1-من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند نزول
الزلل.
2- إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من
الشهوة الخفية، و إرادتك الأسباب مع إقامة الله في التجريد
انحطاط عن الهمة العليــة.
3- سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار.
4- أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك لا تقم به لنفسك.
5- اجتهادك فيما ضمن لك و تقصيرك فيما طلب منك، دليل على
انطماس البصيرة منك.
6- لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا
ليأسك، فهو ضمن لك الإجابة، فيما يختاره لك، لا فيما
تختاره لنفسك، و في الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي
تريد.
7- لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود، و إن تعين زمنه،
لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك و إخمادا لنور سريرتك.
8- إذا فتح لك وجها من التعرف فلا تبال معها إن قل عملك،
فإنه ما فتحها عليك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك، ألم تعلم
أن التعرف هو مورده عليك، و الأعمال أنت تهديها إليه، و
أين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك.
9- تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال، و الأعمال
صور قائمة، و أرواحها وجود الإخلاص فيها.
10- ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لا يتم
نتاجه.
11- ما نفع القلب مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة.
12- كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته، أم كيف
يرحل إلى الله و هو مكبل بشهواته، أم كيف يطمع أن يدخل
حضرة الله و لم يتطهر من جنابة غفلاته، أم كيف يرجو أن
يفهم دقائق الأسرار و هو لم يتب من هفواته.
13- الكون كله ظلمة، و إنما أناره وجود الحق فيه، فمن رأى
الكون و لم يشهده فيه، أو عنده، أو قبله أو بعده، فقد
أعوزه وجود الأنوار، و حجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار
.
14- مما يدلك على وجود قهره سبحانه، أن حجبك عنه بما ليس
بموجب معه، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي أظهر كل شيء،
كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر بكل شيء، كيف يتصور
أن يحجبه شيء و هو الذي ظهر في كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه
شيء و هو الذي ظهر لكل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو
الظاهر قبل كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و هو أظهر من
كل شيء، كيف يتصور أن يحجبه شيء و لولاه ما كان وجود كل
شي.. يا عجبا كيف يظهر الوجود في العدم، أم كيف يثبت
الحادث مع من له وصف في القدم.
15- ما ترك من الجهل شيء، من أراد أن يحدث في الوقت غير ما
أظهره الله فيه.
16- إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس.
17- لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها،
فلو أراد لاستعملك بغير إخراج.
18- ما أرادت همة سالك أن تقف عندما كشف لها، إلا و نادته
هواتف الحقيقة الذي تطلب أمامك، و لا تبرجت ظواهر المكونات
إلا و نادتك حقائقها إنما نحن فتنة فلا تكفر.
19- طلبك له اتهام له، و طلبك منه غيبة منك عنه، و طلبك
لغيره لقلة حيائك منه، و طلبك من غيره لوجود بعدك عنه.
20- ما من نفس تبديه إلا و له قدر فيك يمضيه.
21- لا تترقب فروغ الأغيار، فإن ذلك يقطعك عن وجود
المراقبة له فيما هو مقيمك فيه.
22- لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما
أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها و واجب نعتها.
23- ما توقف مطلب أنت طالبه بربك، و لا تيسر مطلب أنت
طالبه بنفسك.
24- من علامات النجاح في النهايات، الرجوع إليه في
البدايات.
25- من أشرقت بدايته أشرقت نهايته.
26- ما استودع في غيب السرائر، ظهر على شهادة الظواهر.
27- شتان بين ما يستدل به و ما يستدل عليه، و المستدل به
عرف الحق لأهله فأثبت الأمر من وجود أصله، و الاستدلال
عليه من عدم الوصول إليه، و إلا فمتى غاب حتى يستدل عليه،
و متى بعد حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه.
28- لينفق ذو سعة من سعته،( الواصلون إليه)، و من قدر عليه
رزقه، (السائرون إليه).
29- اهتدى الراحلون إليه بأنوار التوجه، و الواصلون لهم
أنوار المواجهة، فالأولون للأنوار، و هؤلاء الأنوار لهم،
لأنهم لله ، لا لشيء دونه، قل الله، ثم ذرهم في خوضهم
يلعبون.
30- تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما
حجب عنك من الغيوب.
31- الحق ليس محجوب، و إنما المحجوب أنت عن النظر إليه، إذ
لو حجبه شيء لستره، ما حجبه، و لو كان له ساتر لكان لوجوده
حاصر، و كل حاصر لشيء فهو له قاهر.. و هو القاهر فوق
عباده.
32- اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك، لتكون
لنداء الحق مجيبا، و من حضرته قريبا.
33- أصل كل معصية و غفلة الرضا عن النفس، و أصل كل طاعة و
يقظة و عفة عدم الرضى منك عنها.
