جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية


الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004

271
أهمية علم النفس في استغلال الموارد البشرية
إعداد: د / عبد الكريم قريشي


جامعة ورقلة

مقدمة
لقد كان لتعقد الحياة اليومية للإنسان ضرورة لمواجهتها و إيجاد الحلول الكفيلة بالمشكلات التي تواجهه
و العراقيل التي تحول دون بلوغه أهدافه و إشباعه لحاجته المختلفة مستغلا في ذلك قدراته المبدعة الفعالة
في استخلاص النتائج الجيدة مما لديه من معلومات و معارف .
هذه المعارف التي تطورت بفضل احتكاكه اليومي والخبرات المتجددة التي اقتضت منه التكيف
و التوافق معا حتى يتمكن من العيش السليم ، وأخذت تتوسع - المعارف -شيئا فشيئا و اتجهت نحو التخصص
حسب طبيعة الموضوعات ، من البسيطة الثابتة إلى المعقدة المتغيرة ، و من خلالها تشعبت العلوم و الفنون و لم
يعد باستطاعة الشخص الواحد أن يسايرها جميعا، فظهرت علوم خاصة بالمادة و علوم خاصة بالإنسان عملت
جميعها في اتجاه واحد هو إيجاد الظروف الملائمة لحياة سعيدة لهذا الإنسان من خلالها مناهج ووسائل خاصة
بها نعيش اليوم نتائجها من خلال ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من تقدم تكنولوجي و تنوع في الثقافات
والاعتقادات وجد الإنسان نفسه عاجزا عن بلوغ التكيف السليم و الانسج ام معها ، و لعل علم النفس هو أهم
الفروع التي عملت على معرفة الإنسان المعرفة العلمية الجيدة ، و العمل على بلوغ التوافق الجيد مع الذات
و مع المحيط ، و سنحاول في هذ ا الم قال إبراز أهمية علم النفس في هذا الشأن و كيفية استغلال الوارد البشرية
الاستغلال الأمثل في كافة المستويات والقطاعات مع محاولة لإسقاط ذلك على الجزائر واقعا و أفاقا.
I- علم النفس
لا نريد الوقوع في متاهات تعريف العلم و تاريخه و مناهجه ، لكن للتذكير فقط نجد أنفسنا مجبرين على
إدراج تعريف شامل في هذا المجال و نشترك في ذلك على الأقل في تحديد هذا المفهوم تجنبا لمناقشات هامشية
قد لا تخدم علم النفس في الجزائر .فعلم النفس هو العلم الذي يدرس السلوك ( ظاهريا و باطنيا ) دراسة
علمية موضوعية قصد معرفته و فهمه و التنبؤ بما سيكون عليه مستقبلا .علما بأن السلوك هو كل نتاج
للشخصية الإنسانية ذات التكوين المعقد من النواحي الجسمية و النفسية و الانفعالية والاجتماعية و التي
بدورها نرتبط بعوامل معقدة متشابكة و هي الوراثة و البيئة ، بحيث يستحيل الفصل بينهما أولا ، كما يصعب
رسم حدود كل واحدة منها ثانيا .
هكذا واجه علماء النفس تحديات كبرى في دراساتهم للإنسان بسبب العو امل المذكورة سابقا مما أدى بهم
إلى التخصص داخل العلم حتى تفي هذه الدراسات بالحاجة المبتغاة منها ، فظهرت عدة تصنيفات لهذه
التخصصات ، كان علينا إظهار أهمها في هذا المقام
II علم النفس و فروعه
إن طبيعة الدراسة العلمية في علم النفس اقتضت المعرفة الع لمية الجيدة لموضوع ها الرئيسي و هو
السلوك الإنساني بالكيفية التي تمكن علم النفس و المختصين من معرفة القوانين التي تحكم هذا السلوك ، لأن
غياب ذلك معناه عدم القدرة على التنبؤ به مستقبلا هذا من جهة ، و من جهة أخرى القدرة على تطبيق هذه
القوانين في مجالات الحيا ة اليومية و العملية لتعديل السلوكات الخاطئة و توجيهها إلى مسارها الصحيح ، و في
هذا الإطار ظهرت تصنيفات متعدد ة( 1) كان أهمها ما جاءت به مجلة الملخصات السيكولوجية والتي يمكن
توضيحها فيما يلي( 2) :
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
272
1 – تخصصات نظرية : و تقوم بصياغة القوانين الأساسية للسلوك و تشمل :
أ – علم النفس العام و التجريبي
ب - علم النفس الارتقائي
ج - علم النفس الفيزيولوجي
د - علم النفس الاجتماعي
ه – علم نفس الشخصية : السلوك و سمات الشخصية ، الدوافع …
2 – تخصصات تطبيقية : و هي الميادين التي تستثمر فيها القوانين الأساسية لعلم النفس و التي تمت صياغتها
من قبل التخصصات النظرية و تتمثل هذه التخصصات فيما يلي :
أ – علم النفس الإكلينيكي
ب - علم النفس التربوي
ج - علم النفس الحربي
د - علم النفس الصناعي و الإداري والحربي ...
