د.عبداللطيف العزعزي
التغيير سنة كونية تخضع له كل المخلوقات برمتها، والإنسان تحدث له تغييرات كثيرة، جسدية ونفسية وفكرية، وفي مجال التطوير الذاتي دائماً ما نوجه الفكر لإحداث التغيير من الداخل كقوة ذاتية يمتلكها الإنسان، وقد قال المولى عز وجل في كتابه الحكيم: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ، والتغيير من الداخل هو جوهر التغيير في البشر وهو العامل الأساسي لمعظم المتغيرات في حياته، بعيداً عن الحجج والشماعات التي تستهوي بعض الناس ممن يسقطون عجزهم وفشلهم وعدم تقدمهم وعدم نجاحهم إلى الآخرين وإلى الظروف والأوضاع التي ألمت بهم. ولا يدرك حقيقة التغيير الداخلي وأثره إلا من خاض التجربة وسعى بصدق وجد ولمس النتائج. وطالما أن التغيير يحدث من داخل الإنسان، فالأولى أن يعتمد على نفسه في ذلك والمضي قدماً في تجسيده وجعله حقيقياً وقوياً يراه الجميع ويشهد به كل من حوله. والحياة مليئة بالكثير من الناجحين ممن حققوا ذواتهم عندما ركزوا عليها
جاءني سؤال عبرفيسبوك يقول: الإشكالية التي نُصادفها عندما ننوي التغيير هي عدم المداومة عليه، فكيف لنا أن نستمر؟ فالجواب عن هذا السؤال يأتي من خلال الإجابة عن الأسئلة الآتية:
هل لنية التغيير هدف وغاية؟
هل تمت النية وفقاً لموقف عارض أم أنها جاءت بعد تأمل في الحال الذي أنت عليه والوضع الذي تعيشه وتعيش تبعاته عليك؟ هل أنت فعلاً محتاج للتغير أم أنها فكرة استهوتك كأن تكون موضة، كما يقول المثل “حشر مع الناس عيد”؟ هل حسبت حساب التغيير بشكل صحيح، وخططت له بوعي؟
هل تجد متعة في الخطوات الأولى التي أخذتها نحو التغيير؟ هل التغيير الذي أنت في صدده أو قمت بتنفيذه له صلة بشخص ما أم لا؟
إن هذه الأسئلة تكشف لنا حقيقة مولدات التغيير وعمقه في النفس البشرية وتمكننا من تحليل سلوك الناس وتصرفاتهم تجاهه
دار حديثٌ بيني وأحد الأصدقاء عن موضوع ما، فقلت له أثناء الحديث: هل تود إنقاص وزنك؟ فقال لي “لقد بدأت في ذلك منذ زمن”. فسألته: “وما الذي اتبعته في ذلك؟” فأخذ يشرح لي المسار الذي اتخذه في ذلك لهذا الهدف ولأمور أخرى، فقد كان “التغيير” هو المحور الأساسي، حيث قال: “لقد غيرت نوعية الأكل، وغيرت كل شيء في حياتي، بما في ذلك أسلوب حياتي ومنهاجها وأسلوب تعاملي مع الناس، حيث كنت متساهلاً جداً وكنت دائماً لا أعارض أحداً ولا أرفض لأحد طلباً، وكنت دائماً أقول للآخرين: “نعم .. حاضر .. إن شاء الله” أما الآن فقد بلغ بي التغيير درجة أن أقول لبعضهم “لا” فقط لمجرد أن أتعود على قولها
وكذلك غيرت بيئة عملي ومجال وظيفتي، ومن وقت لآخر أغير طريقة وضع مكتبي وشكله. كما غيرت نوعية الأصدقاء الذين أجلس معهم وكذلك الخياط الذي يفصل لي ملابسي وطريقة حلاقة لحيتي. وبلغ بي التغيير أن غيرت نوعية العدسات التي استخدمها. وأنا الآن أشعر بالسعادة
كثيرة في حياته للوصول للسعادة، فماذا عنك أنت؟ عزيزي القارئ هكذا وجد هذا الصديق أن عليه تغيير أشياء
هل لا تزال تفكر في هذا الموضوع؟ إن كنت كذلك فلا تنس أن تخطط لحياتك بشكل أفضل