34- و لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصحب
عالما يرضى عن نفسه، فأي علم لعالم يرضى عن نفسه، و أي جهل
لجاهل لا يرضى عن نفسه.
35- شعاع البصيرة يشهدك قربه منك، و عين البصيرة تشهدك
عدمك لوجوده، و حق البصيرة يشهدك وجوده، لا عدمك و لا
وجودك.
36- كان الله و لا شيء معه، و هو الآن على ما عليه كان.
37- لا تتعد نية همتك إلى غيره، فالكريم لا تتخطاه الآمال،
و لا ترفعن إلى غيره حاجة هو موردها عليك، فكيف يرفع غيره
ما كان هو له واضعا، من كان لا يستطيع أن يرفع حاجة عن
نفسه فكيف يكون لها عن غيره رافعا.
38- إن لم تحسن ظنك به لأجل حسن وصفه، فحسن ظنك به لحسن
معاملته معك، فهل عودك إلا إحسانا، و هل أسدى إليك إلا
مننا.
39- العجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه، و يطلب
ما لا بقاء معه، ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى
القلوب التي في الصدور ).
40- لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى، يسير و
المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه، و لكن
ارحل من الأكوان إلى المكون، و أن إلى ربك المنتهى، و انظر
إلى قوله صلى الله عليه و سلم فمن كانت هجرته إلى الله و
رسوله فهجرته إلى الله و رسوله، و من كانت هجرته إلى دنيا
يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ، و افهم
قوله صلى الله عليه و سلم، و تأمل هذا الأمر إن كنت ذا
فهم.
41- لا تصحب من لا ينهضك حاله، و لا يدلك على الله مقاله،
ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ
حالا منك.
42- ما قل عمل برز من قلب زاهد، و لا كثر عمل برز من قلب
راغب.
43- حسن الأعمال نتائج الأحوال، و حسن الأحوال من التحق في
مقامات الإنزال.
44- لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه، لأن غفلتك من
وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره، فعسى أن يرفعك من
ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، و من ذكر مع وجود
يقظة إلى ذكر مع وجود حضور، و من ذكر مع وجود حظور إلى ذكر
مع وجود غيبة عما سوى المذكور، و ما ذلك على الله بعزيز.
45- من علامات موت القلب، عدم الحزن على ما فاتك من
الموبقات، و ترك الندم على ما فعلته من الزلات.
46- لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله، فإن
من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه.
47- لا صغيرة إذا قابلك عدله، و لا كبيرة إذا قابلك فضله.
48- لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده و يحتقر
عندك وجوده.
49- إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا، و أورد
عليك الوارد ليستسلمك من يد الأغيار و ليحررك من رق
الآثار.
50- أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك.
51- الأنوار مطايا القلوب، و الأسرار و النور جند القلب،
كما أن الظلمة جند النفس، فإذا أراد أن ينصر عبده أمده
بجنود الأنوار و قطع عنه مدد الظلم و الأغيار.
52- النور له الكشف، و البصيرة لها الحكم، و القلب له
الإقبال و الإدبار.
53- لا تفرحك الطاعة لأنها برزت منك، و افرح بها لأنها
برزت من الله إليك، قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا،
هو خير مما يجمعون.
54- قطع السائرين إليه و الواصلين إليه عن رؤية أعمالهم و
شهود أحوالهم، أما السائرون فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع
الله فيها، و أما الواصلون فلأنه غيبهم بشهوده عنها.
55- ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع.
56- ما قادك شيء مثل الوهم.
57- أنت حر مما أنت عنه آيس، و عبد لما انت له طامع.
58- من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل
الامتحان.
59- من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها و من شكرها فقد
قيدها بعقالها.
60- خف من وجود إحسانه إليك و دوام إساءتك معه أن يكون ذلك
استدراجا لك، سنستدرجهم من حيث لا يعلمون.
61- من جهل المريد أن يسيء الأدب فتتأخر العقوبة عنه،
فيقول لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد و أوجب الإبعاد،
فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر، و لو لم يكن إلا منع
المزيد، و قد يقام مقام البعد و هو لا يدري، و لو لم يكن
إلا أن يخليك و ما تريد.
62- إذا رأيت عبدا أقامه الله بوجود الأوراد، و أدامه
عليها مع طول الإمداد، فلا تستحقرن ما منحه مولاه، لأنك لم
تر عليه سيما العارفين و لا بهجة المحبين، فلولا وارد ما
كان ورد.
63- قوم أقامهم الحق لخدمته، و قوم اختصهم بمحبته، كلا
نمد، هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك، و ما كان عطاء ربك
محظورا.
64- قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة لئلا يديها
العباد بوجود الاستعداد.
65- من رأيته مجيبا عن كل ما سئل، و معبرا عن كل ما شهد، و
ذاكرا كل ما علم، فاستدل بذلك على وجود جهله.
