مساعدة الوالدين في تكاليف الزواج
أولاً: من ناحية أهل الزوج :
يعنى لو الأب ميسور الحال هل يدفع كل شيء عن ابنه ؟ والابن ؟ يتجوز وفقط وربما أحياناً لا يستطيع أن ينفق على بيته ؟بل وفى الكثير من الأحيان أنتم يا أخواتي وأقصد أهل العروسة نفرح أصل العريس أبوه سيشتري له الشبكة ويجيب له الجهاز وهذه هي المشكلة أي أن أباه يعمل له كل حاجة ويدفع عنه كل شيء ويكون كالذي اشترى له عروسة حلاوة و أوصلها إلى بيته وأين مجهود الابن؟ لا يوجد وعندما تكلم مثل هذا الأب الذي يصرف ويسرف وينفق ببذخ ولا يحمل ابنه أية مسئولية ويدفع عنه كل حاجة لما تكلمه يقول لك : ما هي الفلوس في الآخر لهم أو بتاعتهم أين نصائح الشرع إذن ؟هذا الأب لا يمشي على النهج الشرعي السليم لماذا ؟لأنه كانت الآباء يكون معاها الفلوس وكانت تقول لأبنائها: لماذا ندفع عنكم المهر ؟وهذا لكي يدفعون أبنهم – هذا الذي يتزوج – يدفعونه لكي يحس بقيمة العمل الذي عمله وبمعنى هذا الزواج وقيمة هذه الزوجة التي جاءت بيته بعد كد أو تعب فلا يفرط فيها وإنما يحافظ علي بيته ويتحمل مسئوليات الزواج و اختلاف الطباع وغيره وغيره مما يستلزم الصبر والتراحم والتفاهم ولكن عندما يأتي الأب ولا يكلف ابنه أي شيء وبعد ذلك يجد الابن نفسه تزوج وكل حاجة تمام على طول كده على الجاهز أو الساهل فيكون كمن جاءوا له بلعبة يفرح بها برهة وبعد ذلك يكسرها أو يغيرها لأنه لم يتعب في الحصول عليها مثل هذا الابن سيأتي بعد ذلك ويقول لوالده أو والدته :لا أريد هذه العروسة لماذا ؟ أبعد كل المصاريف التي صرفناها نعم لأنه لم يكلف بشيء بل في النهاية سيرد عليكم ويضعكم أمام الأمر الواقع ويقول: أتصرفوا أنا لا أريدها لأنه لم يدفع شيئاً وحتى لو قلنا له :يا بني هذا لا يجوز ؟ حرام عليك مراتك تخسرها وبيتك وعفشك ؟؟ يا بني البنت ليس فيها عيب والحياة في أولها تحتاج الصبر والتفاهم وأنت بذلك ستخسر الأثاث كله والجهاز وتدمر حياتك كلها وكذا أو كذا وربما يكون ذلك بعد يوم أو يومين من الزواج فيقول لك : لا أريدها ولا أريد الجهاز أتريدون أن تخسروني أنا؟ويترك كل شيء ويترك البنت المسكينة التي ليس عليها غالبا أي ذنب وأهلها كانوا فرحانين بزواجها من مثل هذا الشاب وطبعا يترك مع البنت والعفش والجهاز يترك معهم الحزن والكبت لكن لمن؟ لك أنت أيها الأب الذي خسرت مالك ولم تستطع أن تشتري به السعادة والاستقرار والزواج الناجح لابنك يبقى حتى لو أنا كان معي المال لابد إسلامياً :
من ناحية أهل الزوج :
نجعل ابننا يشارك في المسئولية أقول له: ادخر أنت الشبكة وجزء من المهر وأنا أساعدك وده طبعا معناه أنه لابد أن يتحصل على عمل أولا ويكون دخله معقول ويعرف يدخر منه هذه التكاليف أي يستطيع أن يقدر المسئولية ويتحمل أعباء الحياة وبذلك حتى لو أهله مقتدرون أو أثرياء إلا أنهم بهذا التصرف الحكيم تجد أنهم وضعوا ابنهم على الطريق السليم لتحمل المسئوليات وتقدير قيمة النعمة التي يمن الله عليه بها والذي يضمن له من بعد الله استمرار النعمة واستدامة التنعم بها
نصيحة هنا لأم العروسة
وأما أنتم أهل البنات وأنتم يا بناتي فهنا نصيحة : ألا نفرح بأن العريس أهله مقتدرون وسيأتون بكل طلباتنا وفقط بل لابد أن نتأكد أن هذا الزوج أهلا لتحمل المسئولية وأنه قادر على القيام بأعباء البيت الذي سيفتحه لابنتنا وقادر على مصاريف الحياة وليس هناك مانع من أن يكون أهله أثرياء أو أنهم يساعدوه لكن لابد أننا نتأكد بطريقة أو بأخرى أن هذا العريس راجل وقادر على تحمل المسئولية عارف ومقدر لقيمة الحياة الزوجية ولابنتنا التي صارت زوجة له حتى لا يردها ثانية لنا مع أول عقبة تقابلهم أو مشكلة تظهر لهم أو خلاف يقع بينهم أو لأنه غير قادر على أن ينفق عليها إما لأنهم رفعوا أيديهم من مصاريفه أو ربما تغيرت أحوالهم المادية أو في غيره ومحتاج يزوجوه بنفس الطريقة أيضاً.
