تعتبر وظيفة المستخدمين من الوظائف اللوجستيكية للمؤسسة, فمهمتها تكمن في تزويد الوظائف الأخرى, لاسيما الحيوية منها, كوظيفة الإنتاج ووظيفة التوزيع, بالإطارات العلية وإطارات التحكم وأعوان التنفيذ التي هي في حاجة إليها كما وكيفا, ومتابعة حياتهم المهنية.
والجدير بالذكر أن الاهتمام بهذه الوظيفة حديث, حيث لم تخط هذه الأخيرة بالدراسات الجادة من قبل الإختصاصيين إلا بعد الحرب العالمية الثانية.
ومرت وظيفة تسيير المستخدمين بعدة مراحل يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
1/ من العصر الوسيط إلى بداية القرن ال20:
لا توجد وظيفة المستخدمين قبل الثورة الصناعية. كان الناظر يقوم وحده بتشغيل العمال بحيث تكون الورشة أو المصنع في حاجة إليهم وتتكفل المديرية بتوظيف الإطارات وبدفع الأجور وتقوم بعملية المحاسبة.
وخلال النصف الثاني من القرن ال19 أنشأ بالمصنع منصب كاتب اجتماعي مهمته الأساسية التصدي للمشاكل الواسعة النطاق التي واجهت أرباب العمل.
2/ من بداية القرن ال20 إلى نهاية الحرب العالمية:
تحولت المكاتب الاجتماعية إلى مصالح علاقات إنسانية وأصبح لها قانون إطار. دورها هو القيام بعمليات التوظيف وتسديد الأجور وتحسين محيط العمل. فإن دراسات أوتن مايو وعلما النفس والاجتماع زادت من أهمية تلك المصالح.
3/ من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى سنة 1960:
تميزت هذه المرحلة بنشاط العلاقات الصناعية ونمو النقابة الجماهيرية وكذا تطور الجمعيات المهنية. وأعطية الأولوية إلى التكوين وللمزايا الاجتماعية.
4/ من 1960 إلى 1980:
عرفت العلاقات الإنسانية نضج أكبر في العلاقات الإنسانية بينما انخفض دور النشاط الصناعي. كما عرف تشريع العمل أهمية أكبر.
ومع تطور الإعلام الآلي واستعماله, لاسيما في تسديد المرتبات تحسنت أكثر العلاقات الإنسانية متأثرة بتطور العلوم السلوكية.
5/ من الثمانينات إلى يومنا هذا:
أصبحت لوظيفة الموارد البشرية نفس الأهمية كالوظائف الأساسية بل اعتبرت وظيفة إستراتيجية واشتملت على مهام جديدة كتسيير المهن والتحفيز في العمل وحساب المردودية والرسكلة, والصحة والأمن في العمل والتقاعد وظهرت خلال هذه المرحلة العديدة من المرافق المتخصصة لدى التنظيمات الكبرى. كما تم خلال إعادة هيكلة المؤسسات وتحول جذريا دور وظيفة المستخدمين لتحل محلها وظيفة تسيير الموارد البشرية.