وتمثل مناهج البحث القاسم المشترك بين هذه الفروع ، و التي تعمل كاملة لأجل استعمال جيد لمناهج
البحث العلمي السليم و تطبيق خصائص التفكير العلمي السليم في الدراسات العلمية .
II واقع علم النفس بالجزائر
إن الحديث عند واقع هذا العلم بالجزائر يجرنا إلى الحديث عن تدريسه بالجامعة الجزائرية التي و
للأسف ما زالت تتخبط في مشاكل كثيرة وقفت حاجزا أمام قيامها بمهمتها النبيلة التي أنشئت من أجلها ، فواقع
الجامعة الجزائرية اليوم لم يرق بعد إلى مصاف الجامعات المتقدمة ( 3) بل الأكثر من ذلك بدل أن تساهم في
حل مشكلات المجتمع ، أصيبت و للأسف بما أصيبت به المؤسسات الأخرى في المجتمع (الاقتصادية
منها و غير الاقتصادية ) ، و أنغمس الباحث في إيجاد حلول لمشاكله الخاصة بدل مشاكل المجتمع ، و هكذا فإن
الجامعة الجزائرية اليوم تستغيث ، فهل من منقذ لها ؟
من خلال ما تقدم فإن علم النفس بالجزائر لم يخرج عن دائرة التخلف الذي تعيشه الجامعة الجزائر ية ،
و لا بأس من ذكر الأسباب الرئيسية التي نراها بالنسبة لعلم النفس خاصة :
-1 عدم الاستقرار بالجامعة عموما و اختزال مدة التدريس في كل سنة جامعية بسبب الصراعات الاجتماعية.
-2 قلة الاهتمام بالبحث العلمي ، وان وجد فإن مختلف الدراسات ، توضع على الرفوف و في خز ائن الأرشيف
.
-3 عدم اهتمام القائمين على القطاعات المختلفة بنتائج الدراسات العلمية عموما و النفسية خصوصا من باب "
من جهل شيئا عداه " .
-4 قلة إن لم نقل انعدام مخابر علم النفس بالجامعات الجزائرية ، مما أدى بالتكوين لأن يكون نظريا .
-5 قلة نشر الأبحاث العلمية في علم النفس بسبب ما تعانيه عملية النشر بالجزائر
-6 قلة الاحتكاك بين علماء النفس بالجزائر ، بسبب قلة اللقاءات العلمية بالجامعات الجزائرية .
-7 عدم ربط الأخصائي النفسي بالميدان و المحيط الاجتماعي أثناء التكوين بسبب قلة
أو انعدام التربصات الميدانية .
و غير ذلك من الأسباب ... والذي يجب أن نذكر به أن علم النفس بالجزائر لم يرق بعد لأن يواكب ما
يقام بالجامعات الأخرى المتقدمة .
III أهمية علم النفس
إن أهمية علم النفس تأتي من أهمية موضوعه الرئيسي و هو السلوك الإنساني فكل ما وصلت إليه
الحضارة الإنسانية من تقدم و تطور هو بدون مشكل من صنع يد الإنسان بفضل قدرات العقلية والإبداعية .
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
273
هذا و قد استطاع علماء النفس إظهار هذه الأهمية ، و خاصة في الدول الغربية المتقدمة التي عملت
على استغلال نتائج أبحاثه في شتى المجالات من العلاقة مع الذات إلى العلاقة مع الآخرين داخل الأ سرة و
المدرسة و العمل و المجتمع بشكل عام … وعملت هذه الدول في الرجوع إلى هذا العلم و المختصين في مجاله
أمام أي ظاهرة قد تحدث شرخا في مجتمعاتهم كالأزمات والاضطرابات و الحوادث … إيمانا منهم بأن علم
النفس يستطيع القضاء أو التخفيف من هذه الأزمات ، و ما حدث في كثير من دول العالم في الآونة الأخير
إلا دليلا واضحا على ذلك – أمريكا – تركيا – فرنسا - … و ما إنشاء عيادات نفسيه و مصالح خاصة
بالتكفل النفسي إلا دليلا أخر على أهمية هذا العلم . كذلك الاهتمام بالخوارق و البار ا بسيكولوجيا في أعمال
التجسس إلا دليلا آخر على أهمية علم النفس…
و هكذا فإن علم النفس – من خلال ما سبق – يعمل في الاتجاه الذي وجد من اجله و هو معرفة السلوك
و فهمه و توجيهه ، و ير ى فرج عبد ال قادر طه – أن التنمية و التي تمس كافة المجالات التي ذكرت
في السابق ( الأسرة - المدرسة ) لا يمكن أن تتم إلا من خلال الشخصية الإنسانية لذا يجب ما يلي :
-1 تنمية إمكانيات الشخصية و طاقاتها .
