يستقطب موضوع التدريب اهتمام الباحثين والهيئات الرسمية والمؤسسات الاقتصادية في جميع الدول المتقدمة باعتباره أساسا تحتاج المؤسسة إلى توافره في مواجهة ومواكبة التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية، ومن الطبيعي أن يكون التدريب موضع اهتمام العديد من الكتاب والمفكرين الاقتصاديين، وإن يكن بدرجات متفاوتة وذلك لأهميته ومدى تحقيقه للأهداف.
المطلب الأول: أهداف التدريب ومزاياه
أهداف التدريب: أهداف التدريب عديدة ومتنوعة تختلف باختلاف البرامج والمكان والزمان والمتدربين والمؤسسة ودورة حياته، وبذلك فهي عديدة ويصعب الفصل بينها أو الاكتفاء ببعضها ويمكن حصرها فيما يلي:
- إزالة أو معالجة نقاط ضعف الأداء: سواء كان ذلك للأداء الحالي أو الأداء المستقبلي المتوقع، فعن طريق معالجة نقاط ضعف الأداء يمكن أن يتحسن الأداء مما ينعكس بنتائج إيجابية على مستوى الإنتاجية الكلية للمؤسسة ويسهم في تطويرها واستمرارها.
- يهدف إلى تخفيض حوادث العمل: فعن طريق التدريب تتم حماية العاملين من خلال التقليل من إصابات العمل التي تحدث غالبا بسبب نقص الكفاءة والخبرة والمهارات أو عدم استيعابهم لظروف العمل.
- تخفيض النفقات واستقرار الإنتاج: فعن طريق التدريب تزيد المهارة والكفاءة في العمل يؤدي إلى الإقلال من نسبة الأخطاء والإصابات وبالتالي الإقلال من تكاليف العمل


وكذا الأفراد المدربون جيدا يضمنون الاستمرار في العمل بكفاءة والإنتاج مستمر بصفة دائمة .
- تمويل المؤسسات بالكفاءات البشرية المؤهلة: فعن طريق التدريب المنظم يمكن تمويل المؤسسة بالكفاءات البشرية عن طريق الإحلالات السريعة .
- زيادة الاستقرار التنظيمي والمرونة: المقصود بالاستقرار التنظيمي للمؤسسة هو مدى قدرة المؤسسة على الاحتفاظ بالأفراد العاملين لديها، فالتدريب ينمي روح الولاء لدى المؤسسة ولدى العاملين ويزيد من ثقتهم من أنفسهم ويخلق لديهم حالة من الموائمة بين الفرد وعمله ومؤسسته، أما المرونة فيقصد بها أن التدريب يوفر عناصر متعددة من المهارات القادرة على العمل في أكثر من وظيفة وشغل أكثر من منصب مما يسهل عملية إجراءات وتنقلات وتغيرات في قوة العمل بما يتفق مع حاجة المؤسسة.
- مواجهة النظم التي تحدث في النظم الاقتصادية والاجتماعية ومواكبة التطور التكنولوجي والعلمي السائد في المجتمعات الصناعية والتجارية المتقدمة، كما يعمل التدريب على إعداد أجيال من الأفراد لشغل الوظائف القيادية على جميع مستويات المؤسسة.
- رفع درجة الروح المعنوية للعاملين: فاكتساب الفرد لمعلومات وخبرات وقدرات جديدة يؤدي إلى زيادة ثقة العاملين بأنفسهم وبالتالي الاستقرار النفسي والاطمئنان وهذا ما يترتب عليه إحداث تغير في اتجاهاتهم وسلوكاتهم داخل المؤسسة ويكون له أثر واضح على مستوى الإنتاجية.
- تقليل الحاجة إلى الإشراف: فمهما كان التدريب كفؤا يبقى الفرد بحاجة إلى الإشراف


لتوجيه جهوده بالاتجاهات الصحيحة والتي تخدم أهداف المؤسسة فدرجة استيعاب الفرد لعمله المكلف به جيدا عن طريق تدريبه يعمل على تقليل أخطائه ويمكنه أن يمارس الرقابة الذاتية على عمله.
- تنمية العلاقات الفردية وروح العمل الجماعي من خلال السلوك السليم والتفكير المنطقي الذي يزيد ويحقق روح التعاون بين العاملين والإدارة.
- اكتساب الفرد لصفات ومهارات جديدة تؤهله إلى الارتقاء وتحمل المسؤولية وتمكنه من شغل مناصب قيادية.

مزايا التدريب: مميزات وخصائص التدريب فيما يلى:
- التدريب ليس غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لتحقيق الغاية والغاية هنا هي الأداء الكفء.


- ليس من الضروري أن يكون كل فرد في المؤسسة معني بالتدريب، بل تظهر الحاجة إلى التدريب عند حدوث بعض الظروف كشراء آلة جديدة، نقص الخبرة، تغيير الهيكل التنظيمي وغيرها من الاحتياجات التدريبية التي سنتحدث عنها لاحقا.
- يعتبر التدريب وسيلة لحل المشاكل ولكن ليس علاجا لجميع المشاكل كمشاكل سوء اختيار العاملين التي لا يمكن للتدريب أن يحلها، فهو لا يخلق الإنسان الذكي الواعي بل يصقل ويحسن ويزيد من المهارات والقدرات.
- لا تتم عملية التدريب إلا إذا كان لدى الفرد الحفز والرغبة للتطوير والتحسين، فهو يوفر الفرصة للتعليم الاستفادة لا أكثر.
- التدريب لا يقتصر على مجرد إلقاء المعلومات بل ينطوي على تدريب نظري وعملي كل واحد منهما يكمل الأخر فهو يشمل مواضيع كثيرة وأصناف واسعة من العمال بمختلف مستوياتهم الوظيفية.
- التدريب نشاط يقوم على طرق وأساليب وقواعد وأسس يجب أن يلم بها المكلفون به ويقوم على عدة مراحل.
- كما أن التدريب عبارة عن فن يقوم على عنصر حيوي هو التشويق، فلو تسرب الملل أو الضجر إلى نفوس المتدربين ضاع أثره وفقد أهميته، وهو نشاط مستمر باستمرار حياة المؤسسة.
إذن من خلال التعرف على أهداف ومزايا التدريب نستنتج أن أسلوب التدريب يختلف باختلاف المستوى الوظيفي والهدف منه وطبيعة ونوع العمل وكذلك يختلف باختلاف مادة التدريب.