تلجأ كثير من المنظمات إلى تصميم برامج للتدريب، وتخصيص موارد مالية عالية لها؛ وذلك بسبب اعتقاد هذه المنظمات بضرورة هذه البرامج، وتخطيء بعض المنظمات في هذا السعي؛ وذلك بسبب عدم استناد تصميم البرامج إلى حاجة فعلية للتدريب. ومما يزيد الأمر سوءًا، أن هناك اعتقادًا لدى المنظمات ورجال الإدارة، بأن التدريب يمكنه أن يحل مشاكل انخفاض الأداء والإنتاجية، في حين أن كثيرًا من هذه المشاكل يمكن حله بأساليب أخرى غير التدريب، لذلك فإن تحديد الحاجة إلى التدريب، ينبغي أن يستند إلى تشخيص سليم لأسباب المشكلات، التي تعاني منها المنظمة، ويعاني منها الأفراد. ويمكن البدء بالقول بأن الحاجة للتدريب تظهر؛ بسبب وجود قصور معين في الأداء، ولتوضيح هذه الفكرة، من المهم أن نتعرف على الاعتبارات التالية: 1. الأداء المطلوب، أو المستهدف. 2. الأداء الفعلي. 3. الفرق بين الأداء المطلوب والفعلي، أو ما يسمى بالقصور، أو العجز. ويمكن التعبير عن هذه العلاقة كالآتي: القصور أو العجز في الأداء = الأداء المطلوب – الأداء الفعلي. ويرجع القصور في الأداء لسببين، وأحد هذين السببين هو الذي يحدد الحاجة للتدريب، في حين أن السبب الآخر لا يحدد الحاجة للتدريب، ولتوضيح هذا نسوق فيما يلي هذين السببين: 1. لا يعرف، أو لا يفهم الأفراد طريقة الأداء المطلوبة، ويسمى هذا القصور بقصور في المعلومات، أو في المهارات، ويعتبر هؤلاء الأفراد بحاجة للتدريب. 2. هناك ما يعوق الأفراد، بالرغم من معرفتهم بطريقة الأداء المطلوبة، من تنفيذ العمل، ويسمى هذا القصور بقصور في إمكانيات الأداء، ويرجع هذا لأسباب منها مثلًا: 1) سوء تصميم الوظائف. 2) عدم توافر الإمكانيات. 3) سوء ظروف العمل. 4) عدم كفاية أنظمة الحوافز وغيرها. وهذا القصور لا يعالج بالتدريب، وإنما يعالج بتلافي، أو السيطرة على الأسباب المؤدية إليه.