واحدة من المهام الأساسية لإدارة المعرفة في منظمات الأعمال هي تحديد وقياس وتقييم وصيانة وتنمية رأس المال الفكري في المنظمة . إن رأس المال الفكري أصبح متغيرا مهما ذا تأثير كبير على نجاح أو فشل منظمة الأعمال وخاصة المعرفية منها إذ ينعكس ذلك على قيمة المنظمة ( الشركة ) السوقية وربما هذا دفع المعنيين إلى الإهتمام المتزايد برأس المال الفكري .
وتقسيمات ومكونات رأس المال الفكري وقياسه ومن هذه التقسيمات الآتي : *أ. تقسيمات ( Despres & Channvel ) : يرى الكاتبان أن رأس المال الفكري يتكون من أربعة مكونات وما يتفاعل معها من أجل خلق القيمة وهذه العناصر هي : أولا : رأس المال البشري ( Human Capital ) : ويشير إلى الموارد البشرية للشركة بما فيها المعرفة ، سر الصنع ، التي يمكن تحويلها إلى قيمة . وهذا يوجد لدى الأفراد ، النظم والقواعد والإجراءات التنظيمية التي تستخدمها الشركة . ثانيا : رأس المال الهيكلي ( Structural Capital ) : وهذا يشير إلى تسهيلات البنية التحتية للشركة . ثالثا : الموجودات العملية ( Business Assets ) : وهي رأس المال الهيكلي للشركة الذي يستخدم لخلق القيمة من خلال عملياتها التجارية مثل تسهيلات العمليات وشبكة التوزيع . رابعا : الموجودات الفكرية : وهذه تعود للأصول الفكرية للشركة التي بموجبها تحتاج الشركه إلى الحماية القانونية . *ب. تقسيم ( Mckenzie & Winkelen ) : هذان الكاتبان وضعا المعادلات التالية لتوضيح تقسيمها لمكونات رأس المال الفكري . Intellectual Capital = Human Capital + Structural Capital رأس المال الفكري = رأس المال البشري + رأس المال الهيكلي ، حيث : Structural Capital = Customer Capital + Organizational Capital رأس المال الهيكلي = رأس المال الزبوني + رأس المال التنظيمي ، حيث Organizational Capital = Innovation Capital + Process Capital رأس المال المنظمي = رأس المال الإبتكاري + رأس مال العملية ، حيث : Innovation Capital = Intellectual Property + Intangible Assets ج. تقسيم ( Edvinson & Malone ) : وقد تضمن خمس مجموعات هي : أولا : مقاييس الجوانب المالية : ثانيا : الجوانب الفكرية لرأس المال وهي أربعة وكما يلي : 1- رأس مال العملية 2- رأس مال الزبون 3- رأس مال التجديد والتطوير 4- رأس المال البشري د. تقسيم ( Sveiby ) : ويقسم أصول رأس المال اللاملموس ( الفكري ) إلى : أولا : أصول الهيكل الداخلي لرأس المال . ثانيا : أصول الهيكل الخارجي لرأس المال . ثالثا : أصول الهيكل البشري لرأس المال .


الجدول ( 2 ) : مكونات رأس المال الفكري
نوع رأس المال
المكونات
الهيكل الخارجي
التحالفات والعلاقات مع الزبائن ، الشركاء ، الموردون ، والمستثمرون والإستراتيجيون ، الجماعة المحلية ، وكل ما يتعلق بالتميز والسمعة .
الهيكل البشري
القدرات ، المعارف ، المهارات ، الخبرات الفردية والجماعية ، قدرات حل المشكلات تبقى لدى الأفراد في الشركة .
الهيكل الداخلي
الأنظمة والعمليات التي تحقق الرافعة التنافسية وما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات ، النماذج لكيفية القيام بالأعمال ، ولقواعد البيانات ، والوثائق ، حقوق النشر ، والمعرفة المرمزة الأخرى .
