البحث عن خطأ واحد !!
بقلم : عماد الحاج

يعمل الموظف في المؤسسة لوقت طويل ويكون مثالاً للموظف المجد والمجتهد .. وتكون سجلاته مليئة بالإنجازات .. لكن عند أول خطأ يرتكبه يجد نفسه في متاهة لا أول لها ولا آخر ..
ستبدأ الاتهامات .. أنت السبب .. أنت مقصر .. لم تقم بعملك كما ينبغي .. لو أنك فعلت ذلك لما حصل هذا الخطأ .. ويبدأ المدير بحبك قصة السيطرة والانتقام .. أنت تقصد إحراجي .. ماذا سأقول للمسئولين .. ويقوم بإيصال الخطأ بطريقته ( الذكية ) للمسئولين .. وتكون النتيجة عكسية على الموظف !!
إن المدير الذي يتخلى عن الموظف في وقت الأزمة .. والمدير الذي لا يغفر الأخطاء .. أو يتصيدها .. أو يضخمها .. لا يستحق أن يكون في هذا المنصب !
نحن بحاجة لأن تقاس الأمور بحجمها الطبيعي .. فلم ولن يكون الخطأ في يوم من الأيام هو نهاية المطاف .. فالحسنات دائمًا تطغى على السيئات .. بل الحسنات تمحو السيئات !
من يفعل يخطئ .. ومن لا يفعل لا يخطئ .. فالخطأ يعني التعلم .. والاستفادة .. والخبرة .. ويعني عدم التكرار .. وكلنا معرضون للخطأ .. وقيل في المثل (( الجمل لا يرى عوجة رقبته )) .. إذن لا داعي لهذه النظرة السلبية الحاقدة التي تأتي مع أي خطأ !!
تعامل المدير مع الموظف يجب أن يكون في إطار الزمالة والصداقة .. وفي إطار التدريب وإسداء النصح .. وفي إطار تحسين الأداء باستمرار .. لا أن يكون في إطار الانتقام الذاتي .. والإبعاد .. والإقصاء .. وتلفيق التهم .. ورفع التقارير السرية للمسئولين !!
نحن أمام حالة تحدث في مؤسساتنا للأسف .. وكثير من الموظفين وضعت عليهم علامات سوداء أو أصبحوا من غير المرغوب بهم وذلك بسبب خطأ واحد ارتكبوه أو ربما لم يرتكبوه !!
وكثيرين أصبحوا غير فعالين .. وقلت إنجازاتهم لنفس السبب .. فخسرته المؤسسة وأصبح عبئًا عليها .
إن تصيد الأخطاء جريمة .. يجب عدم السماح بها داخل المؤسسة .. كما يجب أن يكون هناك شمولية في تقييم الأداء .. وتنوع في أساليب التقييم على مدار العام .. ويجب التعامل مع الخطأ .. على أنه تجربة تستحق الرعاية والمتابعة والحل .