اعلنت احصائيات موثوقة مؤخرا ان اكثر من 77% من المشاكل الزوجية سببها أهل
الزوج،، أي السكن مع اهل الزوج في بيت واحد، وهذه ظاهرة خطيرة جدا، وبوسفني
للغاية ان اجد في هذا العصر المتحضر، رجالا لازالوا يصرون على البقاء في بيت
ذويهم بعد الزواج، ...!!!!


إن كنت ترغب في ان تبدأ حياتك من جديد بعيدا عن كل سلبيات الماضي، وعن كل
احباطاتك السابقة، فالانفراد بزوجتك في بيت مستقل هو خير وسيلة لذلك، حيث ترسم
ملامح حياتك الجديدة كما تحب وتشتهي، وحيث يمكنك ان تختبرك امكانياتك كزوج واب
صالح، وحيث يصبح من حقك ان تمارس كل هواياتك باريحية، وحيث يصبح لزوجتك كيان خلاق
فتجتذبك فتهنأ بها، وتقنع معها،

كثيرة هي السلبيات التي يعايشها الفرد مع عائلته، لعلهم يستنقصونه، او يتدخلون في
خصوصياته، او يتحكمون به، لقد اعتادوا على ذلك منذ كان صغيرا، لم يتغير شيء، تشعر
معهم بانك لا زلت ذلك الطفل او الصبي الذي يتعاملون معه باريحية، حتى انهم
يجرحونه في احيان كثيرة، معهم لا يمكنك أن تبدأ من جديد، فهم المحيط الذي اعتاد
على رؤية كل مساوئك، وكل احباطاتك، بل ولديهم فكرتهم الخاصة عنك، إن الانفراد في
بيت جديد مع الزوجة هي فرصة للبدء من جديد،

ارسم لنفس الصورة التي تريد ان تكون عليها في نظرها، فإن كنت في بيت اهلك الشخص
المستهتر، كن في بيتك الجديد، الشخص المسؤول، وواضب، وسترى كيف ستتغير شخصيتك
كليا، ...!!!!،

من اسوأ الممارسات التي يتبعها الزوجان بعد الزواج هي السكن مع ذويهم في بيت
واحد، حيث يصعب على الزوج البدء من جديد، وحيث يصعب على الزوجة التأقلم، إن معظم
الزيجات التي حققت نجاحا، هي الزيجات التي حصلت منذ البداية على بيت منفرد، أما
الزيجات التي تقوم في بيت اهل الزوج بالذات، هي اكثر الزيجات خللا، وعرضة
للانفصال، وهناك الكثير من الاسباب خلف فشل هذه الزيجات، فكما هو معروف تدخل اهل
الزوج في علاقته بزوجته، إلا ان الموضوع اكثر عمقا من ذلك،






فالزوج أيا كانت عيوبه قبل الزواج، يمكنه ان يكون انسانا جديدا بعد الزواج، ولديه
كل الفرص ليفعل ذلك، إلا ان عودته للعيش في ذات الاطار القديم تعيق عمليه تطوره،
فعلى سبيل المثال، لو كان الرجل قبل الزواج لا يحب الجلوس في البيت، ربما بسبب
مشاكل في بيت عائلته، ثم بعد الزواج، شعر بالاستقرار واراد العودة للبيت كل مساء،
.... لا يتركونه، فهم يلمحون او يشيرون علانية، (( واخيرا، ... يبدوا ان زوجتك
اثرت عليك، لقد غيرتك، ....إلخ))، حتى لو كانت تلك التعليقات حسنة النية، إلا ان
الرجل لا يحبها، ويحاول تجاوزها، عبر العودة إلى سابق عهده، والبقاء على ما
اعتادوا عليه منه، لكي لا يكون عرضة للسخرية، او لكي لا يشعر بالحرج.... !!!!!،
ايها الزوج، انت رجل، انت لم تعد طفلا، لكي تعلق عليك شقيقتك، او شقيقك، أنت رجل
يجب ان تكون لك خصوصيتك الخاصة، انظر لنفسك، بت مؤهلا لتصبح اب، بل هناك من اصبح
اب اليوم، لكنه غافل عن اهمية الامر، إنه لا يعي حتى هذه اللحظة انه بات اب
مسؤول، وعليك ان يقرر بحكمة، ولا يتصرف وفقا لاهواء الاخرين، عليه ان لا يتسبب في
عذاب امرأة واطفال، لأجل ان يرضي اشقاء متهورون، او معتادون على السخرية
منه...!!!!! عليه ان يضع الحدود في التعامل، والخصوصية مهمة، ولا توجد خصوصية في
الواقع بلا منزل منفرد...!!!!







