كشف خبراء اقتصاديون أن محلات الذهب بالمنطقة الشرقية تستوعب توظيف 5 آلاف فتاة سعودية بمجال التصميم والتسويق والمحاسبة كمرحلة أولى للتوظيف، وأن عملية التوظيف هذه ستسهم في الاستغناء عن 50 ألف عامل أجنبي يعملون في قطاع الذهب في المملكة.وقال رئيس لجنة الذهب والمجوهرات بغرفة الشرقية عبدالغني المهنا إن عمل المرأة في محلات بيع الذهب (المفرد) يُعتبر أمرًا جيدًا، ولا يوجد ما يمنع ذلك لأن كلا الجنسين يحتاج فقط إلى دورة تدريبية ومن ثم الانطلاقة للعمل بهذا القطاع خصوصًا إذا كان بعيدًا عن المجال الفني والحرفي لما يحتاجه من خبرةٍ عالية في المواصفات والمقاييس مثل مجال البيع الذي يُعتبر كمرحلة أولى في توظيف النساء في محلات الذهب بالمنطقة.
عمل المرأة السعودية بأسواق الذهب سيسحب شريحة كبيرة من مرتادي محلات الإكسسوارات تصل نسبتها إلى 30 بالمائة، ويتوقع أن يصل عدد العمالة الذين سيتم الاستغناء عنها بعد توظيف الفتيات بالمحلات الى 50 ألف عامل من فنيين وبائعين وعمال ومحاسبين.
وأضاف: نحن نؤيد فكرة توظيف السعوديات بمحلات الذهب على مستوى المملكة، ولا أعتقد أن في ذلك صعوبة؛ لأن أي قطاع تجاري له علاقة بالمرأة يعتبر عملًا مساعدًا، ولكن عندما يفرض على توظيف المرأة قيودًا معيّنة مثل عزلها في مكان مخصص أو في كابينة فإن هذا يعتبر عرقلة لعملية التوظيف، وما المانع من عملها إلى جانب الرجل؛ لأن المحلات من الداخل عبارة عن حرف (L) أو (U) ويعمل بها 4 بائعين، ففي هذه الحالة ستكون المرأة بصف الرجل، مشيرًا إلى أن أسواق المنطقة الشرقية تحتوي على ما لا يقل عن 300 محل يعمل بها من 4 – 6 موظفين.
وأكد المهنا أن حركة بيع الذهب تكون في الفترة المسائية ويمكن للمرأة ان تعمل بها؛ لأن ذلك سيمكّنها من النجاح خاصة إذا كانت ربة منزل وتقوم بأعمالها المنزلية ببداية اليوم، ولكن العوائق من بعض الجهات الحكومية هي التي تعرقل من عملية توظيف المرأة مثل إغلاق واجهات المحال.
وأوضح نائب رئيس لجنة الذهب بغرفة الشرقية علي العبدالعزيز أن تأنيث محلات الذهب ربما لا يتم بنسبة 100 بالمائة من ناحية المجالات الفنية، بينما يمكن ادخال العنصر النسائي في مجال التسليم أو الاستقبال، وهذه النية موجودة لدينا وكانت لنا محاولات قبل عامين حيث استطاع بعض المستثمرين إدخال النساء في العمل بمجال التصاميم والرسومات، ولكن كانت بصفة غير رسمية، والآن توجد نية لتوظيف النساء بقطاع الذهب.
وأكد أن عدد محلات الذهب بالمنطقة يصل إلى حوالي 400 محل، ويعمل بها من 3 – 4 موظفين في الوردية الواحدة، وأن عمل المرأة لا يتعارض مع عمل محلات الذهب ووجودها مهم جدًا، ولكن بعمل محدود إما أن يكون في المحاسبة أو التسويق أو التصميم ويفضل أن تكون مدرّبة وحاصلة على شهادات علمية تمكّنها من النجاح والاستمرار في العمل بقطاع الذهب والمجوهرات.
