمين والمشاركين فيها من القطاع الخاص، لتمنح تصورا كاملا عن آلية المبادرة وما ستقدمه لدعم الشباب السعودي الجاد في البحث عن وظيفة.
ويهدف الملتقى إلى إيجاد وظائف لآلاف الباحثين عن عمل في منشآت القطاع الخاص بما فيها الشركات الراغبة في التوطين لسد حاجتها من الكوادر الوطنية المؤهلة، حيث تقوم مبادرة «لقاءات» على أساس المواءمة بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل الراغبين في التوظيف.
وتتضمن فعاليات الملتقى 33 ورشة عمل، تهدف إلى نشر التوعية في المنشآت من جانب والباحثين عن العمل من جانب آخر لإكسابهم الطرق العلمية للتوظيف حسب المنهج الذي تطرقت له «لقاءات»، وذلك لرفع معدلات الوعي بسوق العمل ومتطلبات توطين الوظائف.
يشار إلى أن مبادرة «لقاءات» التي تنظمها وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية تعد الأولى من نوعها في كونها مبادرة وطنية لتوطين الوظائف، وأكبر ملتقى توظيفي في المملكة يتم على أسس علمية مدروسة وأدوات قياس تضمن أعلى نسب النجاح.