تسهر فيه انت وزوجتك في اي وقت، دون حسيب او رقيب، يلومونك لانك سهرت مع زوجتك،
يتدخلون ويرغبون في السهر معكما...!!!!! هل هذا منطق...!!!! هل هذه
عدالة....!!!!!، ترغب في ان تخرج معها إلى مشوار، ..(( لما تخرجون كثيرا ، لما
تتعبين ابني وتجرينه إلى دبي نهاية كل اسبوع، ... لماذا لا تجلسون معنا))،(( يا
ربي ابنك ليس صغيرا، ابنك يريد ذلك)) ........!!!!، (( لماذا تاكلون البرجر، لما
لا تطهين لزوجك البرياني..!!!)) (( لكن زوجي بحب البرجر))....!!!!،

لعلك يا شما تعرفين حكاية الرجل الذي قتل 99 نفسا، ثم مر على رجل صالح فسأله إن
كان له توبة، فقال لا، فقتله فاصبح قد قتل 100 نفس، فمر على رجل صالح اخر، فسأله
ان كان له توبة فقال له، اترك القرية التي انت فيها....!!!!!، وإن كان المثال لا
يطابق هزاع فهو رجل طيب في الحالتين، واهله اناس طيبون ايضا، لكني احببت ان اشير
هنا إلى ان احد اهم معيقات التغيير هي البقاء في المحيط القديم، بين اناس اعتادوا
عليك كما كنت في الماضي، إنهم يعيقون تغيير الانسان وبقوة،


الزواج بلا شك هو اكبر فرص التغيير التي تتاح للانسان، ذلك لانه تجربة مثيرة
لجميع ايقونات التغيير في النفس البشرية وفي الوسط البيلوجي والجيني ايضا، أي ان
الانسان حينما يتزوج يستطيع ان يضع قائمة طويلة بكل الصفات الجميلة التي يريد ان
يتصف بها، ويبدأ على ممارستها كصفات حقيقية ابتداءا من اول ايام الزواج، وسترسخ
غالبا وستبقى معه طوال الحياة، بشرط ان لا يكون من حوله اناس يذكره بما كان عليه،









تتغير المرأة بعد الزواج، وبسرعة وسهولة، والسبب ان قابلية المرأة للتغيير اكبر
من قابلية الرجل، هذا اولا، وثانيا، لانها غالبا هي من تترك المحيط القديم، وترحل
إلى بيت الزوج، فإن كان بيت الزوج هو بيت ذويه وعائلته، فإن تغيرها لن يكون تحت
تحكمها، فهي غالبا ستكتسب صفات غير مريحة، ربما دفاعية لتحمي نفسها في الوسط
الجديد، او الخنوع والاستسلام، لتمضي بحياتها الجديدة بسلام، لكنها ابدا لا تمارس
حقها في معايشة شخصيتها الجديدة بعد الزواج، ولا يكون لديها الفرصة لتحلم بصفات
إيجابية جديدة، لها أو لزوجها، إنهما ببساطة يعيشا في محيط معيق للتطور او
للتحليق في عالم يحتويهما ككيان زوجي جديد،

وهكذا يشعر الرجل ان الزواج لم يضف إليه أي شيء، ولم يطور في حياته شيء، وان كل
ما حدث انه استضاف أمرأة في بيت ذويه، سرعان ما تصبح كشقيقاته، إذ تكتسب كل
عاداتها، ويختفي المثير والجاذبية...!!!!

تميل الزوجة بعد الزواج الى التفاعل مع اهل الزوج، وغالبا ما تحاول ان تكسبهم،
وذلك من خلال الاتحاد معهم فكريا، وتعتقد ان هذا سيعجب الزوج، إلا ان الأمر معقد
للغاية، فالزوج الذي يحب والديه، ويحترمهما، قد لايحب اسلوب حياتهم او افكارهم،
او منطقهم، إنه تزوج وهو يأمل يحياة مختلفة، توافق فكره المتحظر او شخصيته
المتطورة، إلا ان الزوجة التي اعتقدت ان توافقها التام مع اهله سيسعده بتفاجأ
بانه بات يتجاهلها، ويحاول ان يعيش علاقة جديدة مع امرأة خارج اطار
العائلة....!!!!!
حيث يمكنه ان يعيش حياة مختلفة، حياة يرسم تفاصيلها بنفسه، وقد يتزوج من اخرى تلح
عليه بالخروج إلى بيت منفرد، لانه يريد ان تلح عليه المرأة ليخرج، إنه غالبا لا
يستطيع ان يتخذ قرارا مماثلا من تلقاء نفسه، لان شخصيته ضعيفة بين اهله، ...!!!!