2 – الاستفادة المثلى من إمكانيات الشخصية و طاقاتها .
3 – الحفاظ على إمكانيات الشخصية و استعادتها إذا اضطربت .
4 – علاج المشكلات الاجتماعية العامة و الوقاية منها ( 4).
و هكذا فإن تحقيق هذه النقاط الأربع عامل أساسي في استقرار المجتمعات و تطورها وازدهارها
، وهي بدون شك أول اهتمامات علم النفس و هنا يظهر الدور و الأهمية البارزة لعلم النفس في المجتمع
الإنساني من خلال عمله الدؤوب على استثمار واستغلال الإنسان في مجالات الحياة المختلفة و يمكن إظهار
ذلك فيما يلي :
أ- أهمية علم النفس في مجال الأسرة
تمثل الأسرة اللبنة الأساسية لأي مجتمع ، بحيث تمده بالأفراد المكونين له و الذين يتحملون مسؤولية
استمراره واستمرار توجهاته وأفكاره و حضارته ، تلعب الأسرة في ذلك دورا بارزا من خلال وظائفها الحساسة
تجاه هؤلاء الأفراد و المجتمعات و التي يمكن اختصارها فيما يلي :
1 – الوظيفة التناسلية
2 – الوظيفة النفسية
3 – الوظيفة الاجتماعية
4 – الوظيفة الاقتصادية
5 – الوظيفة التربوية و الأخلاقية
6 – الوظيفة الدينية و الثقافية
وأثناء قيام ها بهذه الوظائف ، فإنها – أي أسرة – تقوم بعدة واجبات تجاه نفسها من جهة واتجاه أبنائها
من جهة ثانية ، فقد بينت الدراسات الحديثة أن الأسرة تمثل العامل الأساسي وراء تطور المجتمعات أو تدهورها
و ذلك من خلال قيامها بالوظائف السالفة الذكر ، فالوراثة الجيدة و تو فير الشروط الجيدة للحياة من
جوانب عاطفية واقتصادية … تساعد و بدون شك في تكوين أجيال قادرة على مسايرة تقلبات المجتمع كما أنها
قادرة على المساهمة في تطوره ، في حين إن غياب ذ لك قد يؤدي إلى الوقوع فيما لا يحمد عقباه فيخرج
للمجتمع أبناء معتوهين متخلفين عقلي ا ، منحرفين ( 5) … يكون لهم الأثر السيئ على الأسرة و على المجتمع لما
يتطلب ذلك من اهتمام خاص بهذه الفئات التي تثقل كاهل المجتمع و الأسرة
و للتخفيف من ذلك حاول علم النفس و مازال يحاول من خلال دراساته و فروعه السالف ذكرها من
تبيان أهمية الأسرة بالنسبة للأفر اد و المجتم عات ، و قد أوضح أي علم النفس – بمعية علوم أخرى كالطب و
التربية و الاجتماع أن الأسرة لها دور بارز وأن هذا الدور يظهر حتى قبل الزواج و ذلك للحصول على تجسيد
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
274
جيد للوظيفة التناسلية من خلال الولادات غير الطبيعية و الظواهر الموروثة ال تي تت م عند الزو اج
أو عن عوامل أخرى أثناء الحمل كتناول التدخين والعقاقير والأدوية و الصدمات النفسية للأم الحامل وكبر سن
الوالدين والأمراض المختلفة .
هذا و قد عمل علم النفس على إظهار أهمية ذلك قصد الحصول على أبناء أسوياء من الناحية الخلقية
التكوينية التي يمكن أن تكون قاع دة صلبة للنمو الوظيفي الجيد المقبول و الذي يجب أن يراعى الجوانب النفسية
والانفعالية و الاجتماعية في إطار الأسرة المتكاملة المنسجمة القادرة على توفير الظروف من أجل تربية تراعي
قدرات أبنائها وذكائهم وتعطي الحنان العاطفي اللازم لهم و توفر لهم الظروف المادية و الضرورية وتغرس
مبادئ التربية الكريمة الفاضلة التي تساعدهم على التكيف و التوافق الجيد مع مجتمعهم وظروفه كما تمكنهم من
القيام بما يفرض عليهم انتماؤهم لها و لمجتمعهم من واجبات النهوض والارتقاء إلى مصاف الدول المتطورة .
و بنظرة عابرة لما يجري في الدول المتقد مة يمكن القول إن علم النفس استطاع وبشكل جلي أن يلعب
دوره لا سيما في الوظائف التناسلية و النفسية و التربوية
فكيف هو الوضع في الجزائر ؟ .