ثانياً: من ناحية أهل الزوجة
والأمر الثاني من ناحية أهل العروسة : إن كنا نحن المقتدرون والأثرياء ونريد أن نزوج ابنتنا ونفرح فنشترى لها كل شيء ولا نكلف العريس شيئاً ونقول نحن بنشترى راجل وعادة ما تكون الأمهات هي التي تتحمس لهذا الأمر وعندما يناقشها زوجها تقول له : لمن ستترك هذا المال؟ أليس لها ولأخواتها ؟وهل هذا الرجل الذي لن نكلفه بشئ سيكون على مستوى المسئولية ؟ ويستطيع أن يقوم بأعباء الزواج ؟كلا إذاً لابد أن نعطى ابنتنا لمن هو قادر على تحمل الأعباء والقيام بمسئوليات الزواج وإلا ستحدث نفس المشاكل التي أشرنا إليها بل وأسوأ وربما يضطرنا إلى الخلع أو أن ندفع له ما يشترطه مقابل طلاقها لننقذها منه
الحفلات من الخطبة إلى الزفاف
نظام وتكاليف الأعراس أو الأفراح موضوع أصبح فيه زيادة غير طبيعية لم تكن موجودة قبل ذلك نحن رأينا في الخطبة أن الواحد كان يذهب ومعه أهل بيته الأدنين أي أبوه وأمه وأخواته ويجلسوا مع أهل العروس الأدنين في غرفة السفرة والفاتحة على ما اتفقوا عليه ومشروب بارد أو ساخن وانتهى الموضوع لكن أصبح الموضوع في الزمان الذي نحن فيه الآن "الفاتحة" مثلها مثل "الدخلة" لابد أن تكون في قاعة مناسبات مع إنه لا يوجد شيء يشهده الناس على أي شئ سيشهدوا ؟ فهو ليس عرساً لتدعو له فلان وفلان وتنفق كذا وكذا لماذا كل هذه التكاليف؟ نحن في هذا الزمان ونظراً لضيق الحالة الاقتصادية و تيسيراً للزواج نحن ننصح وبكل تأكيد وعلى نهج جميع السابقين من السلف كما بينا أن الخطبة تكون على أضيق نطاق وإذا كانت شبكة تبقى أيضاً على مستوى عائلي وذلك لكي لا يكون فيها بذخ ولا شيء فوق الطاقة وقد وصلتني أسئلة من ناس كثيرة ومتضررة سألني أحدهم وقال أن عريس ابنته أتى بدبلة ومحبس وهو والد العروس أكل الأكل كلف أربعة آلاف جنيه وبعد ذلك جاء العريس وفسخ الخطوبة ويطلب منه الدبلة والمحبس فماذا أفعل – يقول لي السائل _ في الأكل الذي صرفت عليه كل هذا المبلغ ؟ هذه مشكلة جدت الآن ولا يستطيع أحد أن يلزم الآخر بأي شيء إذاً الفاتحة أو الخطبة تبقى في الصالون مثلاً وتكون على مستوى ونطاق عائلي فقط كما تعلمنا من الصالحين و مثل ما عملنا كلنا وإذا أراد أن يأتي بدبلة يلبسها لا مانع يريد أن يأتي بشبكة يبقى كذلك وانتهى الموضوع ولو نريد أن نوسعها قليلاً فيكون بعض الأقارب والمحيطين وتكون من غير مبالغة في الإنفاق ولا فيها إسراف وأظن إن الخطبة كمناسبة تروح العروس فيها لكوافير وتدفع ثلاثمائة جنيه لماذا؟ من الذي سيراها؟ أمها وأبوها وأخواتها وكذلك والداه وإخوته وأخواته هذا إذا جاءوا كلهم لماذا تذهب العروس إذن وتدفع هذا المبلغ؟ إذا كانت ستذهب إلى كوافير ؟ يبقى يوم الفرح ( الزفاف) ويكون كوافير إسلامي ولا تظهر شيئاً من شعرها ولا صدرها ولا جسدها ولا يصح أن نبدأ حياة أبنائنا وبناتنا الزوجية ولا غيرها بمعاصي ونقول ليلة وخلاص ؟ يجب أن تكون الملابس ساترة لجميع العورات فيكون فستان الخطبة أو ثوب الزفاف على نظام الإسلام لأن هذا ما الذي أمرنا به ديننا ونبينا وهذا الالتزام يسرى أيضا على المدعوات من النساء والبنات اللاتي يأتين لعرض الباعة أو اصطياد العرسان بالنسبة لأماكن الأفراح مثل الأندية أو صالات الأفراح الإسلامية أو بالفنادق فنقول أن الأندية طبعاً هي الآن ضرورة لضيق المنازل فقد كان الناس في ما مضى لا يحضر الأفراح إلا قلة فكان من الممكن إقامتها في أي شارع أو أي منزل لكن الناس مع تنوع الثقافة وحرصهم على أداء الواجب والمشاركة زادت أعدادهم فلم تعد المنازل تستوعب ذلك العدد فأصبحت الأفراح في هذه الأماكن عرفاً والعرف شرع إذا كان ما فيه لا يخالف شرع الله وظهرت الأفراح في الأندية والفنادق وصالات الأفراح وأيضاً دور المناسبات وأصبحت الآن بالنسبة لنا ضرورات كما شرحنا