هـ. تقسيم ( Malhorta ) : والذي قسم رأس المال إلى المكونات التالية : أولا : رأس المال الزبوني ثانيا : رأس مال العملية ثالثا : رأس المال البشري رابعا : رأس مال التجديد والتطوير و. تقسيم ( Stewart ) : وهذا التقسيم يعتبر الأكثر شيوعا استنادا لأدبيات الموضوع المتداولة حاليا حيث قسمه إلى : أولا : رأس المال الهيكلي ثانيا : رأس المال الفكري ويتكون من : · رأس المال البشري · رأس المال الهيكلي · رأس المال الزبون
ونظرا لكون هذا التقسيم أكثر شيوعا سنتناوله بشيء من التفصيل والإسهاب وكما يلي : أولا : رأس المال الهيكلي ( Structural Capital ) : إن رأس المال المادي ( المالي ) هو الذي يصنع الوجود المادي للشركة وقيمتها الدفترية بموجب الإجراءات والقيود المحاسبية فإن رأس المال الفكري بالمقابل هو الذي يصنع قيمة الشركة السوقية ويصنع مكانتها وسمعتها . وإذا كان رأس المال الهيكلي يصنع معرفتها الصريحة التي توجد عادة في هياكل وأنظمة وإجراءات الشركة فهو يمثل كل قيم الشركة التي تتداولها داخليا . ثانيا : رأس المال البشري ( Human Capital ) : وهو المعرفة التي يمتلكها ويولدها العاملون مثل ، المهارات والخبرات والابتكارات وعمليات التحسين والتطوير . لقد عرف ( Edvinson & Malone ) رأس المال البشري بأنه مجموع مهارات ، خبرات ، ومعرفة العاملين بالشركة . وكمثال على ذلك فإن رأس المال البشري لشركة
(
IBM ) مثلا يتكون من الطرق المنهجية لتطوير البرمجيات ، أدوات إدارة المشروعات ، قواعد التطوير للمهندسين ، المحللين والمبرمجين إضافة إلى طرق إدارة المبيعات ، مواصفات المنتج ، مساقات التدريب وقواعد بيانات التسويق . لقد كشفت الدراسات الميدانية أن ( 15 ٪ ) فقط من الشركات تقوم بتكميم رأسمالها البشري وإحتسابه محاسبيا . لقد تطورت نظرية وأسس راس المال البشري في عقد الستينات وتقوم على أن الأفراد في الشركة هم مصدر تعظيم ثروتها ( Wealth Maximizers ) وبذلك فإن هذه النظرية وجهت الأنظار بشكل مكثف نحو العاملين من ذوي الخبرة العالية والمهارة كونهم يمثلون رأس المال البشري في الشركة الذي يلعب دورا في تحقيق النتائج الإيجابية للشركة لا يقل عن دور رأس المال المادي وأن الإنفاق على تعليمهم وتدريبهم إنما هو إستثمار له مردود وليس نفقة غامضة لا مردود لها . لا شك أن رأس المال البشري له أهمية كبيرة في نشاط أي شركة ولكن يجب مراعاة الجوانب الآتية : *أ. أن أهمية رأس المال البشري لا تكمن في مدخلاته وإنما في مخرجاته فمثلا مخرجات التعليم العالي متاحة لكل الشركات المتنافسة ولكن العبرة بتلك الشركات التي تحقق بهم مزايا فريدة على صعيد النتائج عند إستخدامهم . *ب. إن البعد الكمي في عدد العاملين وسنوات الخدمة وغيرها لا تكون أبعاد حاسمة في تميز عمل الشركة وتفوقها على غيرها من الشركات المنافسة وإنما يجب البحث عن الأشخاص الموهوبين ( Talented People ) وربما هذا هو سبب دقة إجراءات اختيار المتعينين الجدد في الشركات وهناك ما يسمى عملية إجتذاب المواهب بالحرب ( War For Talent ) . إن أهم الجوانب التي يجب أن تهتم الشركة بها لتنمية رأسمالها البشري هي : 1. إستقطاب أفضل المواهب البشرية : أي أن تكون الشركة ذات نظام فعال في عملية الإختيار ، الإختبار وإستخدام العاملين الجدد وتوفير أسس التعلم ونقل الخبرة بين الأجيال المتعاقبة من العاملين . 2. إغناء رأس المال البشري . وذلك يتم من خلال تشجيع العاملين وتحفيزهم على الإنضمام لبرامج التدريب وتشارك المعرفة وإكتسابها وتوزيعها داخل الشركة . 3. المحافظة على العاملين المتميزين : ويتم ذلك بتوفير نظم وأساليب الإدارة القائمة على الثقة وتشجيع الإبداع والأفكار الجديدة . 4. إيجاد بيئة التعلم : تتميز الشركات المعرفية بأن رأسمالها في عقول العاملين الذين يغادرون الشركة في نهاية اليوم والذين يمكن أن تستقطبهم شركات منافسة أخرى ولذلك لابد من إيجاد أسس لتقوية وترسيخ قواعد الولاء المنظمي . ثالثا : رأس المال الزبوني ( Customer Capital ) : هذا هو القيمة التي يفرزها مستوى رضا الزبائن وولاؤهم والموردين والجهات الخارجية الأخرى وما استطاعت الشركة من بنائه من علاقات متميزة مع هذه الأطراف . إن هذه العلاقات التي تبنى بين الشركة وعناصر بيئتها الخارجية ذات أهمية كبيرة وقيمة حيوية إستنادا لما يلي : 1. إن الزبائن هم من يدفع فاتورة الشركة لأن المهمة الأولى لأي شركة هي إنشاء أو إيجاد أو بناء زبائنها بالسوق وإيجاد أسس العلاقة المتميزة معهم . 2. إن الولاء الذي تكسبه الشركة بالعلاقة الجيدة مع زبائنها يحقق لها زيادة في العائد إذ تشير الدراسات إلى أن معاودة الزبون على شراء منتجات الشركة بنسبة ( 5 ٪ ) يزيد من أرباح الشركة بنسبة لا تقل عن ( 25 ٪ ) .