لا شك أن علماء النفس و المختصين بالجزائر يدركون تمام الإدراك الأهمية التي تكتسبها الأسرة بالنسبة
للأفراد و المجتمعات وما الدراسات و الأبحاث التي تقام هنا وهناك إلا دليلا قاطعا على ذلك الإدراك ، و ما
المراكز و المعاهد التي تنشأ هنا و هناك إلا دليلا آخر على ذلك … في حين أن وضع الأسرة و الأبناء في
الجزائر ما زال بحاجة إلى اهتمام أكثر ، نظرا لما تعانيه الأسرة الجزائرية من م شاكل أثر ت بشكل أو بأخر
على الفرد الجزائري و يمكن أن يعزى ذلك إلى ما يلي :
1 - الأمية في المجتمع و خاصة لدى الوالدين مما انجر عنه الجهل بالكثير من الأمور لاسيما الوظائف السالفة
الذكر .
2 - الجهل بابسط أساليب الوقاية الصحية و انتشار الأمراض .
3 - عدم قدرة الأسرة الجزائرية على مسايرة التطورات التي تشهدها الجزائر و يشهدها العالم من حولنا .
4 - الحجم الكبير للأسرة الجزائرية و المتزامن مع الفقر و الذي أثر بشكل او بأخر على عدم قدرة الأسر ة
من القيام بوظائفها على اكمل وجه .
5 - نقص التوعية في المجتمع و لا سيما أجهزة الإعلام المختلفة التي لم تتمكن لحد الآن من القيام بالدور
المنوط بها و خاصة التلفزيون لما يتميز به من خصائص تمكنه من التأثير الجيد و السريع .
6 - الهوة الواسعة بين المؤسسات التربوية في المجتمع الجزائري كالأسرة و المدرسة وكذا التناقضات الكبيرة
بين الأفك ار المنتشرة في مجتمعنا من خلال الجمعيات الثقافية والسياسية أوقع الأسرة الجزائرية في أزمة بحث
عن هوية خاصة بها و بأبنائها بين الأصالة و العصرنة لم تتمكن من حلها لحد الآن …
و السؤال الذي يطرح نفسه : ما الدور الذي يمكن أن يلعبه علم النفس في هذا المجال ؟
لقد سبق وأن تحدثنا عن واقع علم النفس في الجزائر و قلنا أن هذا العلم لم يأخذ لحد الآن المكانة
اللائقة به بسبب المشاكل التي يعانيها إلا انه و مع ذلك فإنه وبفضل موضوعه و مناهجه و المختصين بالجزائر
يمكنه أن يلعب دورا بارزا في مجال الأسرة خاصة استغلال مواردها البشرية و ذلك بما يلي :
1 - العمل على إخراج الأبحاث و الدراسات التي أقيمت بالمعاهد و الجامعات إلى المجتمع و عدم تركها حبيسة
الرفوف والمكتبات .
2 - الاقتناع بأن مشاكلنا ومشاكل أسرنا و مجتمعنا لايمكن أن تحل بالدراسات الأجنبية بل بالدراسات النابعة من
هذا المجتمع لمميزاته الخاصة به .
3 - تكوين اكبر عدد ممكن من المختصين في علم النفس وعدم صد أبواب معاهدنا في وجه من يرغب في
الدراسة .
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
275
4 - إقامة تعاون مع جميع مؤسسات المجتمع الفاعلة و لاسيما وسائل الأعلام بأنواعها المختلفة كالتلفزيون
وإظهار ما يمكن تقديمه للأسر حتى تتمكن من أداء وظائفها على اكمل وجه .
5 - إنشاء جمعيات وطنية أو حتى محلية تهتم بالأسرة و الطفولة وإبراز الدور الذي يمكن أن يلعبه علم النفس
لاستغلال إمكانياتنا البشرية انطلاقا من الأسرة .
6 - نشر الثقافة النفسية داخل الأسر من خلال تعليم الكبار وتربية الأبناء في المدارس وتعليمهم بأهمية الأسرة .
ومهما يكن من أمر ،فان علم النفس يمكنه من خلال هذه المقترحات وغيرها أن يتوغل داخل الأسر ،
و يتمكن من توضيح الكثير من الأمور و لا سيما تلك المتعلقة بوظائف الأسرة و التي إذا ما احسن القيام به ،
فإننا بذلك نصل إلى إنشاء أجيال قادرة على التوافق السليم و على تحملها المسؤولية الملقاة على عاتقها و من تم
نتمكن من استغلال أبنائنا الاستغلال الأمثل الذي يسهم بدور فعال في تنمية البلاد .
