ويمكننا التعبير أيضًا عن نفس المعنى (دوائر التأثير والهموم)، بتقسيم التحديات التي نتعرض لها في حياتنا إلى ثلاثة أنواع، وهي: 1. تحديات تقع تحت السيطرة المباشرة. 2. تحديات تقع تحت السيطرة غير المباشرة. 3. تحديات ليس لنا عليها أي نوع من السيطرة. النوع الأول: تحديات تقع تحت سيطرتك المباشرة: وهي الخاصة بتصرفاتك الشخصية، كعيب فيك تبغي إصلاحه مثلاً أو ردود أفعالك تجاه المواقف المختلفة أو طريقتك في الاستجابة للضغوط والتعامل معها. النوع الثاني: تحديات تقع تحت السيطرة غير المباشرة: وهي التي تتعلق بتصرفات الآخرين كسلوك سيئ في أحد زملائك في العمل أو من أحد إخوانك تبغي تغييره بضده، أو عدم وجود تكاتف بينك وبين فريق عملك، أو سوء أخلاق أحد أبنائك. النوع الثالث: تحديات ليس لنا عليها أي نوع من السيطرة: سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، مثل تلك المتعلقة بالماضي أو أمور خارجة عن نطاق إرادتك، كلون بشرتك أو المناهج الدراسية المفروضة عليك في المدرسة أو الجامعة، أو تلك المصائب والكوارث الطبيعية التي تحدث وليس لنا عليها أي سلطان كالزلازل والبراكين مثلًا. ولكي ترتقي ذروة سنام النجاح فعليك أن تواجه مشاكل النوع الأول، وذلك بتغيير تصرفاتك إلى الأفضل قبل أن تطلب من غيرك أن يفعل ذلك. ثم تواجه مشاكل النوع الثاني وذلك بتغيير طريقة تعاملك مع الآخرين ومحاولة اكتساب المهارات التي تؤهلك للتأثير فيهم وتغييرهم للأفضل. وأما المشاكل التي من النوع الثالث فعليك أن تتقبلها كما هي وأن تتعلم كيف تتعايش معها بنفس راضية حتى لا تؤثر في معنوياتك أو قدرتك على مجابهة غيرها من المشكلات التي تستطيع أن تفعل بإزائها شيئًا. ولقد أوجز لك النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدرس الإلهي بعد إذ وعاه جيدًا وزادك عليه بهذا النص النبوي الثمين: (استعن بالله ولا تعجز، ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، وكذا فإن 'لو' تفتح عمل الشيطان) ([1]). فتجابه مشاكل النوع الأول والثاني بأن تستعين بربك عليها ثم بما أتيح لك من أسباب عبر دائرة تأثيرك، وأما المشاكل التي خرجت عن سيطرتك، فإن الحزن عليها من قبيل البكاء على اللبن المسكوب، فسلم فيها بقضاء ربك، وارض بها وتعايش معها كواقع، واحذر أن يحاصرك الشيطان فيها بسلاح "لو" فيصيبك بعجز أو إحباط. أما إذا أنفقت جهدك ووقتك في العمل على أشياء لا تستطيع السيطرة عليها كمشاكل النوع الثالث فسوف تشعر بالمزيد من عدم التحكم في نفسك وسيورثك هذا شعورًا بأنك ضحية لمجموعة من الظروف الخارجة عن إرادتك مما سيعمق فيك الصفات السلبية ويطرد من نفسك بقايا الإيجابية التي أودعها الله فيك كما أنه لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى إصلاح هذه المشاكل. وكما قالت هيلين كيلر: (لقد أعطاني الله الكثير جدًّا من النعم، وليس لدي وقت للتفكير فيما حرمني منه) ([2]). ولا تنس! أنه مع الوقت وبالتركيز على دائرة نفوذك فإنها ستتسع شيئًا فشيئًا وستزيد قدارتك وإمكاناتك شيئًا فشيئًا لتجد نفسك بعد فترة من الوقت تستطيع التحكم في بعض مشاكل النوع الثالث كما فعل الزعيم الراحل غاندي فيما ذكرناه عنه سابقًا. تدريب عملي 1- اختر خمسة من أبرز التحديات التي تواجهك الآن في حياتك. 2- صنف كل واحدة من هذه التحديات تحت أحد الأصناف الثلاثة: أ*- تحديات تقع تحت السيطرة المباشرة. ب*- تحديات تقع تحت السيطرة غير المباشرة. ت*- تحديات فاقدة للسيطرة. 3- ابدأ بالتحديات التي تقع تحت السيطرة المباشرة، فضع مجموعة الخطوات التي ستتخذها لمواجهة هذه التحديات. 4- اسأل نفسك فيما يتعلق بالتحديات تحت السيطرة غير المباشرة: ما هي الأدوات والمهارات التي احتاجها لكي أزيد من نسبة تأثيري في هذه التحديات؟ وقم بتسجيل هذه الأدوات والمهارات في ورقة، ثم ضع مجموعة من الإجراءات لتحصيل هذه الأدوات والمهارات. 5- ضع لنفسك مجموعة من الأسباب تعطيك القوة لعدم الاكتراث بالتحديات الخارجة عن السيطرة وتقبلها كما هي. جدول التدريب العملي
التحدي نوعه كيف سأتصرف حياله
1-................................... 2.................................... 3-.................................. 4-................................... 5-...................................