الخجل عندما يكون مناسبا للموقف

يعتبر ميزة وصفة إيجابية ويعكس مواصفات الأدب والتهذيب والخلق الكريم إضافة لمواصفات الذوق والكياسة والتواضع واللطف، وبالتأكيد جميع هذه المواصفات تعتبر إيجابية.

ولكن عندما يكون غير مناسب

فيعتبر آفة كثير من النفوس وهو يسيطر على الإنسان في درجات مختلفة منها ما هو بسيط ومنها ما هو كبير إلى درجة يشل فيها الإنسان ويفقده دوره في الحياة الاجتماعية .



ولكن السؤال المحير هو ما هي أسباب الخجل وكيف يتكون في الإنسان ؟

من المعروف أن الإنسان عندما يخلق لا يكون خجولا أي أن الخجل ينمو مع نمو الإنسان أو يمكن القول بأن الأطفال عندما يولدون يكون لديهم ميل لأن يكونوا خجولين وكأن بذرة الخجل تخلق معهم وهنا تبرز أهمية التربية فإما أن تقوم بسقاية تلك البذرة لتنمو وتكبر أو أن تقضي عليها لتذهب دون عودة .
حسب رأي خبراء الصحة النفسية، فإن الخجل الشديد يعود لثلاثة أسباب متفاعلة هي:
- الوراثة.
- فقدان المهارات الاجتماعية .
- نظرة سلبية للنفس و الذات .



وحسب رأي خبراء النفس فإن حوالي 10-15% من الأطفال يولدون ولديهم ميل واستعداد لأن يكونوا خجولين بصورة غير طبيعية،
بينما الباقون يصبحون خجولين
إما لأنهم بدون مهارات اجتماعية
أو بسبب الخوف من عدم تقبل الآخرين لهم
أو الخوف من تعرضهم للسخرية من الآخرين، مما يدل على فقدان الثقة بالنفس والذات.
وأعراض الخجل كثيرة
1- أعراض سلوكية وتشمل:
- قلة التحدث والكلام بحضور الغرباء.
- النظر دائما لأي شيء عدا من يتحدث معه.
- تجنب لقاء الغرباء أو الأفراد غير المعروفين له.
- مشاعر ضيق عند الاضطرار للبدء بالحديث أولا.
- عدم القدرة على الحديث والتكلم في المناسبات الاجتماعية والشعور بالإحراج الشديد إذا تم تكليفه بذلك.
- التردد الشديد في التطوع لأداء مهام فردية أو اجتماعية (أي مع الآخرين).
2- أعراض جسدية : -

وهي اعراض مرضية غير مهمة لنا في موضوعنا

3- أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل:

- الشعور والتركيز على النفس.
- الشعور بالإحراج.
- الشعور بعدم الأمان.
- محاولة البقاء بعيدا عن الأضواء.
- الشعور بالنقص.