ب- أهمية علم النفس في مجال المدرسة
تكتسي المدرسة أهم ية با لغة في تكوين النشء و من ثم في تكو ين المجتمع ، و لا تقل هذه الأهمية
عن الأسرة من خلال ما تقدمه من تعليم و تكوين و تربية بفضل البرامج المقررة و المدرسين الذين يقع على
عاتقهم تلك المهمة النبيلة . و قد حاولت المدرسة منذ فجر التاريخ أن تلعب هذا الدور ، و تمكنت بشكل أو بآخر
من تجسيده وهذا من خلال ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية من تقدم و تطور كان حجز الزاوية فيها هو العلم
، كما أنها و في ذات الوقت قد فشلت في بعض المجتمعات التي لم تحسن بناء مدارسها وترتيبها.
هذا و قد أقيمت المدرسة داخل المجتمعات لتتمكن هذه الأخيرة من تثبيت نفسها بتكوين المواطن الصالح
الذي يتشبع بأفكارها و مبادئها من خلال نقل ثقافتها و تبسيطها ، وقد اختلفت رؤى المجتمعات عبر التاريخ
للمدرسة انطلاقا من الحقب التاريخية التي كانت تعيش فيها ،و من خلال وضعها الخاص بها ، فجاءت عسكرية
في بعضها و مدنية في بعضها الأخر ، إلا أن النقطة المشتركة بينهما هي كيفية إنشاء جيل يؤِمن بأفكار الدولة
و المجتمع ، إنشاء جيل تتجسد في سلوكاته تلك الأهداف التربوية المعبرة عن أصحاب القرار .
هذا و قد تأثرت هذه المؤسسة بالعديد من العوامل من أهمها :
1 - المجتمع الذي تتواجد به تاريخه ، مبادئه ، تكوينه
2 - الظروف المادية لهذا المجتمع .
3 - الظروف الثقافية لهذا المجتمع و ثقافة العالم المحيط به .
4 - علاقة هذا المجتمع بالمجتمعات العالمية .
5 - التوجهات السياسية الكبرى و التناقضات الموجودة بداخله .
6 - الظروف السياسية و العسكرية العالمية .
7 - الاستعمار و الاستقلال
8 - الفلسفات التربوية و تنوع الفكر التربوي و ارتباط ذلك بخصائص الطفل و غيرها من العوامل التي لم
نذكرها
هذا و قد ساعدت هذه العوامل بشكل أو بأخر في إنجاح المدرسة أو في فشلها، من خلال الكيفية التي
بنيت بها و القوانين المنظمة لها و العلاقة القائمة بين مكوناتها ، وكذا العلاقة مع المؤسسات الأخرى داخل
المجتمع كالأسرة و المصنع و المجتمع بشكل عام، فكل انسجام في التوجيه بين هذه المؤسسات ساهم في نجاحها
و نجاح المتكونين فيها ، وكل تناقض في ذلك التوجيه أدى وللأسف الشديد إلى فشلها وعقمها الذي أدى من
جهته إلى عدم استغلال مخرجات المدرسة استغلالا أمثل بل على العكس من ذلك أدى ذلك إلى انحراف تلك
المخرجات والتورط في مشاكل، المجتمع في غنى عنها كالسرقة والجرائم الأخلاقية و المخدرات و غيرها ….
هكذا بدت لنا المدرسة عبر التاريخ القديم و الحديث
أما في الجزائر فإن واقع المدرسة تأثر بعدة عو امل منها ما هو تاريخي تمثل في الاستعمار و منها ما
هو وطني تتمثل في عدم استقرارها على نمط واحد فتميزت بالإصلاحات تلو الإصلاحات لم تتمكن للأسف من
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
276
بلوغ الهدف المنشود منها لا من الناحية الكمية و لا من الناحية الكيفية ، فأهدرت بذلك طاقات البلاد و لم نتمكن
من اس تغلالها بل الأكثر من ذلك انتشرت الجرائم و المخدرات و السرقات و الاعتداءات بدل استغلالها –
الطاقات – فيما ينفع المجتمع و تطوره و ازدهاره .
