مفهوم التدريب الالكتروني
إيمانا بمدى أهمية التدريب و فعاليته في جميع مجالات التدريب الالكتروني و لمــا
يقدمه التدريب الالكتروني للمتدرب و المدرب و المجتمع على حد سواء ، قامت المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني بإنشاء مركز للتدريب الالكتروني ومصادر التدريب و الذي بدوره قام بدراسة شاملة لجميع المعايير العالمية المتعلقة بالتدريب الالكتروني و قام بعد ذلك بإنشاء بيئة تدريبية الكترونية متكاملة تعتمد على التقنيات الحديثة و منها :
الحاسب الآلي ، شبكة الانترنيت ، البرمجيات التدريبية ، المنتديات ، البريدالالكتروني.. الخ.
المطلب الأول: تعريف التدريب الالكتروني
يعرف التدريب الالكتروني كالتالي :
هو تقديم البرامج التدريبية والتعليمية عبر وسائط الكترونية متنوعة تشمل الأقراص المدمجة و شبكة الانترنيت بأسلوب متزامن أو غير متزامن و باعتماد مبدأ التدرب الذاتي أو التدرب بمساعدة مدرب.
كما يعرف التدريب على أنه عملية تدريبية تستخدم الانترنيت ( شبكة محلية أو عالمية ) لعرض تقديم الحقائب الالكترونية أو التفاعل مع المتدربين سواء كان بشكل متزامن أو غير متزامن أو بقيادة المدرب أو بدون المدرب أو مزيج بين ذلك كله.
التدريب الالكتروني مزود ببيئة تعليمية بدون مشرفين . وهذا يعني مشاركة أكثر و حماسة
أكثر و نجاح تعليميا أكبر و أخيرا تأسيسا صحيحا.
التدريب الالكتروني هو العملية التي تتم فيها تهيئة بيئة تفاعلية غنية بالتطبــيقات المعتمدة على تقنية الحاسب الآلي و شبكاته و وسائطه المتعددة التي تمكن المتدرب من بلوغ أهداف العملية التدريبية من خلال تفاعلها مع مصادرها ، و ذلك في أقصر و قت ممكـن و بأقل جهد مبذول و بأعلى مستويات الجودة من دون تقيد بحدود المكان والزمان.
التدريب الالكتروني هو عملية تدريبية تهدف الى تقديم المحتوى التدريبي من خلال أي وسيط من آليات الاتصال الحديثة من أجهزة حاسوب وشبكة الأنترنيت لتخــطي المسافة الجغرافية بين المتدرب و المدرب ، فهو التدريب الذي يختار فيه المتدرب من يتدرب و من يدرب و أين يتدرب و ماذا يتدرب ضمن حدود ممكنة.
و يمكن أن يحقق التدريب الالكتروني الأهداف التالية :
- بناء المعرفة ذاتيا.
- التدريب في أي مكان و زمان.
- زيادة ثقة المتدرب في نفسه
- مساعدة المتدربين على استخدام تقنية المعلومات والاتصال و الشبكات المتاحة
للتعلم الالكتروني لدراسة البرامج و المناهج و المقرات التدريبية و مراجعتها.
- إعداد المتدربين للحياة في عصر الثقافة المعلوماتية .
- التغلب على مشكلات أساليب التدريب التقليدية .
- تصميم برامج التدريب و مناهج و مقرراته بطريقة رقمية .
- معرفـة الأسس و المعايير التي يمكن من خلالها إجراء التعديلات لتطوير
منظومة التدريب.
و للتحول من التدريب التقليدي إلى التدريب الالكتروني ينبغـي مراعاة ما يلي:
1-التخطيط لنظام التدريب:
إن عملية التخطيط لنظام التدريب هي مسؤولية العديد من الجهات المستفيدة منه في المقام الأول ،و يسير تلك العملية المتخصصين في التدريب و يدخل ضمن التخـطيط لمنظومة التدريب أيضا تقدير الحاجة الى التدريب الالكتروني و تحديد الأهداف العامــة و الخاصة به .
