موظف بلا مقترحات !!
بقلم : عماد الحاج

الكثير من الموظفين لم يحاولوا تقديم مقترحات أو القيام بمبادرات لصالح تطوير العمل .. لأنهم اعتقدوا أن العمل الوظيفي ما هو إلا تنفيذ للأعمال المطلوبة .. التي يتم تكلفيهم بها .. فيتم إنجازها .. ويبقى اليوم الوظيفي ملئ بأوقات الفراغ القاتلة .. التي تجعل الموظف ينظر في ساعته عشرات المرات منتظرًا ساعة الإفراج !!
بعض الموظفين توقفوا عن تقديم المقترحات لأنهم خذلوا .. أو تمّ الاستهزاء بمقترحاتهم .. هؤلاء معذورين .. فقد تمّ إسكاتهم .. رغم وجود إمكانية لمحاولات أخرى .. ومقترحات قد تكون أفضل ويكون لها مردود إيجابي على المؤسسة ..
الإدارة العليا تتحمل جزء كبير من المشكلة .. فهي من يضع السياسات والقوانين والأنظمة .. وبالإمكان وضع نظام تحفيزي خاص لمن يقوم بتقديم مقترحات لصالح العمل أو تطوير الأداء أو حل مشكلة .. ومراجعة أو محاسبة الموظف الذي يعمل بدون تقديم أي مقترحات ..
المسئول المباشر أيضًا يتحمل جزء من المشكلة .. لأن الموظف يحتاج لمن يحركه ويديره .. فلا يوجد لدى الكثير من الموظفين الشجاعة لعمل شئ جديد .. ومنهم من يعتقد أن هذا الأمر فيه تدخل غير مرغوب فيه .. ومنهم من يعتقد أن تنفيذ أوامر الرئيس المباشر وطاعته هي قمة الولاء الوظيفي !
والموظف يتحمل جزء من المشكلة .. لأن العمل الوظيفي ليس فقط تنفيذ أوامر .. على الموظف أن يفهم أهمية الانتماء للمؤسسة التي يعمل بها .. ويكون لديه الدافع لتطويرها .. وتطوير أسلوب العمل ..
إن الملفات وأرشفتها .. والحاسوب ومكوناته .. والنماذج الإدارية .. والإجراءات .. والاتصالات .. والرسائل الدورية والتقارير .. والاجتماعات .. وغير ذلك من الأعمال اليومية بحاجة إلى مقترحات تطويرية أو مبادرات علاجية ..
قد تأتي الفكرة العظيمةمن رجل بسيط ومتواضع .. لا يلزم أن يكون صاحب الفكرة عظيماً .. أو صاحب منصب كبير حتى نسمع له .. إن صاحب الفكرة الحقيقي هو الشخص الذي يستطيع التغلب على المشاكل والتحديات .. فهلا تغيرت النظرة نحو دفع الجميع لتقديم المقترحات ؟