تاتيني حالات كهذه مثلا: (( إن زوجي لا يستطيع ان يعبر عن مشاعره امام والدته،
فقد كانت قاسية معه في صغره، وهو لازال يرتبك كلما اراد ان يحدثها في شيء، وقد
نقل لي خوفه، واصبحت انا ايضا اخاف منها، لم نعد نعيش حياتنا كزوجين، بل كطفلين
بين يديها، توجههنا كما تريد )) وللتخلص من سلطة هذه الام المسيطرة، نصحتها بترك
منزل اهله، والعيش في منزل منفرد، ... وبعد عدة اشهر، بات الزوج الخائف يفرد
شخصيته، ويتحمل مسؤولية بيته، ويكون ذاتيته المنفردة، ويعيش اجواء رجل
حقيقي...!!!!!

إن المحيط الاسري الذي دفع الشاب في مقتبل حياته إلى الزنى، او إلى التدخين أو
إلى رفقاء السوء، يجب ان يتغير بعد الزواج، فهي فرصة الرجل الاكبر ليتغير للافضل،
كلكم بتم تعلمون كيف يقدم الشاب الوعود لخطيبته قبل الزواج، (( اعدك ان اتوقف عن
التدخين واصلي، لقد بدأت في ذلك فعلا، اجد نفسي قويا منذ ان خطبتك، وانا انسان
اخر )) إن كل تجربة عاطفية صادقة، تؤثر على صفات الشخص مهما بدت الصفات القديمةة
راسخة، لان الامر يتعلق بالتغييرات الكيميائية وليست مجرد احاسيس، أي ان الانسان
في تلك الفترة بداية الزواج يكون في احسن حالاته لتقبل اية صفات جديدة يمكن ان
تبقى معه طوال الحياة، ...!!!!


لكن حينما يبقى المحيط الاسري كما هو، .... نفس الام العصبية التي دفعته للتدخين
بعدم تفهمها، نفس الاب المنتقد الذي يراه بعين النقص، نفس الاخوة الحاقدين، الذين
يحسدونه على أي شيء، وكل شيء... فانا للانسان ان يتغير،







ليس عليه ان يكره اهله ليحصل على بيت منفرد، كل ما عليه ان يتعامل معهم باحسن
الصور، لكن يقول في نفسه (( حياتي المنفردة لي، وسأحميها من كل انواع التدخل، لن
اسمح لكم بتدميرها كما دمرتم ما سبق مني، اليوم سانشأ حصوني واعلن استقلاليتي،
ولكم مني طيب الزيارة، وحسن الصلة ))، فيزور اهله بين وقت واخر، محملا بالهدايا
وعلى وجهه ابتسامة كبيرة، وسيرى كيف انهم مع الأيام سيحبونه، ويعتبرونه الأبن
الافضل بين اخوانه، رغم انه ترك منزلهم واقام مع زوجته لوحدهم، إلان انه يغدق
عليهم بالهدايا ( تهادوا تحابوا)، وباتت له خصوصية ( اصبح ذا هيبة) وبات يثير
الشوق ( إن اردتهم ان يحبوك تغرب )، ...!!!!، عليه ان يزورهم بين وقت واخر، لكن
يغلق اذنيه تماما عن اي انتقاد قد يوجهونه له لانه ترك البيت، او لزوجته، وعليه
ان يتوقف نهائيا عن الحديث في اي أمر خاص بحياته او زوجته، امامهم، ليس من حقهم
ان يعلمون، وليس من حقه ان يقول، ... فتلك خصوصيات، على الرجل الحقيقي ان يعي
اهمية الخصوصيات الزوجية،، ليس من حق امه ان تعلم، عييييييييييب، عيييييييييييييب
كبير، عندما يكون الرجل طوله مترين، ويجلس ينم عن زوجته لامه،
عييييييييييييب...!!!!، أو يتحدث بخصوصياته،

أهله على الرأس والعين، لكن لكل علاقة حدود، لهم حق الزيارة، ولهم واجب الرعاية،
لكن ليس من حقهم ان يتدخلون في حياة انسانة بريئة، ليس لها ان يتحكمون في حياة
ابنهم الزوجية،
الزوجة ايضا الزوجة لها ام واب، تركتهم لخاطر عيونك، تركتهم وهي العاطفيةالبكاءة،
التي تشتاق لهما اكثر من اشتياقك انت لوالديك، تركتهم لتعيش معك، لتبدأ معك حياة
جديدة، فما المشكلة، لقد كبرتما، واصبح عليكما التحليق عاليا، وترك الاعشاش
القديمة، لتبنيا معا بيت عشكما الخاص، ليس من حق والدتك او والدتها الاعتراض،
....!!!!!