2-تنفيذ التدريب:
و يقصد به الكيفية التي يتم من خلالها ترجمة السياسات و الاستراتيجـــيات و الإجراءات التي تم وصفها في مرحلة التخطيط لتحقيق الأهداف الموضوعة للتدريب.
و يتم تنفيذ التدريب الالكتروني في بيئة افتراضية تتيح نوعا من المرونة و الحرية في اختيـار
مكان التدريب و زمانه .
و يتطلب ذلك تجهيز مواقع التدريب بمتطلبات من منظومة التدريب الالكتـروني ووسائطها التي تشمل : الانترنت ، الوسائط المتعددة ، الفصول الذكية ، برامج التـدريب الالكتروني المناسبة . بالإضافة إلى ذلك، يتم اختيار رئيس فريق التدريب تكون لديه القدرة والكفاءة لإدارة مثل هذا النظام
3-تقويم التدريب الالكتروني:
تستند عملية تقويم التدريب على عدد من الأسس والمعايير و المؤشرات التي يمكن
من خلالها إجراء التعديلات لتطوير نظام التدريب ، و رسم استراتيجياته المستقبلية .


الجدول 1: الفرق بين التدريب الالكتروني و التدريب التقليدي
التدريب التقليدي التدريب الالكتروني
تدفق معلومات ذو اتجاه واحد تدفق المعلومات تفاعلي ذو اتجاهــين
تدريب فردي تدريب تعاوني
تدريب إجباري من المحاضرات تدريب ذاتي عن طريق الاستكــشاف الفردي.
متدربين فقط متلقــين (تدرب سلبي) المتـــدربين مشاركــــين فـي العملـية التدريبية( تدرب ايجابي ).
المكان و الزمان محددين مسبقا فــي قاعة التدريب. المتدرب يتلقى المعلومات بالطريقـــة التي يريدها و في الوقت و الزمـــــان المناسبين له.
استخدام عدد قليل من الوسائـــــل المساعدة و الاكتفاء بالشرح اللفظي. استخدام كل ما هو متاح من وسائــل مساعدة و استخدام انماط تدريــب مختلفة .
المعرفة عبارة عن: حفــظ- تـــذكر- تراكم الحقائق. المعرفة عبارة عن : استفسار- ابتكار
الكلفة عالية . الكلفة نسبية .

المصدر من إعداد الطالبات
المطلب الثاني : فوائد التدريب الالكتروني
تتمثل فوائد التدريب الالكتروني في :
1- تقليل تكلفة التدريب و رفع كفاءة المتدربين
2- ينشئ التدريب الالكتروني علاقة تفاعلية بين المتدربين والمدربين .
3-يمكن للمتدرب أن يصل الى الحقيقة التدريبية في أي وقت ومن أي مكان.
4- يقلل من تكلفة السفر للمدرب و المتدرب.
5- يشجع المتدربين على تصفح الانترنت من خلال استخدام الروابط التشعبية للوصـول إلى المعلومات الإضافية حول موضوع الدرس .
6- يطور قدرة المتدرب على استخدام الحاسب و الاستفادة من الانترنت مما يساعد مهنته
المستقبلية
7- يشجع المتدرب على الاعتماد على النفس و الوصول الى مرحلة البناء .
المطلب الثالث: ايجابيات و سلبيات التدريب الالكتروني
1-الإيجابيات :
مع تعاظم ثورة المعلومات و تزايد كميتها و الانتشار السريع لشبكات الانترنت
والكمبيوتر، نشأت فكرة التدريب الالكتروني للاستفادة من الامكانيات الهائلة للتكنولوجيا المعاصرة، مما يؤدي الى التجديد في نظم التدريب التقليدية وتطويرها و على ما سبق ، فإن التدريب و التعليم المعتمد على الشبكات العاليمة للمعلومات تتميز بعدد من المزايا يمكـن إجمالها في النقاط التالية :
1-التحرر من قيود الزمان و المكان:فالعملية التدريبية يمكن أن تتم في أي وقت و مكان
يوجد فيه المتدربين ،وذلك باستخدام وسائط تدريبية متعددة مثل المادة المطبوعة و الأشرطة
السمعية والبريد الالكتروني و الحاسوب وغير ذلك بدلا من الاعتماد على مصدر واحـد
كما هو الحال في التدريب التقليدي .
