أصبح تحديد أصول المنظمة، وخاصة أصولها الفكرية: مثل المعرفة المعبر عنها في صورة، معادلة أو سر تجاري، أو اختراع، أو برنامج، أو عملية، من الأمور الحرجة لرؤية المنظمة ولخطتها الإستراتيجية، و سعيها لتحقيق ميزة تنافسية. لذلك أصبحت المنظمات المعتمدة على المعرفة، حيث يتحدد مستقبلها بما لديها من أفكار، تهتم اهتماما كبيرا بهذه الأصول الفكرية، و التي أصبحت قابلة للقياس، كما أصبحت هذه الأصول شرطا أساسيا لاستثمارات المنظمة النقدية، واستثماراتها في المباني و المعدات. فاستخلاص وقياس القيمة الحقيقية للمعرفة، أصبح ضروريا للمنظمات التي لديها أسرار المعاملات وبراءات الاختراع، و العلامات التجارية المميزة. ومثل هذه الأصول أصبحت الركيزة الأساسية لبقاء و تنافسية المنظمة في مجال الأعمال في ظل عصر المعلومات، حيث قد تفوق قيمة الأفكار المبتكرة، قيمة الثروات المادية للمنظمة.
لذلك أصبح لزاما على المنظمات أن تحدد رأسمالها الفكري، وتتعلم كيفية تحويله إلى أرباح، أو إلى وضع إستراتيجي وميزة تنافسية، ومن ثم يجب أن تبحث المنظمات عن الثروات الفكرية و المهارات و الأفكار الإبداعية و المبتكرة الكامنة في مواردها البشرية، وغير المستغلة، حتى يمكنها الاستثمار فيها، لاستخلاص قيمة أعلى من خلال تنميتها، وتحويلها إلى أرباح، أو إلى مركز إستراتيجي أفضل، أو لتحقيق ميزة تنافسية في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
إن مفهوم رأس المال من المفاهيم الاقتصادية و التي تتضمن الأرض و العمالة و رأس المال. وقد اقتبس هذا المفهوم ليطبق في مجال العلوم الاجتماعية و الإدارية، حيث أطلق على مجموعة المهارات و الخبرات و التعليم المتراكمة في العنصر البشري، اصطلاح رأس المال البشري. ومازال التطور مستمرا، حيث تحول الاهتمام في مرحلة عصر المعلومات إلى التركيز على رأس المال الفكري. و الذي يتضمن التركيز على القوى الذهنية كأصل من أصول المنظمة غير المادية، و التي تؤثر على ربحية المنظمة تماما كأصولها المادية.
فرأس المال الفكري هو " تطبيقات الخبرة، تكنولوجيا المنظمة، العلاقات مع الزبائن و المهارات الاحترافية و التي تمنح المنظمة ميزة تنافسية."(1)

وبصفة عامة يمكن القول أنه " المعرفة التي يمكن تحويلها إلى أرباح."(2)
و يعرف كذلك بأنه "مجموع كل ما يعرفه كل فرد في المنظمة و يحقق ميزة تنافسية في السوق."(3)
إلا أنه عند تعريفه بصورة دقيقة قد لا نصل إلى تعريف واضح ومحدد. فقد تطلق مسميات مختلفة على رأس المال الفكري مثل: رأس المال البشري، رأس المال الثقافي، رأس مال العلاقات، وما إلى غير ذلك من المسميات.