ولكي نكون أكثر تحديدًا ودقة، أقدم لك خمسة أسباب شائعة تجعل المدراء يتجنبوا التغيير: 1. الشك:
فالمدير دائمًا ما يتوقع الخسارة التي قد تنجم عن حدوث التغيير، وهو دائمًا يردد (لا جدوى من ذلك) أو (لقد جربنا ذلك من قبل)، ولكي يجعل من حوله يشعرون بنفس شعوره، نجده يذكر الأسباب التي سوف تجعل التغيير يؤدي إلى الفشل، لقد كان شكسبير محقًا حينما قال: (أن شكوكنا تخوفنا، وتجعلنا نخسر الأشياء التي كان بإمكاننا أن نكسبها، لو لم نخشى الإقدام على المحاولة). 2. المخاطرة: (لا يقاس النجاح بالمنزلة التي وصل إليها الإنسان في الحياة، ولكن بالعقبات التي يجب عليه تجاوزها بينما يحاول تحقيق النجاح)
بوكر تي. واشنطن
نجد أن المدير يركز اهتمامه على ما يفقده من وقت ومال لإحداث التغيير، فمثلًا قد يحسب أنه لإنشاء ثلاث مناطق جديدة، سوف يحتاج إلى 3 أشخاص، تكلفة كل واحد منهم 25 ألف ريال سنويًا، هذا مع إمكانية أن يحقق كل منهم 15000 ريال. فقد يفكر المدير في المخاطر، التي تكمن في إنفاق هذا المبلغ من المال، وليس في المخاطرة بعدم الإنفاق، وكما قال جون كيندي: (إن أي برنامج عمل ينطوي على الكثير من المخاطرة والتكلفة، لكنها أقل بكثير عما قد ينجم عن الأعمال المريحة الآمنة من سلسلة الأخطار، والتكاليف طويلة المدى). 3. التعود:
(ليس هناك ما هو أقوى من العادة)
أوفيد
في محيط العمل قد تسمع من يقول: أننا نتبع طريقة معينة في العمل هنا، ولا يمكننا تغييرها، أو مثلًا أننا نعمل بنفس الطريقة لمدة 20 عامًا، فكيف تريدنا أن نغيرها الآن؟، أو أن الكمبيوتر وُجد للكسالى، أما نحن فنستطيع أن نؤدي عملنا وننجزه دون الحاجة إلى الكمبيوتر. 4. الخوف:
(من يعيش في خوف لن يكون حرًا أبدًا)
هوراس
إن الخوف شعور طبيعي، وقد يكون مفيدًا في بعض الأحيان، لكن إذا أصبح الخوف عائقًا أمام استغلال قدراتنا، فإن علينا مواجهته والإنتصار عليه، فشعور المدير بالخوف قد يمنعه من قبول التغيير، ويجعله يفعل أي شيء لإيقافه، فهو لن يشتري آلة جديدة، ويقوم بأي تغيير إلا إذا كان من أجل أن يتجنب أي خسارة. 5. الرفض الإجتماعي: من أهم أسباب عدم رغبة بعض المدراء في إجراء التغيير، هو قلقه من أن يبدو سخيفًا مضحكًا أمام الآخرين، وأن يتعرض لرفض المجموعة، ومن ثم فإنه يبحث عن التأييد من الجميع، حتى يقوم بتنفيذ التغيير. يتركز انتباه هذا النوع من المدراء على اعتقاد الناس فيه، فإذا ما لاحظ شخصين يتحدثان معًا، فإنه يعتقد على الفور أنهما يتحدثان عنه وعن مدى سخافته. هل تتذكر اسم أشهر آلة لعد النقود، والتي كانت سائدة الاستخدام في فترة الستينيات والسبعينيات؟ إذا أجبت بأنها (NCR) فأنت محق تمامًا، لكنها لم تعد في مركز الصدارة الآن، هل تعرف السبب؟ هذا لأن القائمين عليها رفضوا التغييرات التكنولوجية التي حدثت في مجال الآت عدْ النقود إلكترونيًا، فاستطاعت شركة أخرى أن تقفز إلى السوق، وتحتل المركز الأول.