فقد تعرضت المدرسة الجزائرية إلى عدة إصلاحات بتعديل في البرامج و تغير فيها ، و طرق تكوين
المدرسين و عددهم ، و عدم توفير الوسائل الضرورية و الاعتماد على طرق تقويم عقيمة اجتماعية و ليست
انتقائية ، و تبنى طرق توجيه مبينة على التوزيع، أي توزيع الطلاب على التخصصات و عدم توجيههم بما
تقتضيه أساليب التوجيه الحديثة ، و تعديل أساليب الامتحانات ( 6) … إلى أخر ذلك من الإصلاحات التي أضرت
بالمدرسة بدل ان تسهم في إصلاحها بالشكل اللائق ، فإلى متى تبقى مدرستنا على هذا الحال ؟ وكيف السبيل
إلى إصلاحها بشكل يمكننا من استغلال طاقتها الاستغلال الأمثل لبناء مجتمعنا الناهض ؟
إن عملية الإصلاح يجب أن تكون شاملة بحيث تمس كافة مكونات المدرسة من البن ايات إلى البرامج إلى
تكوين الإداريين و المدرسين إلى التشريع التي ينظمها و دون الخوض في هذه النقاط ، نريد فقط إن نلفت انتباه
القائمين على التربية و التكوين بالجزائر إلى أن هناك دراسات علمية كثيرة أقيمت حول هذه الموضوعات سواء
كانت دراسات أجنبية – و التي تخص البنايات و أنواع التكوين المطبقة بالنسبة للمدرسين و حتى البرامج – أم
دراسات وطنية من خلال الجامعات و المعاهد الوطنية يمكنها ان تسهم في التخفيف من مشكلات المدرسة
الجزائرية .
و في هذه المداخلة و كما سبقت الإشارة – فإننا سوف نركز على أهمية علم النفس في استغلا ل الموارد
البشرية بالمدرسة و ذلك من خلال :
1 - شكل البناية و ألوانها لراحة المدرس و التلميذ
2 - الاعتماد في التكوين على التعريف بخصائص النمو للتلاميذ على اختلاف مستوياتهم
3 - تكوين المدرسين تكوينا علميا جيدا و تكوينا نفسيا و بيداغوجيا يمكنهم من القيام بوظيفتهم على أكمل وجه
4 - توفير الظروف المادية المنسجمة مع ما وصلت إليه الدراسات النفسية و لا سيما الظروف الفيزيقية للعمل
و الهندسة البشرية .
-5 إيجاد طرق للتوجيه تعتمد على طاقات التلميذ و استعداداته لا على عدد الأماكن المتوفرة بالمدارس ،
فالتربية الحديثة تقتضي تكييف البرامج مع خصائص التلميذ لا تكييف البرامج مع قدرات التلميذ
6 - إيجاد تشريعات تنظم المدرسة تنطلق من إنسانية التلميذ و المدرس و خصائصها،
لا إن نتعامل معه كآلة مثل الآلات التي يمكننا استيرادها.
7 - تعديل طرق التقويم الحالية بشكل يتماشى وخصائص التلميذ الخلاقة المبدعة .
8 - إصلاح البرامج لتتلاءم و خصائص التلميذ ، لأن البرامج الحالية مكثفة يصعب على التلميذ التكيف معها .
هذه بعض الملاحظات التي تمكننا من استغلال علم النفس إذا ما أردنا الاهتمام بأبنائنا واستغلال طاقتهم
المبدعة لبناء مجتمعنا الجزا ئري ، و هي ملاحظات يمكن أن تنطبق على جميع مستويات التكوين و التعليم و
على جميع أنواعه .
ج أهمية علم النفس في مجال العمل والمؤسسات الاجتماعية:
لقد سبق وأن رأينا أن التنمية تقتضي منا استغلالا جيدا لمواردنا المادية والبشرية،وأن استغلال الموارد
المادية لا يمكن أن يكون إلا من خلال موارد بشرية كفئة تحسن ذلك، وقد بينت لنا التطورات في دول العالم
المختلفة ذلك كاليابان وأمريكا وألمانيا وفرنسا … وغيرها، حيث تمكن أبناؤها من استغلال أمثل لمواردها
المادية ،إلا أن هذا لم يتأت إلا من خلال التكوين الجيد لطاقاتها البشرية.
وقد مر العمل والإنتاج على المستوى العالمي بمراحل عديدة من البدائية والفوضى، إلى العصرنة
والتنظيم ، وقد تكاتفت جهود العلماء من الاختصاصات المختلفة لبلوغ ذلك . حيث بينت الدراسات التي أقيمت في
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
277
أمريكا وأوربا حول تحليل العمل وتكوين العمال والظروف الفيزيقية للعمل والدوافع والتحفيزات .. أن هناك
عوامل كثيرة يمكن من تلعب دورها في استغلال الموارد البشرية استغلالا كبيرا في مجال العمل والإنتاج.
وقد استطاعت تلك الدول من استثمار نتائج تلك الدراسات في مؤسساتها إلى أن وصلت إلى ما هي عليه
(دراسات تايلور ، التون مايو ، جلبرت ، فريدمان ..) ، كما قامت بتحسين نظم العمل فيها.
أما في الجزائر ، وبالرغم من التحويل التكنولوجي واستيراد نظم التسيير المختلفة، وتدريس كل
النظريات والدراسات بالجامعات الجزائرية إلا أن وضعنا الإنتاجي مازال لم يرق بعد إلى الوضع المنشود ،
وعليه فإننا لم نتمكن بعد من استغلال إمكانياتنا البشرية استغلالا جيدا ، ولن تأتي هذا إلا من خلال ما يلي :
1 - التكوين الجيد والنوعي وفق الطرق والوسائل التكنولوجية الحالية.