وقال العبدالعزيز: أرحّب بكل فتاة حاصلة على شهادة علمية متخصصة في التسويق والمحاسبة وكذلك التصميم، ونحن يجب علينا أن نشجّع عمل المرأة بكافة القطاعات التجارية، وكذلك إنفاذ القرار الملكي بتأنيث المحلات حتى وإن كانت لبيع الذهب والمجوهرات؛ لأنه يوجد الكثير من الفتيات الحاصلات على شهادات علمية ولديهن الرغبة في العمل.
وتمنى العبدالعزيز ان تكون الفتاة المتقدّمة للعمل حاصلة على شهادة متخصصة في القطاع التجاري مثل التسويق والمحاسبة، أو أن تكون مدرّبة بمستوى عال في مجال البيع؛ لأن العمل بقطاع بالذهب والمجوهرات يحتاج إلى الأمانة والروح المهنية من ناحية بيع وتسويق البضاعة المحلية، مؤكدًا أن تعامل النساء فيما بينهن بشكل مباشر يعطي نوعًا من الارتياح ورفع مستوى المبيعات؛ لذلك يجب أن تقتحم المرأة سوق العمل سواء كان في القطاع الخاص أو الحكومي، فقد أثبتت جدارتها في القطاع الصحي والبنوك، وكذلك عدد من القطاعات التجارية.
في الجهة المقابلة أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد القحطاني أن عمل المرأة بمحلات الذهب والمجوهرات مناسب جدًا، بحيث تكون هذه المحلات خاصة بالنساء ويترك المجال لها لتظهر إبداعاتها في التصاميم التي يمكن أن تؤديها وهي في منزلها.
وقال بالنسبة للجانب التسويقي أعتقد انه بإمكانها أن تسوّق منتجات الذهب عن طريق المحلات الصغيرة (الكشكات) داخل المجمعات التجارية بحيث تكون لها خصوصيتها؛ لأن بالمجمعات لديها نظام أمني يضمن للمرأة أن تكون معزولة عن الرجل، وهذه ستخلق آلاف الفرص الوظيفية للنساء لأن أكثر من 95 بالمائة من الأجانب يشغلون كافة الأعمال بقطاع الذهب وهم غير مدرّبين ولا يحملون شهادات علمية، وكذلك غير أمناء.
وعن العوائد الإيجابية لمحلات الذهب والمجوهرات بالمنطقة بعد عمل السعوديات بها أكد القحطاني قائلًا: إن العوائد ستكون مجزية؛ لأن هناك الكثير من النساء اللاتي يترددن في شراء الذهب بسبب وجود الرجل الأجنبي الذي يتجاوز حدوده في كثير من الأحيان، كما أن الأرباح ستكون مجزية أيضًا وستخلق وظائف للنساء السعوديات في المنطقة الشرقية تصل إلى 5 آلاف وظيفة فورية في قطاع الذهب، و30 ألف وظيفة على مستوى المملكة كحد أدنى، ولعل محلات الإكسسوارات شاهد على ذلك حيث جذبت الكثير من النساء بل وغير سلوكهن لشراء الاكسسوارات بدلًا من الذهب بسبب البيئة الموجودة بها المحلات (المجمعات) وحرية انتقاء ما تريد بنفسها، فعمل المرأة السعودية بأسواق الذهب سيسحب شريحة كبيرة من مرتادي محلات الإكسسوارات تصل نسبتها إلى 30 بالمائة، وأتوقع أن عدد العمالة الذين سيتم الاستغناء عنهم بعد توظيف الفتيات بالمحلات سيتجاوز الـ 50 ألف عامل من فنيين وبائعين وعمال ومحاسبين.
وطالب القحطاني الجهات المختصة باتخاذ قرار إحلال السعوديات بالوافدين، فقد أثبتت الفتيات إخلاصهن وإبداعن في محلات التجزئة التي بدأت تستوعب موظفات سعوديات.