66- إنما جعل الدار الآخرة محلا لجزاء عباده المؤمنين، لأن
هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم، و لأنه أجلّ أقدارهم
عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها.
67- من وجد ثمرة عملها عاجلا فهو دليل على وجود القبول
آجلا.
68- إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك.
69- متى رزقك الطاعة و الغنى به عنها، فاعلم أنه قد أسبغ
عليك نعمه ظاهرة و باطنة، و خير ما تطلب منه ، ما هو طالبه
منك.
70- الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامات
الاغترار.
71- ما العارف من إذا أشار وجد الحق أقرب إليه من إشارته،
بل العارف من لا إشارة له لفنائه في وجوده، و انطوائه في
شهوده.
72- الرجاء ما قارنه عمل، و إلا فهو أمنية.
73- مطلب العارفين من الله تعالى الصدق في العبودية، و
القيام بحقوق الربوبية.
74- بسطك كي لا يقيمك في القبض، و قبضك كي لا يقيمك في
البسط، و أخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه.
75- العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا، و لا يقف على
حدود الأدب في البسط إلا قليل.
76- البسط تأخد النفس منه حظها و القبض لا حظ للنفس فيه.
77- ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك
باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.
78- الأكوان ظاهرها غرة، و باطنها عبرة، فالنفس تنظر إلى
ظاهر غرتها، و القلب ينظر إلى باطن عبرتها.
79- إن أردت أن يكون لك عزا لا يفنى، فلا تستعزن بعز يفنى.
80- الطي الحقيقي أن تطوى مسافة الدنيا عنك حتى ترى الآخرة
أقرب إليك منك.
81- العطاء من الخلق حرمان و المنع من الله إحسان.
82- جل ربنا أن يعامله العبد نقدا فيجازيه نسيئة، كفى من
جزائه إياك على الطاعة أن رضيك لها أهلا، و كفى العاملين
جزاء ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته، و ما هو مورده
عليهم من وجود مؤانسته.
83- من عبده لشيء يرجوه منه، أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة
عنه، فما قام بحق أوصافه، متى أعطاك أشهدك بره، و متى منعك
أشهدك قهره، فهو في كل ذلك متعرّف إليك، و مقبل بوجود لطفه
عليك، إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن الله فيه.
84- ربما فتح لك باب الطاعة و ما يفتح لك باب القبول، و
ربما قضى عليك الذنب فكان سببا في الوصول، فمعصية أورثت
ذلا و افتقارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.
85- نعمتان ما خرج موجود منهما، و لا بد لكل مكون منهما
نعمة الإيجاد و نعمة الإمداد، أنعم عليك أولا بالإيجاد، و
ثانيا بتوالي الإمداد، ففاقتك لك ذاتية، و ورود الأسباب
مذكرات لك بما خفي عليك منها، و الفاقة الذاتية لا ترفعها
العوارض، فخير أوقاتك وقت تشهد فيه وجود فاقتك، و ترد فيه
إلى وجود ذاتك.
86- متى أوحشك من خلقه فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب
الأنس به، و متى أطلق لسانك بالطلب فاعلم أنه يريد أن
يعطيك، و العارف لا يزول اضطراره و لا يكون مع غير الله
قراره.
87- أنار الظواهر بأنوار آثاره، و أنار السرائر بأنوار
أوصافه، لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر و لم تأفل أنوار
السرائر، و لذلك قيل
إن شمــس النهــار تغــرب بليــــــل و شمــس القلـوب
ليسـت تغيــب
88- ليخفف ألم البلاء عليك أنه تعالى هو المبتلي لك، فالذي
واجهتك منه الأقدار هو الذي عودك حسن الاختيار، و من ظن
انفكاك لطفه عن قدره فذلك لقصور نظره.
89- لا يخاف عليك أن تلبس الطريق عليك، و إنما يخاف عليك
من غلبة الهوى عليك.
90- سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية، و ظهر بعظمة
الربوبية في إظهار العبودية.
91- لا تطالب ربك بتأخر مطلبك، و لكن طالب نفسك بتأخر
أدبك.
92- متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره، و رزقك في الباطن
الاستسلام لقهره، فقد أعظم المنة عليك.
93- ليس كل من ثبت تخصيصة كمل تخليصه ، لا يستحقر الورد
إلا جهول، الوارد يوجد في الدار الآخرة، و الورد ينطوي
بانطواء هذه الدار، و أولى ما يعتنى به ما لا يخلف وجوده،
و الورد هو طالبه منك، و الوارد أنت تطلبه منه، و أين ما
هو طالبه منك مما هو مطلبك منه.
94- ورود الإمداد بحسب الاستعداد، و شروق الأنوار على حسب
صفاء الأسرار.
95- الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل، و العاقل إذا أصبح
ينظر ماذا يفعل الله به.
