أهم الوسائل الناجحة للاستفادة من الأفكار
ومن صفات الأفكار أنها تولد وترد على ذهنك في لحظات سريعة خاطفة، ويجب عليك أن تتعامل (تتعاملي) معها كي تستفيد (تستفيدي) منها بأحد الوسائل الناجعة.. من أهمها:
1- رسخ (رسخي) في نفسك أن قيمتك الثقافية والاجتماعية بين الناس تبنى على ما تطرحه من أفكار، فإن كانت أفكارك ذات قيمة فستكون ذات قيمة في مجتمعك، وإن كانت العكس فستكون قيمتك بحجم ما تطرحه من أفكار! وهنا تظهر أهمية اصطياد الأفكار وتدوينها والاحتفاظ بها.. فهي تمثل لك رصيدًا لا ينفد.. يعينك على الاحتفاظ بمكانتك اللائقة داخل مجتمعك. وفي كثير من الأحيان تعود الأفكار المتميزة على صاحبها ليس فقط بالنفع المعنوي، بل بالنفع المادي أيضًا إذا استغلها في ابتكار ما، وحصل من خلاله على براءة اختراع مثلًا..! فمن المعلوم أن كل الاختراعات تبدأ بفكرة تمر على ذهن المخترع.. والفرق بين المخترع وغير المخترع أن المخترع يتشبث بالفكرة التي قد يراها غيره فكرة تافهة لا تساوي التمسك والاحتفاظ بها، بل قد يرى - غير المخترع - أن التمسك بها ضرب من ضروب الجنون.. ولكن بعد حين نرى أن هذه الفكرة البسيطة قد تحولت - بإرادة الله - ثم بجهود المخترع ودأبه وراءها إلى شيء مادي ملموس على أرض الواقع نافع للبشرية.. فما الطائرات - على سبيل المثال- التي لا تستطيع البشرية الاستغناء عنها الآن إلا فكرة وردت على أذهان أناس لديهم صفات ودأب المخترعين تمسكوا بها، واجتهدوا وعملوا على تحقيقها، فكانت حقيقة وواقعًا وفائدة عظيمة للبشرية جمعاء.
2- احتفظ (احتفظي) في جيبك بقلم ومفكرة، أو ورقة صغيرة، وسارع بتدوين أي خاطرة أو فكرة تخطر بذهنك، ولا تدقق في أهمية هذه الخاطرة، بل دونها ثم ابحث في أهميتها في وقت لاحق. وفي هذا يقول أحد الشعراء: «أحتفظ دائمًا في جيبي بورقة وقلم، بل وبجوار سريري أيضًا، فكثيرًا ما تأتيني فكرة قصيدة، وتنهال على ذهني أبياتها، وإن لم أكتبها في لحظتها تاهت مني الفكـرة، وتلاشـت من ذهـني الأبيات».ويقول أديب - قاص - آخر: «كثيرًا ما حـرمت أفكـارًا جيدة لقصص قصيرة، بسبب عدم اكتراثي بأدوات حفظها، من تدوين ورقي أو آلي عن طريق الكمبيوتر، وكنت أظن أن هذه الأفكار كما أتت ستعود وكان ظنًا واهمًا واهيًا، حيث فطنت أن الذاكرة لا تحتفظ كثيرًا بما لا أعينها على الاحتفاظ به من تركيز وتدوين».
3- أن تركز (تركـزي) في هذه الأفكار، وتسلطي كل طاقاتك الذهنية عليها، وتسيري وراءها، وتفكري في أسبابها، وما ترمي إليه من نتائج، بحيث تترسخ هذه الأفكار في ذاكرتك، التي ستسعفك بهذه الأفكار دون شك عند العودة إليها طالبة استرجاعها.