أكد مدير الاتصال الحكومي في وزارة العمل محمد أحمد بن دخين لـ«الإمارات اليوم» أن مراكز «تسهيل» أسهمت في تقليص نسب البطالة بين المواطنين، موضحاً أنها «وفرت فرصاً وظيفية عدة للباحثين عن العمل من المواطنين والمواطنات، وفقاً للاحتياجات المطلوبة في كل مركز. كما شجعت المواطنين على دخول سوق العمل الخاص، كأصحاب عمل، خصوصاً أن أحد أهم شروط الترخيص للمراكز أن تكون مملوكة للمواطنين، وهو ما عزز وجودهم في القطاع الخاص كأصحاب عمل وموظفين».
وقال مواطنون عاملون في مراكز «تسهيل»، إن الفرص التي يتيحها العمل في هذا المجال لاتزال غير معروفة لكثير من المواطنين، منوهين بالأجواء الوظيفية المريحة، والتحفيز على العمل، لافتين إلى أنهم يحصلون على مكافآت مالية شهرية، بحسب عدد المعاملات المنجزة، قد تتجاوز قيمتها ضعفي الراتب.
وقالوا إن على وزارة العمل تعريف المواطنين الشباب بالفرص المتاحة في هذا المجال، لتشجيعهم على الالتحاق به.
وتفصيلاً، قال بن دخين، إن وزارة العمل اشترطت على المراكز التي تحصل على التراخيص توطين نسب معينة من وظائفها، لا تقل عن 50٪، ما فتح أبواباً جديدة للعمل أمام المواطنين والمواطنات.
وشرح أن «إدارة مراكز الخدمة في الوزارة اتفقت مع أصحاب تراخيص مراكز «تسهيل» على سداد رواتب محددة للمواطنين العاملين لديها، تختلف قيمتها باختلاف الإمارة التي يقع فيها المركز، وهو ما أتاح إمكان توحيد الرواتب في كلّ إمارة، بيد أن ذلك لا يعني وضع حدّ أدنى للأجور».
وتابع أن أصحاب المراكز المواطنين يحصلون على مكافآت إضافية، تحتسب بواقع أربعة الى خمسة دراهم عن كل معاملة منجزة، بعد اجتياز عدد 400 معاملة يوميا، ما يدرّ عليهم دخلاً شهرياً مجزياً، مع العلم أن هناك مواطنات يعملن في مراكز في دبي يتجاوز متوسط دخلهن الشهري 20 ألف درهم، مؤكداً أن تجربة المراكز حققت نجاحاً مهماً على صعيد التوطين، خصوصاً في ظل تسجيلهم في الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، وتوفير بيئة عمل مناسبة شكلت دافعاً لهم لإثبات كفاءتهم وزيادة عطائهم وإنتاجيتهم.
وبين بن دخين أن الوزارة تستهدف وبموجب توجيهات ومتابعة وزير العمل صقر غباش، من خلال إنشاء المراكز تحقيق هدفين، أولهما تعزيز فرص وجود المواطنين في القطاع الخاص، وهو ما يمثل أحد محاور استراتيجية وزارة العمل للأعوام 2011 ـ .2013 أما الهدف الآخر فيتمثل في تقديم خدمات ذات جودة عالية حول المتعاملين، إذ تعمل المراكز على تحقيق هذا الهدف الذي يمثل أيضا أحد محاور استراتيجية الوزارة.
وأشار إلى أن مواقع مراكز «تسهيل» خضعت للدراسة من الوزارة، وتبين أنها تخدم شريحة كبيرة من المراجعين، ما جعلهم يقبلون عليها لإنجاز معاملاتهم بكل سهولة ويسر، خصوصاً أن الوزارة تضع معايير عدة للترخيص لهذه المراكز ذات التصاميم الموحدة، من بينها نظام تلقي معاملات وشكاوى المتعاملين، والالتزام بأوقات الدوام التي تحددها الوزارة، وألا يزيد وقت انتظار العميل على 15 دقيقة، وتوافر خدمة بنكية متكاملة لتلبية احتياجات المتعاملين، وتوفير كاونترات ومواقف سيارات كافية.
وأفاد بأن مراكز «تسهيل» أسهمت بشكل كبير في إنجاز أغلبية معاملات وزارة العمل، ما قلص حاجة المتعاملين إلى مراجعة الوزارة إلا في حالات محددة، تستوجب منهم مراجعة أقسام لإنجاز بعض المتطلبات، في حين تعمل الوزارة تدريجيا على افتتاح مكاتب لتلك الأقسام في المراكز لتوفير المزيد من الجودة في خدماتها.