2-اختصار وقت التدريب: ويقدر التوفير في الوقت بأنه يتراوح ما بين 20% و80% و يفسر ذلك بأن المتدرب يتحكم في تدفق المادة حيث يمكنه تخطي الأجزاء غير الضرورية والتركيز على الأقسام التي يحتاجها .
3-مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين والسماح للمتعلم بالخطو الذاتي .
4-تقدم تقنيات الانترنت كلا من أدوات التعليم المتزامن و غير المتزامن .
5-من مزايا التدريب الالكتروني أنه يتم بمعزل عن الآخرين بحيث يمنح المتدربين الفرصة للتجربة بالخطأ في جو من الخصوصية دون أي شعور بالحرج.
6-توفير أساليب ووسائط تعليمية مغايرة لتلك المستخدمة في المؤسسات التدريبية التقليدية
7- يساعد التدريب الالكتروني على نقل الجو و البيئة من داخل أسوار المؤسسة التدريبية إلى المنزل مما يجنب المتدربين الشعور بالخجل عند إلقاء أسئلتهم أو التعبير عن آرائهم .
8-تطوير القدرات الذاتية للأفراد للتكيف مع المتغيرات في إطار التعليم والتدريب المستمر.
9-رفع كفاءة الموظف الذي لا يستطيع التفرغ للدراسة وهو على رأس العمل.
10-سهولة الوصول إلى المتدرب حتى خارج أوقات التدريب الرسمية .
2-السلبيات
لا شك أن النظام لا يخلو من السلبيات و من سلبيات هذا النظام ما يلي :
1-افتقار مشاركة المتدرب إيجابيات في تبادل الآراء و الأفكار مع المتدرب من ناحية و مع المجموعة من ناحية أخرى .
2-الصعوبة التي يشعر بها بعض المتدربين عند الرغبة في التواصل المباشر مع المدربيــن ، و تظهر عملية التواصل و التخاطب عندما يقوم المدربون بتحديد الواجبات و المهــام للمتدربين .
3-الصعوبة التي تواجه بعض المتدربين في إيصال أفكارهم في المقرر الدراسي الالكتروني.
4- تلاشي وإضعاف دورالمدرب(الإنسان) كمؤثرتربوي وتعليمي مهم.
5-عدم الاستفادة من التغذية الراجعة لصعوبة استرجاع الدروس مع المتدربين لمعرفة مدى استيعابهم و ذلك لصعوبة و ندرة الاتصال المباشر بين المدرب و المتدرب.
6- التدريب الالكتروني لا يعلم المتدرب الإحساس بشعور الآخرين، و اللطف و البشاشة وحسن التعامل مع الآخرين و لا يعلم المتدرب الإحساس بالمسؤولية.
7- صعوبة تطبيق بعض الممارسات و المهارات المرغوب في تعلـمها في بـعض الـبرامج التدريبية،و بالتالي فإن البرامج المهنية و العلمية تحتاج أحيانا إلى أن يغادر المتدرب سكنه أو مقر عمله و يتوجه إلى مركز المؤسسة حتى يسهل التدريب على تعلم المهارة المرغــوب تعلمها .
8- صعوبة السيطرة على إجراءات إدارة الامتحانات و التأكد من مصداقيتها و صعوبة تقييم المتدربين .
المطلب الرابع : مبررات استخدام التدريب الالكتروني
يتميز العصر الحالي بوجود مجموعة من القضايا و التحديات التي تشير إلى وجود فجوات قد تؤدي إلى الضعف و القصور في مواجهة متطلبات التنمية و خاصة في مجـال التدريب في عصر يتطلب من الفرد بأن يكون دائم التدريب نظرا لتجدد المعلومات .