مادام اهل الزوج عائلة كبيرة، وفيها عدة افراد، كالاب والام، والاشقاء، فليس من
الحاجة إلى اقامة الابن المتزوج مع عائلته،

متى عليه ان يقيم معهم...؟؟؟ في حالة ان تكون امه مسنة، او وحيدة مثلا، ليس لها
غيره، كأن يكون والده متوفي، او مطلقها، وهي ليس لها ابن سواه، أو ان يكون له اب
كبير في السن ليس له احد سوى ابنه المتزوج، او ان يكونا كلاهما امه وابوه كبار في
السن، وفي حاجة إليه، وليس لهما احد يرعاهما غيره، هنا لا بد بل ومن الواجب على
الزوج العيش مع والديه، حيث ان في عيشه معهما بركة كبيرة،
وصحة نفسية بالغة لاطفاله، ففي المسنين رائحة خاصة، تثير هرمون النمو لدى
الأبناء، وهرمونات اخرى تسبب زيادة نسبة الذكاء، والتواصل الاجتماعي مع
الاخرين...!!!!،
ولهذا انصح دائما النساء بأن يحسن التعامل عم والدي الزوج المسنين، ويرحبا بهما
في بيت الزوجية، لما لهما من حق على ابنهما اولا، ثم من اثار ايجابية على صحة
الاحفاد ثانيا،

لكن حينما تكون ام الزوج أو اباه شابين ولديهما ابناء اخرين اصغر او اكبر سنا من
الزوج يقيمون معهما في نفس البيت، كان يكون هناك ابن كبير متزوج، ويعيش في نفسك
البيت، يصبح من الافضل ان يعيش الابن الاخر مع زوجته في بيت منفرد، حيث ان هذه
الاجواء كثيرا ما تسبب المشاكل وتثير الزوابع، وتخلق اجواء تنافسية مزعجة، تعطل
الاهداف المرجوة من الزواج، وتسبب في اثارة الفتن والقيل والقال، وتستنزف العواطف
والمشاعر وتفسد العلاقات التي من ستصبح افضل حينما يقل الاحتكاك،

فكثيرا ما تأتي نساء يقلن (( إني اغار من زوجة اخيه الاخرى، إنها تتعمد التفوق
علي)) وكأن الزواج فقد اهدافه التي قام من اجلها، واصبحت الزوجة بدلا من التركيز
على نفسها وبيتها وزوجها، تفكر كيف تنتقم من زوجة شقيق زوجها التي تثير غيرتها كل
يوم....!!!!!






إن المحاكم اصدرت احصائية تقول بأن اكثر من 77% من الزيجات تنتهي بالطلاق، بسبب
اهل الزوج....!!!!!، هذه في نظري جريمة، يتشارك فيها اهل الزوج، والزوج،فانت أيضا
شريك في الجريمة، حينما توافق على سكنك مع اهلك،...!!!! الأمر لا يتعلق بكون اهلك
طيبون او لا، بل بحقك وحق زوجتك في الانفراد بحياتها الخاصة، وجودها في اجواء
عائلتك، يعيق تقدمها، يعيق تقدمك، يعيق مرحلة التحامعكما، يعيق الحميمية، بينكما،
يعيق قيام علاقة زوجية بالمعنى الصحيح، .... إنه دمار لكل زواج مبتدأ.

شرعا من حق الزوجة ان يكون لها ببيت منفرد، فالاسلام دين راق للغاية، إنه ذو نظرة
عميقة وموضوعية وواقعية، بل ونظرةبعيدة، ترصد النتائج أولا، وذلك في جميع امور
حياة الانسان،

وحينما تحتد المشاكل بين الزوجين بسبب السكن، فإن القضاة، يقولون كلمتهم للزوج،
(( هذه المرأة ليست مطالبة بمعايشة اهلك، لقد تزوجت بها لغرض اخر، وعلاقتها باهلك
تعود إلى رغبتها، لكن البيت المنفرد هي حق من حقوقها..))، لا يقوم الزواج، لان
اهل الزوج بحاجة إلى صديقة او ابنة جديدة، وليس لهم الحق في التدخل في حياة
الزوجة، لان حياتها ملك لها وحدها، وعلاقتها بزوجها خاصة بها وبه فقط، انهم
يأثمون على كل تدخل، وبشكل خاص حينما يكون تدخلا سلبيا....!!!!!




