خـــنـــازيـــر الــبـــشـــر

بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي

قالوا: توارى النجمُ واحتجب القَمَرْ وأحاط بالإنسانِ في الدنيا الخَطَرْ
نَقَـلَ الوَباءُ عـن الوباءِ حـكايةً أدْلى بها الخـنـزيـرُ والخـبـرُ انـتشَرْ
خبرٌ تناقلَه الرُّواةُّ وأَسرفوا حتى اشتكى من سوءِ ما نَقَلُوا الخَبَرْ
جرثومةٌ خَفِيَتْ، فما بَصُرَتْ بها عينُ الرَّقيبِ، ولا أحاطَ بها النَّظَرْ
تسري – نعـوذ بربِّنا من شرِّها - سَرَيانَ نارٍ في( هَشيمِ المُحْتَظِرْ)
بدأتْ كأخفى ما تكونُ، بدايةً كالنِّار مَبْدَؤُها الصغـيرُ من الشَّرَرْ
قالوا: روى الخنزيرُ أوَّلَ قِصَّةٍ عـنها، وحين رأى عواقِبها اعتَذَرْ
لكنَّه لما رأى الدنيا التي قامتْ ولم تَقْعـُدْ، تَضَعـْضَع واندحَـــرْ
ما زال مختفياً، تقول روايةٌ ورواية أخرى تقولُ: قد انتَحَرْ
هل يشعـر الخنزيرُ؟ أقسمَ تاجرٌ مُتَمَرِّسٌ، لولا المصائبُ ما ظَهَرْ
أنَّ الخنازيرَ الخبيثةَ كلَّها كُتَلٌ من الإحساسِ بالغةُ الأَثــَرْ
لولا المشاعرُ ما رأينا لَحْمَها حَمَلَ الوباءَ، ولا به الشَّحْمُ انْصَهَرْ
من ها هنا بدأتْ حكايةُ تاجرٍ لولا أعاصيرُ الوَباءِ لَمَا تَجَــرْ
ما زال يُعْــلِنُ عـن دواءٍ ناجعٍ يحمي ملايينَ العبادِ من الضَّرَرْ
ويطوف في الدنيا بكمَّاماتِه حَتى يُزيلَ بها عـن الناسِ الكَدَرْ
مَلأَ الفضاءَ ضَجيجُ إعلاناتِه حتى تمكَّنَ في المشاعرِ واستَقـَرّْ
وسَرَتْ حكايات الخنازير التي صارت على الشاشاتِ تُزْعِجُ مَنْ نَظَرْ
سردوا عن الأسبابِ ألْفَ حكايةٍ حتى أصابَ نفوسَنا منها الضَّجَـرْ
قـالـوا، وقـالـوا، لم يقـولوا مَـرَّةً: هــذا قَـضاءُ اللهِ فـيـنـا والـقـَدَرْ
يا ويحهم لعبَتْ بهم أُرْجُوحةٌ مِنْ وَهْمهم، واستعـذبُوا طَعْمَ الوَضَرْ
سلكتْ بهم أهواؤهم طُرُقَ الرَّدَى فتعثـَّروا - مسترشدينَ - بمن عَـثَرْ
ما زال يسقط كلَّ يومٍ سائرٌ حتى استعـاذَ الدَّرْبُ واشتكتِ الحُفـَرْ
قومٌ على الخمرِ الخبيثةِ أُنْشِئُوا وعـلى الخنازير التي تَهْوَى القَذَرْ
دَعْـني من التضليل فيما حدَّثوا ومن ادِّعاءاتِ التقدُّمِ والظَّفَرْ
هُــمْ كالبهائمِ، كلَّما جاعـوا، سَطَوا حتى إذا شبعـوا أصابهم البَطَـرْ
هم كالذِّئابِ وكالكلابِ، وربَّما كانوا - على حالِ التجمُّل – كالبـَقَـرْ
قالوا عـن الخنزير عـن أمراضهِ عمـَّنْ أصابَ من العبادِ ومَنْ عَـقـَرْ

(وأَظنُّه، لو قالَ عـنهم مرّةً قَوْلاً، لحـذَّرَ مــن ) خَــنـازيــرِ الـبـَشَــرْ
(وأَظنُّه، لو قالَ عـنهم مرّةً قَوْلاً، لحـذَّرَ مــن ) خَــنـازيــرِ الـبـَشَــرْ
(وأَظنُّه، لو قالَ عـنهم مرّةً قَوْلاً، لحـذَّرَ مــن ) خَــنـازيــرِ الـبـَشَــرْ