2 –التعريف بنظم وقوانين العمل الدولية المختلفة.
3 - توفير المواد الأولية للإنتاج.
4 - توفير الآلات الإنتاجية المتطورة تكنولوجيا.
5 - استغلال الدراسات النفسية ونتائجها في تنظيم العمل .
6 - اختيار العمال وتوجيههم وفقا لما تمليه كل من خصائصهم الجسمية والنفسية وكذا خصائص منصب العمل
المتاحة.
7 - إقامة دورات تدريبية لتحسين التكوين.
8 - إنشاء مصلحة نفسية في وحدات الإنتاج تهتم بعمليات الاختيار والتوجيه والتكوين وتشخيص ومعالجة
المشاكل المهنية كالغياب وحوادث العمل والصراعات الاجتماعية، على أن تجهز بالاختبارات النفسية
والبطاريات لتتمكن من أداء مهامها بشكل جيد والمساهمة في بلوغ التوافق المهني الجيد لجميع العمال.
وهكذا فإن علم النفس يستطيع بحكم موضوعه ومناهجه والمختصين فيه التدخل في العديد من النقاط
السابقة لأجل استغلال محكم للموارد البشرية بشكل عام وخصوصا في الجزائر إذا ما أردنا لها تنمية شاملة
تعتمد على الإنسان الجزائري.
د- أهمية علم النفس في مجالات الحياة الأخرى
إن مجالات التربية الأسرية والمدرسية ومجالات العمل والإنتاج دعامات أساسية لأي نهوض لمجتمعنا ،
وقد سبق وأن بينا أن علم النفس يستطيع أن يسهم في ترقية الأسرة والمدرسة والعمل الإنتاجي وبالتالي استغلال
الموارد البشرية الاستغلال الذي يؤهل المجتمعات لتتقدم وتتطور بفضل ما تقدمه من حلول ومقترحات في
أساليب التكوين والتنشئة والتوجيه وما إلى ذلك من أساليب التنظيم في حياتنا التربوية والتكوينية والاجتماعية،
ولا يتوقف هذا العلم عند هذا الحد ، بل يتعداه إلى مؤسسات أخرى نجدها مكملة في نشاطها ومهامها للمؤسسات
السالف ذكرها، كما هو الشأن بالنسبة لدور الثقافة والشباب … وما إلى ذلك من المؤسسات التي تسهم بشكل أو
بآخر في عملية التنشئة للأجيال الصاعدة ، حيث يهتم علم النفس بالأمراض النفسية المتضمنة في المجتمع
والأوقات الاجتماعية محاولا تخفيفها والقضاء عليها وذلك من خلال :
1. يحدد العوامل المسببة للحالة المرضية
2. يقدم درجة الاضطراب التي يعيش الأفراد في المجتمع
3. يتنبأ بالمسار المحتمل للاضطراب وتشخيصه
4. يوجه السلوك عن طريق العلاج الفردي والجماعي( 7)
وأثناء قيامه بهذا ، فإنه يسهم في تمكين المجتمع من استثمار طاقاته البشرية فيما ينفع التنمية الشاملة.
أما في الجزائر ، فبالرغم من إنشاء العيادات النفسية والمستشفيات ، فإن المجتمع مازال يعاني العديد من
الأزمات والأمراض النفسية ، بما يضاعف من أهمية علم النفس إذا ما أردنا التخفيف من المشاكل الحادة التي
يعانيها الإنسان الجزائري.
وقصد تمكين هذا العلم من إنجاز المهام الموكلة إليه فإنه يتوجب علينا ما يلي :
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
278
1 - نشر الثقافة النفسية بشكل واسع ليمس جميع شرائح المجتمع
2 - الحرص على تكوين جيد وفعال للأخصائي النفسي بالجزائر
3 - إقامة دورات تكوينية للأخصائيين العاملين بالميدان وتجديد معلوماتهم
4 - إيجاد الأخصائيين النفسيين في جميع المؤسسات التربوية من مختلف المستويات
–ما قبل المدرسة إلى الجامعة-
5 - إيجاد الأخصائيين النفسيين في جميع مؤسسات المجتمع الأخرى كالمصانع ومؤسسات الثقافة والشباب
والثكنات ومؤسسات إعادة التربية وإعادة التأهيل
6 - استغلال وسائل الإعلام المختلفة ولا سيما التلفزيون قصد بلوغ الوعي الكافي ، والوقاية من الوقوع في
مشاكل وأزمات تعرقل السير الجيد والطبيعي للمجتمع
7 - نشر الأبحاث والدراسات النفسية التي أقيمت بالجزائر
8 - إنشاء جمعية وطنية لعلم النفس مع إنشاء فروع لها على المستوى المحلي للتكفل
بما يعانيه المجتمع من مشكلات نفسية واجتماعية يحول دون تطوره
9 - تشجيع الأخصائيين والباحثين من القيام بالأبحاث المختلفة والدراسات الهادفة إلى دراسة الإنسان الجزائري،
لوضع استراتيجية مستقبلية للنهوض بالمجتمع
10 - إقامة فرص للقاء بين الأخصائيين في علم النفس لتبادل وجهات النظر والخبرات كهذه الملتقيات أو
المؤتمرات لأجل معرفة جيدة بما يجري داخل الوطن.