يميل الكثير من الشباب الى توفير المال، فإن حصل على مخصص سكني، وضعه في البنك،
وضيق على نفسه، وعاش في بيت اهله، ... واضاع لاجل المال اجمل سنوات عمره، فالزوجة
المحبوسة في غرفة نومها طوال الوقت، والمضطرة إلى ارتداء الساتر اغلب اليوم، لم
تعد مثيرة لناظريه، ... ولم تعد تشعر بالزهو، وليست قادرة على ممارسة حقها النمو
الشخصي، الذي يعقب الزواج، .. إنها مملة، ليس فيها من جديد...!!!!، لكن المال
يطير هباءا منثورا، يطير في سيارة، ...ثمن السيارة اليوم اغلى من ثمن
المنزل...!!!!، يطير في استثمار اهوج، يطير في نثريات لا معنى لها... إنه يطير
على كل حال، ...






هذه هي اثمن سنوات العمر، إن لم تعيشاها صح متى ستعيشان، ... بداية الزواج اجمل
الفرص للتحليق في العالم الجديد، حيث تبدأ الزوجة متحمسة، فتراها كل يوم بلبس
جديد، وحركات جديدة، ترتدي اثوابها الجميلة، وتضع كؤوس العصير اللذيذة وتعد عشاءا
خاصا، وتبهر زوجها بما لديها من أفكار، ...!!!!، الزوج يحصل على مكتب خاص في بيته
الجديد، يحصل على صالة خاصة يمارس فيها هواياته، يصبح بإمكانه قضاء وقت اطول في
البيت، ...
لكن في بيت اهله، لا مكان سوى غرفة النوم، ....!!!!

يقول أحدهم في رسالته (( منذ ان تزوجت احضرت زوجتي إلى بيت اهلي، لتقيم معي في
غرفتي، ومع الايام، لاحظت ان لا شيء تغير في حياتي بعد الزواج، لا شيء، فها انا
لا زلت اعيش في نفس المكان، مع نفس الناس، وبنفس الاسلوب امارس روتين حياتي
القديم، الشيء الوحيد الذي تغير اني حينما اعود إلى غرفتي تكون هناك امرأة على
السرير، ... لكن لازلت لا اتمتع باية مساحة خاصة، فليس لدي صالوني الخاص الذي
يمكنني ان استضيف فيه اصدقائي بعيدا عن تذمرات امي او ابي، وليس لدي غرفة معيشتي
الخاصة حيث اضع فيها شاشة تلفاز كبيرة واتفرج على برامجي المفضلة، وليس عندي مطبخ
خاص حيث يمكنني ان اتشارك مع زوجتي في الطهي بعد منتصف الليل، ... إني لا زلت
اشعر اني مراقب، وتحت عيني والدتي، ووالدي، لم اكبر، لم اشعر اني رجل، ذو
مسؤولية، وحياة خاصة ومنفردة، ... بت افتعل مع زوجتي العصبية لاقنع اهلي اني رجل،
واني اتحكم بها، مرات عديدة اشعر بالذنب والندم لذلك، كما واني اصبحت اجلس مع
اهلي في الصالة طويلا، لكي لا يقولون حابس نفسي مع زوجتي في الغرفة، مع اني قبل
الزواج، لم اكن اجلس معهم، ولم يكونوا يعلقون على الامر، ... باتوا اكثر تحسسا
بعد زواجي...!!!! هل هي الغيرة ...!!!!!!))

نصائحي هنا تنطبق على الرجال الذين يصرون على العيش مع عائلاتهم الكبيرة،
الممتدة، التي تحوي الكثير من الافراد ( الام، الاب، الاشقاء المتزوجون بزوجاتهم
وابنائهم) لكنها بالتأكيد لا تنطبق مطلقا على الرجل الذي يرعى والديه المسنين، او
احدهما، بل بالعكس اشد واشجع كل رجل على البر بهما، وليس هذا فقط، بل انصح الزوجة
ان تقبل بالسكن في بيت مشترك مع اهل الزوج، إن كانت اسرة اهل الزوج صغيرة، كان
يكون مثلا له ام ارملة، مع ابنة او بنات، في هذه الحالة ليس لهم رجل يحميهم سواه،
ليس من العدالة تركها هي وبناتها بلا رجل في البيت.

**جزء من قصة شما وهزاع للدكتورة ناعمة الهاشمي وهي قصة مليئة بالعبر أنصح بقراءتها