أهميـة الدوافـع
يعد موضوع الدافعية بوجه عام من المواضيع التي حازت على قدر كبير من الاهتمام من قبل الباحثين في مجال علم النفس الصناعي، وعلم الإدارة في السنوات الأخيرة ويعود السبب في ذلك إلى العلاقة المباشرة القائمة بين أداء العاملين من جهة ودافعيتهم من جهة أخرى، فضلا عن علاقتها بموضوع القيادة الإدارية. ولاشك أن فهم دافعية الفرد في العمل يساعد إلى حد كبير في وضع نظام سليم وجيد للحوافز داخل المنظمة مهما كانت طبيعة عملها إذ يعمل هذا الفهم على أن يقوم نظام الحوافز فيها على أسس علمية صحيحة، يحقق لها وفرا في تكلفة العمل من جهة، وزيادة الأداء من جهة ثانية، هذا بالإضافة إلى خلق اتجاهات مؤيدة للمنظمة لدى العاملين. ويمكن القول أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها المنظمات اليوم ولا سيما في البلدان النامية في تعاملها مع العنصر البشري لديها، تعود بشكل رئيسي إلى إخفاقها في نظام جيد للحوافز يعمل على حثّ العاملين وتشجيعهم على بذل الجهد والعمل، وزيادة الإنتاجية وإشباع حاجاتهم ورغباتهم في نفس الوقت.
ثانيـا: خصائـص الدافعيـة
- يمكن تلخيص خصائص الدوافع فيما يلي:
1- تعتبر الدوافع عملية معقّدة، وذلك للأسباب التالية:
أ- لا يمكن رؤية الدوافع للعمل بل يمكن استنباطه استنباطا.
ب- للإنسان حاجات أو توقّعات متعددة تتغير باستمرار وقد تتضارب معا.
ت- يشبع الأفراد حاجاتهم بطرق مختلفة ممّا يزيد العملية تعقيدا.
ث- إن إشباع حاجة إنسان ما، قد تؤدي به إلى ازدياد في قوة تلك الحاجة وليس إلى إطفائها.
جـ- إنّ السلوك الهادف لا يشبع في جميع الأحوال حاجات الإنسان، فكثيرا ما تحدث تحوّلات وعقبات مما يؤدي إلى حدوث سلوك أخر غير السلوك الإشباعي للحاجات.
حـ- من النادر أن نجد دوافع وحاجات منفصلة، بل كثير ما تكون مجموعة حاجات ودوافع.
2- الدافعية ظاهرة متميزة: ما دامت الدافعية تمثل قوة داخلية تحرك السلوك وتوجهه عند الفرد، وما دام كل إنسان يمتلك خصائص تميزه عن غيره، فإنّ الدافعية نقد وظاهرة متميزة.
3- الدافعية ذات توجّه قصدي: والمقصود بذلك أن كل إنسان أو عامل في المؤسسة عندما يقوم بعمل ما، فإنّه يقوم بذلك باختياره ومن ثم تكون الدوافع التي دفعته ذات طابع قصدي.
4- للدوافع وجوه ومظاهر عدّة: إن الباحثين قد حللوا أوجه الدوافع ومظاهرها المختلفة فمنهم من بحث عن كيفية تحريكها وتوازنها، وآخرون تناولوا كيفية توجيهها وجهة معينة وفريق ثالث تناول العوامل التي تؤثر على ديمومتها أو كيفية إيقافها ومن هنا نرى أن للدوافع مظاهر وأوجه متعددة.
5- ثمّة نظريات متعددة تفسّر الدوافع، وهدف هذه النظريات في النهاية التنبؤ بالسلوك الإنساني. وهذه الخاصية مرتبطة بالخاصية السابقة.