و هذه النصائح في حالة اتباعها ستكون بداية الطريق في تنمية المهارات الاجتماعية:
-
كن البادئ في الحديث مع الآخرين ومن أفضل وسائل افتتاح الحديث هو الثناء أو إبداء الإعجاب بصفة أو شيء معين في الآخرين.
- ألقِِ التحية يوميا على خمسة أشخاص غرباء على الأقل ولا تنس أن تكون مبتسما عندما تلقي التحية.
- اخرج للسوق واسأل عن أماكن أو محلات معينة حتى ولو كنت تعرف مكانها وكيفية الوصول إليها، المهم أن تبادر الآخرين بالحديث ولا تنس أن تشكر من سألتهم على لطفهم وأدبهم عندما أرشدوك للعنوان المطلوب.
- حاول أن تكتب رسالة إلى نفسك عندما تكون لديك مشاعر داخلية حول موضوع معين وتريد التعبير عنها، وإذا لم تكن راغبا في الكتابة لا بأس من استخدام آلة تسجيل واستمع للشريط أو اقرأ الرسالة بعد الانتهاء من التسجيل أو الكتابة.
- حاول أن تكسب الثقة بنفسك وبقدراتك من خلال كتابة نقاط ضعفك كما تراها في عمود خاص واكتب مقابل كل نقطة ضعف الصفة أو المضادة لنقطة ضعفك مثال:
لا أثق بالآخرين ____________ أثق بنفسي.
الآخرون يكرهونني __________أنا محبوب من الآخرين.
- بعد كتابة المشاعر المتعارضة، حاول أن تفكر بنفسك وبسلوكك على أنك تتمتع بالمواصفات والمبادئ الصحية (جهة اليسار).
- حاول أن تتخيل مواقف سوف تسبب لك القلق والارتباك والإحراج لأنك خجول، وحاول بالمقابل أن تفكر بما كنت ستفعله لو لم تكن خجولا واستمر يوميا على نفس المنوال ولمدة أسبوع وبعدها إذا واجهت على أرض الواقع موقفا طبق ما فكرت به.
- ضع نفسك في الطابور، سواء في مواقف الباصات أو السوبر ماركت أو المطاعم أو الدوائر الحكومية.
لا تنس أن تأخذ مكانك آخر الطابور وابدأ الحديث مع الذي أمامك أو خلفك بسؤال مناسب لموقف الطابور ومن ذلك السؤال اتبع شعار الحديث ذو شجون.
- الخجل من الجنس الآخر طبيعي ولكن غير ضروري وكلا الجنسين يرغب بالحديث مع الآخر وكل ما هو مطلوب هو الشجاعة في المبادرة بالحديث، وأسلوب المبادرة يعتمد على الموقف الاجتماعي، فعلى مستوى الجامعة مثلا.. السؤال عن محاضرة أو كتاب معين يكون مناسبا، بينما السؤال عن تقرير أو حتى عن الوقت يكون مناسبا في أماكن العمل




- تكلّم بهدوء ووضوح واختصار .. تكيّف بسرعة وفقَ الحالة الجديدة

فمثلاً لو نقلتَ فكرة وقيل إنّها مطروقة فيمكنك أن تبادر إلى القول : وما الضير في ذلك .. الكثير من الأفكار مطروق .. ولكن انظروا هل هي صحيحة أو عملية ؟! أو قلْ : حسناً .. ولكن هل أنتم معها ؟! أو : طَيِّب .. ما رأيكم بإمكانية تطويرها ؟ أو : لا بأس .. أنا أذكر ذلك على نحو التذكير .. أو : هذا ما عندي .. دعني أستمع إلى ما عندك .. وغير ذلك كثير.
ولو ضحك الآخرون من خطأ صدر منك أو انتقدوه بشدّة ، فعالج الموقف على الفور بالقول : مَنْ منكم لا يُخطئ ؟! أو .. ليس المهم أن لا نُخطئ ، المهم أن نتعلّم من أخطائنا .. أو .. كنت أنتظر منكم تصحيح الخطأ لا السخرية منِّي !! وما إلى ذلك .
ولو سقط من يد فتاة إناء وانكسر ، فيمكنها أن تعبِّر عن الاعتذار للضيوف بلباقة ، كأن تقول : آسفة .. سأقوم بإصلاح كل شيء .. أو .. لا عليكم .. أكملوا حديثكم وأنا سأتولّى الأمر .. أو .. معذرة .. سأستبدله بغيره .. أو إخراج الموقف بطريقة طريفة ، كأن تقول : شغلني حضوركم السعيد فنسيت ما دونه .. وهكذا .
كما ينصح الذين قاوموا الخجل أنّك إذا كنت في مجلس فقل في البداية أيّة كلمة تكسر صمتك .. قل مثلاً : إنّ الجو لطيف .. أو إنّ الجلسة معهم ممتعة .. أو انّ المكان جميل .. أو أنّها فرصة طيبة للاستفادة منهم ، أو أي موضوع آخر يسهل عليك الحديث فيه ، وإذا لم تكن متكلماً جيِّداً فكن ـ على الأقل ـ مستمعاً جيِّداً ، وستتحسّن الأمور تباعاً