ومن أهم مبررات استخدام التدريب الالكتروني عبرشبكة الأنترنت ما يلي :
1- التفجر المعرفي و التقدم التكنولوجي :
يتميز العصر الحالي بوفرة المعلومات و تراكمها بشكل سريع. و تمثل التطـورات الحالية في الاقتصاد العالمي المتوجه نحو التكامل و المنافسة الحادة المستندة بدرجة كبيرة على المعلوماتية و معرفة أهم التحديات التي ستجابه كل القطاعات .
2- ثورة الاتصالات و سرعة نقل المعلومات :
استمرار الثورة التقنية في مجال المعلومات و الاتصالات و ما يتمخض عنها مـن تطور هائل و متصل في إمكانات معالجة البيانات و المعلومات و تخزينها و استرجاعهــا و نقلها و تدفقها محليا و عالميا بسرعة فائقة و تكلفة معقولة .
3-الأوضاع الديموغرافية(السكانية) :
لقد أصبح الوضع السكاني في الوقت الراهن يمثل تحديا ، و أصبح من الضروري التخطيط لمواجهة هذا النمو المتسارع ، لأن ذلك يخلق ضغطا على الموارد الطبيعية و على مؤسسات الخدمات من تعليم و تدريب و صحة و إسكان .
و تشيرالعلاقة بين النمو السكاني والموارد البشرية إلى مطلبين :
أ- ضرورة تحقيق تنمية نوعية للموارد البشرية في ظل تزايدها الكمي مما يعــني توسيع الطاقات الاستيعابية لمؤسسات التعليم والتدريب في مختلف المراحل و بمختلــف أنواعها لتستوعب الأعداد المتزايدة مع الطلاب مع التحسين المستمر لنوعية التعليـــم و التدريب المقدم و موائمته مع متطلبات التنمية الاقتصادية .
ب-أهمية إيجاد فرص العمل في مختلف القطاعات الاقتصادية
4-القصور في تكوين الكوادر التدريبية المؤهلة :
يعتبر تطوير الكوادر التدريبية و إعدادها أحد المرتكزات الأساسية لتطـــوير التدريب ، و لابد أن تشهد المرحلة القادمة طفرة من حيث إعداد الكوادر التدريبـــية والتخصصات المطلوبة وفق خطة مسبقة لمقابلة احتياجات التنمية في المجتمع .
و من خلال التدريب الالكتروني عن بعد، يمكن التغلب على المعضلة السابقة من خلال أسلوب المدرب الزائر أو أسلوب المتدرب الزائر .
5-عجز مؤسسات التدريب التقليدية عن تقديم فرص التدريب لفئات معينة من المجتمع:
رغم النمو الكبير في التعليم و التدريب ، ما زالت المجتمعات تعاني من عدم توفير فرص التعليم و التدريب لفئات متعددة للكثير من الأسباب ، و هذه الأخيرة قد تعــود لأسباب اقتصادية أو عائلية أو صحية كالإعاقات الجسمية و الانفعالية ، أو سياســية كالاعتقالات و الإقامات الجبرية ، أو أسباب مهنية كحب الانخراط في العمل في سن مبكر أو لأسباب جغرافية بعد الجامعة عن سكن الطالب أو مكان عمله .
أو لأسباب اجتماعية كتطور المجتمع و تغيره و حاجة السوق للمهنيين و المتخصصين فـي مجالات مهنية مختلفة ،أو لحاجة صاحب العمل إلى مهارة فنية معينة لمواكبة ما يطرأ مــن تطور و تقدم علمي و تكنولوجي أو لحاجة تربوية كعدم الإيفاء بحاجة الأفراد والمجتمع من التخصصات و المهارات الفنية المختلفة و للرغبة في الاستمرار في التعلم و تطويـر الذات و تنويرها في حقول العلم و المعرفة و المهارات المختلفة مدى الحياة