96- إنما يستوحش العباد و الزهاد من كل شيء لغيبتهم عن
الله في كل شيء، فلو شهدوه في كل شيء لم يستوحشوا من شيء.
97- أمرك في هذه الدار بالنظر إلى مكوناته، و سيكشف لك في
تلك الدار عن كمال ذاته.
98- علم منك أنك لا تصبر عنه فأشهدك ما برز منه، لما علم
الحق منك وجود الملل لون لك الطاعات، و علم ما فيك من وجود
الشره حجرها عليك في بعض الأوقات، ليكون همك إقامة الصلاة
لا وجود الصلاة، فما كل مصل مقيم.
99- الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب، و استفتاح لباب
الغيوب.
100- الصلاة محل المناجاة، و معدن المصفاة، تتسع فيها
ميادين الأسرار، و تشرق فيها شوارق الأنوار، علم وجود
الضعف منك فقلل أعدادها، و علم احتياجك إلى فضله فكثر
إمدادها.
101- متى طلبت عوضا عن عمل طولبت بوجود الصدق فيه، و يكفي
المريب وجود السلامة.
102- لا تطلب عوضا عن عمل لست له فاعلا، يكفي من الجزاء لك
على العمل إن كان له قابلا.
103- إذا أراد أن يظهر فضله عليك خلق و نسب إليك، لا نهاية
لمذامك إن أرجعك إليك، و لا تفرغ مدائحك إن أظهر جوده
عليك، فكن بأوصاف ربوبيته متعلقا و بأوصاف عبوديتك متحققا.
104- منعك ألا تدعي ما ليس لك من المخلوقين، أفيبيح لك أن
تدعي وصفه و هو رب العالمين.
105- كيف تخرق لك العوائد و أنت لم تخرق من نفسك العوائد.
106- ما الشأن وجود الطلب، و إنما الشأن أن ترزق حسن
الأدب.
107- ما طلب لك شيء مثل الاضطرار، و لا أسرع بالمواهب لديك
مثل الذلة و الافتقار.
108- لو أنك لا تصل إليه إلا بعد فناء مساويك و محو دعاويك
لن تصل إليه أبدا، و لكن إذا أراد أن يوصلك إليه غطى وصفك
بوصفه و نعتك بنعته، فوصلك إليه بما منه إليك لا بما منك
له.
109- لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلا للقبول، أنت إلى حلمه
إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته.
110- الستر على قسمين ستر عن المعصية و ستر فيها، فالعامة
يطلبون من الله الستر فيها، خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق،
و الخاصة يطلبون الستر عنها خشية سقوطهم من نظر الملك
الحق.
111- من أكرمك إنما أكرم فيك وجود ستره، فالحمد لمن سترك
ليس الحمد لمن أكرمك و شكرك.
112- ما صحبك إلا من صحبك و هو بعيبك عليم، و ليس ذلك إلا
مولاك الكريم.
113- خير من تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليه.
114- لو أشرق لك نور اليقين لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن
ترحل إليها، و لرأيت محاسن الدنيا قد ظهرت كسفة الفناء
عليها.
115- ما حجبك عن الله وجود موجود معه، إذ لا شيء معه، و
لكن حجبك عنه توهم موجود معه.
116- لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود الصفات، و
لو ظهرت صفاته اضمحلت مكوناته.
117- أظهر كل شيء لأنه الباطن، و طوى وجود كل شيء لأنه
الظاهر.
118- أباح لك أن تنظر إلى المكونات، و ما أذن لك أن تقف مع
ذوات المكونات، قل انظروا ماذا في السماوات و الأرض، و لم
يقل انظروا السماوات و الأرض، لئلا يدلك على وجود الأجرام.
119- الأكوان ثابتة بإثباته و ممحوة بأحدية ذاته.
120- الناس يمدحونك بما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك
لما تعلمه منها.
=121- المؤمن إذا مدح استحيى من الله تعالى أن يثنى عليه
بوصف لا يشهده من نفسه، و أجهل الناس من ترك يقين ما عنده
لظن ما عند الناس.
122- إذا أطلق عليك الثناء و لست بأهل، فأثن عليه بما هو
له أهل.
123- الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق، و
العارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق.
124- متى كنت إذا أعطيت بسطك العطاء و إذا منعت قبضك
المنع، فاستدل بذلك على ثبوت طفوليتك و عدم صدقك في
عبوديتك.
125- إذا وقع منك ذنب فلا يكن موجبا ليأسك من حصول
الاستقامة مع ربك، فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك.
126- إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه لك، و
إذا أردت أن يفتح لك باب الخوف فاشهد ما منك إليه.
127- ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار
البسط، لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا.
128- مطالع الأنوار القلوب، و الأسرار نور مستودع في
القلوب، مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب.
129- نور يكشف لك به عن آثاره، و نور يكشف لك به عن
أوصافه.
130- ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف
الأغيار.