11 - إقامة نشرية لعلم النفس لإظهار مختلف الأنشطة في هذا المجال وعناوين الأبحاث والباحثين، والمناقشات
المختلفة للرسائل والأطروحات…
12 - إنشاء مخابر لعلم النفس بالمعاهد والجامعات لمسايرة تقدم العلم في الدول المتقدمة.
خاتمة
هذا وفي النهاية يمكن القول أن التنمية الشاملة لمجتمعنا تقتضي منا الاستغلال الجيد لجميع طاقاتنا
المادية والبشرية، وذلك من خلال استعمال أمثل لمختلف العلوم والفنون من طب وتاريخ وفيزياء ورياضيات ..
وعلم النفس خاصة لما يلعبه هذا الأخير من دور بارز في معرفة الإنسان وفهم سلوكاته وخصائصه والقيام
بالتوجيه الفعال بما ينفع الفرد والمجتمع، وقد حاولنا من خلال هذه المداخلة أن نبين أن أهمية علم النفس تشمل
كافة المجالات والمستويات بفضل تفرعه فمن الفرد العادي البسيط، إلى الأسرة إلى المدرسة إلى المصنع إلى
المجتمع بشكل عام، بحيث يحاول أن يستغل القدرات المبدعة في المجتمع من أجل نهوض شامل.
جامعة ورقلة كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية
الملتقى الدولي حول التنمية البشرية وفرص الإلإندماج في إقتصاد المعرفة والكفاءات البشرية 09 - 10 مارس 2004
279
المراجع :
01 – أحمد عزت راجح : أصول علم النفس ، الطبعة الثامنة المكتب المصري الحديث
الإسكندرية 1970 .
02 – عبد الستار إبراهيم : الإنسان و علم النفس ، سلسلة عالم المعرفة الكويت 1985 ، ص
03 – عبد الكريم قريشي : نظرة حول وضعية التعليم العالي في الجزائر
مقال منشور في مجلة الرواسي العدد 13 أبريل 1996 ص 25 – 31
04 – فرج عبد القادر طه : علم النفس و قضايا العصر دار المعارف القاهرة 1979 ص 58
05 - عبد الرحمان محمد عيسوي : دور علم النفس في التصدي لمشاكل المجتمع و تحقيق أهدافه مقال منشور
في مجلة علم النفس الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة . العدد 14 يونيو 1990
ص 6 – 12
-06 عبد الكريم قريشي : نظرة حول التوجيه المدرسي في الجزائر ، مقال منشور في مجلة الفكر، جمعية
الأمل جامعة باتنة، العدد 01 ، مايو 1993 ص 37 - 38
-07 دور الأخصائي النفسي في الصناعة ، (باب ثابت) منشور في مجلة علم النفس، الهيئة المصرية العامة
للكتاب القاهرة ، العدد 03 ، سبتمبر 1987 ص 85
مراجع أخرى يمكن الرجوع إليها :
فرج عد القادر طه: سيكولوجية الشخصية المعوقة للإنتاج ، دراسة نظرية وميدانية في التوافق المهني
والصحة النفسية ، الطبعة الأولى مكتبة الخانجي ، القاهرة 1979 .
نعيم الرفاعي : الصحة النفسية ( دراسة في سيكولوجية التكيف ) ، الطبعة الثانية ، مطبعة طربيين ، دمشق
. 1969
مختار حمزة : أسس علم النفس الاجتماعي ، الطبعة، الثامنة ، دار البيان العربي ، جدة 1982 .
محمود السيد أبو النيل : علم النفس الاجتماعي ، دراسات عربية ، وعالمية الجزء الأول ، الطبعة الثالثة ،
الجهاز المركزي للكتب الجامعية ، 1984 .
حامد عبد السلام زهران : الصحة النفسية والعلاج النفس ، الطبعة الثانية ، عالم الكتب ، القاهرة 1987 .
أحمد زكي صالح : علم النفس التربوي ، الطبعة التاسعة ، دار النهضة المصرية ، القاهرة 1966
سعد جلال : المرجع في علم النفس ، الطبعة الحادية عشر دار الفكرة العربي ، القاهرة 1985 .