وذكر بن دخين أن أصحاب المراكز الحاصلين على تراخيص يعملون على تنظيم دورات تدريبية للمواطنين والمواطنات قبيل التحاقهم بالعمل في المركز، وخلال عملهم، ما يجعلهم على دراية تامة بالمهام المطلوبة منهم. وأكدت علياء محمد، وهي مشرفة في أحد مراكز «تسهيل» في دبي، أنها واجهت صعوبات كثيرة في بداية عملها، بسبب عدم اعتيادها التعامل مع المراجعين، مضيفة أن إدارة المركز ساعدتها على تخطي هذا النوع من العقبات، وأكسبتها الخبرة اللازمة لإنجاز المعاملات، خلال أقصر وقت ممكن، منوهة بجهود الإدارة في تهيئة ظروف العمل نفسياً ومالياً وعملياً، ما يجعلهم متميزين في أداء واجباتهم ومتفانين في خدمة المتعاملين.
وطالبت وزارة العمل بتعريف المواطنين الباحثين عن فرص وظيفية بمميزات العمل في هذا المجال، وتشجيعهم على الالتحاق به.
وعزت الموظفة في مركز «الطوار سنتر» أميرة المنصوب، نجاح مركز «تسهيل» إلى بيئة العمل ونظام الرواتب العادل، وإشراف وزارة العمل، مؤكدة أن ذلك كله أسهم في تفوق المواطن في العمل.
وشرحت أن الموظف يحصل على مكافآت شهرية بحسب عدد المعاملات المنجزة، لافتة إلى أنها حصلت على 12 ألف درهم على راتبها الأساسي الشهر الماضي، ما شجعها على بذل جهد أكبر في إنجاز المعاملات.
وشجعت الراغبين في العمل على التوجه إلى «تسهيل»، وبذل أقصى جهودهم لمضاعفة مداخيلهم. وأيدتها علياء محمد سعيد، من مركز «إتقان لخدمات رجال الاعمال»، التي قالت إن كثيرا من المواطنين لا يعرفون شيئا عن العمل في هذا المجال، مؤكدة أن بيئة العمل في مركز «تسهيل» ممتازة، والموظفون على درجة عالية من الكفاءة، مضيفة أن المركز يعطي الحرية للعاملين لخوض تجربة العمل في إنجاز معاملات وزارة العمل، ويسمح لهم بتحسين دخولهم الشهرية.
وقالت إنها حصلت على راتب إضافي 10 آلاف درهم على راتبها الأساسي، الذي لا يتجاوز 6000 درهم، ما شجعها على الاجتهاد والمثابرة في أداء عملها.
وأكدت علياء السويدي، تعمل في مركز «اتقان لخدمات رجال الأعمال» أن عملها في مركز «تسهيل»، ومراقبة وزارة العمل للموظفات، أسهما بشكل كبير في دخولها سوق العمل، واكتشافها أشياء لم تكن تعرفها، واكتسابها خبرات كبيرة في مجال عملها، وفي مجالات عدة، وتابعت أنها تشعر براحة نفسية وعملية ومالية، لافتة إلى أنها حصلت على 14 ألف درهم على راتبها الأساسي.
وأكدت الموظفة نورة محمد، من مركز «طوار سنتر» أن توقيت الدوام يسهم بشكل كبير في راحة الموظف، إذ يتيح له متابعة الدراسة في فترة المساء، وتطوير قدراته العملية، ما يؤهله لاعتلاء أعلى المناصب القيادية، مشيرة إلى أن عملها في «تسهيل» أكسبها معلومات عامة عن معاملات في دوائر حكومية عدة، منها الإدارة العامة للإقامة وشؤون الاجانب والدائرة الاقتصادية.
وأكد المشرف في مركز «طوار سنتر» راشد مصبح مطر، أنه تمكن من تطوير قدراته العلمية، بعدما تابع دراسته في فترة المساء، ما سرع في ترقيته إلى مشرف.
وأضاف أن دخول المواطن في هذا المجال سيكسبه خبرة في مجالات عدة ويعرفه بمعاملات سوق العمل.
ويجدر بالذكر أن عدد العاملين في مراكز «تسهيل» من المواطنين والمواطنات على مستوى الدولة يتجاوز ،600 فيما يبلغ عدد المراكز الحاصلة على تراخيص من وزارة العمل 25 مركزاً، ثلاثة منها في العين، وخمسة في دبي، وستة في الشارقة، وثلاثة في عجمان، ومركز في أم القيوين، اضافة إلى مركزين في رأس الخيمة، وثلاثة في الفجيرة، ومركز في خورفكان، ومركز في الذيد.