[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]








يبدو هذا السؤال كأسهل الأسئلة الخمسة على الإطلاق. فهو السؤال الأساسي في أي عملية تخطيط محتملة، سواء كانت لشركة أم لنادي أم لشركة اجتماعية غير هادفة للربح أو أنت نفسك. ومثله مثل أشياء أخرى كثيرة في الحياة، يخضع هذا السؤال لعدة تأويلات. وهذا لأن كل شخص سيحاول فهمه وتأويله بطريقته الشخصية بما يتسق مع سياقه. فسياقك قد يتضمن أي قضية سوف تأخذ الضرورة القصوى لديك في لحظة معينة. ومن السهل أن يتناول الفرد هذا السؤال في سياق قضية بعينها أو أخرى وليس كإطار عام للحياة. وقد يكون السياق الخاص بتلك القضية إيجابياً أو سلبياً حسب المنظور لحظتها.


أين أنت الآن؟

أعزب ووحيد
أعيش في شقة صغيرة
أعمل كعامل لحام تحت التمرين
طالب إدارة أعمال
نكرة
لاعب بنج بونج سيئ
لا أتحدث أي لغة أجنبية
في السجن
في السجن
مزنوق في المرور
أعمل كخياط
مفلس تماماً
مريض بالسرطان أين تريد أن تكون في المستقبل؟
متزوج وسعيد
أعيش في فيلا على شاطئ البحر
أعمل كعامل لحام متخصص
مستشار في شركة كبرى
زعيم عصابة
لاعب كرة مشهور
أتحدث عدة لغات بطلاقه
مطلق السراح أنعم بالحرية
لدي حرية تغيير حياتي
أتنقل بالهليكوبتر
مصمم أزياء
مليونير
صحيح البدن وأستمتع بصحة جيدة


إن هذه الأمثلة ما هي إلا شرائح من الحياة أو أهداف قد تعتبر مفاتيح للحياة السعيدة. ربما كانت هذه الشرائح والأهداف مهمة أو غير مهمة، واقعية أو خيالية.
حاول الرجوع خطوة للوراء في محاولة لرؤية انعكاسها على حياتك. فماذا تريد من الحياة؟ هل تريد السعادة، أم الرضا عن النفس، أم الاستمتاع بالحياة؟ إن هذه المتطلبات بالطبع غير ملموسة وغير مادية.
أم أنك تريد من الحياة أشياء أكثر وضوحاً وتستطيع قياسها ولمسها كالأشياء المادية؟ هل تريد الثروة أم البيت الكبير في الحي الراقي أم الألقاب والوضع الاجتماعي؟
إن السؤال الجوهري الأول يتكون من مقطعين، أين أنت الآن وأين تريد أن تكون. ربما كان المقطع الأول سهلاً عليك. ولكن المقطع الثاني صعب بالتأكيد.


• أين أنت الآن ؟

فد يسألك الناس يومياً كيف حالك وترد أنك بخير. فماذا تعني كلمة بخير هذه بالتحديد؟ هل تعني أنك في هذه اللحظة بالتحديد بخير أم أنك دائماً كذلك أم أنك سوف تكون كذلك في القريب العاجل أم الآجل؟
وما هو معنى كلمة بخير ذاتها؟ هل تعني أنك في صحة جيدة أم أنك في حالة مالية مطمئنة أم ماذا؟ حاول أن تعرف ماذا تعني كلمة "بخير" هذه من وجهة نظرك كي تستطيع أن تعرف وتتوصل للإجابة الصحيحة التي تناسب ساقك عن المقطع الثاني من السؤال.
فالمقطع الأول من السؤال يعبر عن حالتك النفسية حيال حياتك الراهنة، من السعادة والرضا التامين إلى التعاسة والبؤس المطبقين. أم ربما كان من الصعب عليك كما هي الحال عند معظم الناس الإجابة. فتكون إجابتك على "أين أنت الآن؟" هي ليس لدي أي إجابة، أو كما يجيب أهل القاهرة "زي ما انت شايف".
للأسف، هناك العديد من الناس ممن ضاعوا في متاهة الحياة. وليسوا فقط لا يعرفون أين يذهبون ولكن أيضاً لا يدرون حتى أين هم الآن. وكما هي الحال في معظم الأسئلة، فإن السؤال "أن أنت الآن؟" تعتمد إجابته على السياق العام للشخص أو كيف ينظر للحياة. فاقرأ هذه الحكاية الطريفة.
بينما كان راكب المنطاد قد قطع مسافة كبيره في الهواء، اقترب بمنطاده من أحد المزارع فرأى فلاحاً. فلما أصبح على مسافة يستطيع الفلاح أن يسمع صياحه منها، صاح فيه "أنت يا هذا، أين أنا الآن؟" فتعجب الفلاح من غباوة السؤال وصاح قائلاً " أنت في منطادك أيها الأحمق".


فماذا عن المقطع الثاني من السؤال؟


• أين تريد أن تكون ؟

ربما كانت نظرتك للاتجاه الذي تسير فيه على أنه تكملة حتمية لما أنت فيه الآن. ربما كنت تقول " أنا بخير الآن وسوف أظل كذلك". أو " أنا لست في خير حال الآن ولكن الأحوال ستتحسن في المستقبل." أو "أنا في حالٍ سيئ وأرى أنها سوف تزداد سوءاً." فقد يكون الناس على علمٍ تام بوضعهم الحالي ولكن ليس لديهم أي فكرة عن ما يريدون أن يكون وضعهم عليه في المستقبل.
ربما كان لديهم بعض الأحلام عن الشهرة والثروة والسعادة في المستقبل. أو قد يشطح خيالهم في محاولة للهروب من الواقع عن طريق أحلام اليقظة التي تهيئ لهم أنفسهم وقد فازوا بثروة عظيمة كتلك التي امتلكها الأمراء العباسيين. وهذا معناه ببساطة انتظار هذه السعادة أو المال والقدرة أن يأتوا إليهم وهم راقدين على ظهورهم.
فأين أنت من هذا السؤال؟ كيف ستجيب عليه؟ ألا توافقنا على أن الإجابة الصحيحة على السؤال ذي الشقين ضرورية لتحقيق النجاح والسعادة في الحياة؟ فكما تقول الحكمة القديمة والشهيرة،
إذا كنت لا تعرف إلى أي ميناء تبحر فإن كل الرياح غير مواتية."
سينيسا - القرن الرابع قبل الميلاد




من كتاب"الطريق الى مكة"


[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]