ركائز تنمية الموارد البشرية في المملكة :
تستند تنمية القوى البشرية في المملكة إلى مجموعة متكاملة من الركائز تحدد الأسس والبرامج التي من خلالها يتم إعداد وتأهيل الموارد البشرية لتكون المحصلة هي مواطن ملتزم بمبادئ الإسلام ، وملم بالتراث الثقافي والحضاري ، وقادر على العمل ومتقنا له 0 ومن أهم هذه الركائز ما يلي : 1) الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها المنهج الشامل للحياة الذي ينظم السلوك الإنساني علما وعملا وخلقا ويوضح الحقوق والواجبات التي تمس المجتمع على مستوى الفرد والجماعة 0 وقد نصت المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم أ/90وتاريخ 27/8/1412هـ أن " المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " 0 وجاء في المادة الثالثة عشرة من النظام " يهدف التعليم الى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وإكسابهم المعارف والمهارات وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم محبين لوطنهم معتزين بتاريخه " 0 وتضمنت وثيقة التعليم الصادرة من اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1390هـ عن سياسة التعليم في المملكة أن " السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية تنبثق من الإسلام الذي تدين به الأمة عقيدة عبادة وخلقا وشريعة وحكما ونظاما متكاملا للحيــاة " 0 كما نصت المادة الأولى من نظام مجلس التعليم العالي والجامعات الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/8 وتاريخ 4/6/1414هـ على أن " الجامعات مؤسسات علمية وثقافية تعمل على هدى الشريعة الإسلامية ، وتقوم بتنفيذ السياسة التعليمية بتوفير التعليم الجامعي والدراسات العليا والنهوض بالبحث العلمي والقيام بالتأليف والترجمة والنشر وخدمة المجتمع في نطاق اختصاصها " 0 2) تعزيز مكانة الإنسان كقيمة التزاما بقوله تعالى " ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " ، وانطلاقا من هذا المبدأ تسعى برامج تنمية القوى البشرية في المملكة إلى تأكيد مكانة الإنسان في المجتمع وتمكينه من تنمية وتطوير سماته وقدراته من مختلف الجوانب الدينية والفكرية والخلقية والثقافية والاجتماعية والجسمية والعملية بصورة متوازنة وشاملة وتأهيله للقيام بواجباته كمواطن صالح في المجتمع 0 3) التكافؤ في الفرص حيث يتاح التعليم والتدريب لكافة الأفراد المجتمع مع الالتزام بالضوابط الشرعية مما يعطي المساواة أمام الذكور والإناث أسوياء أو معاقين وقد أشارت وثيقة سياسة التعليم إلى أن " طلب العلم فرض على كل فرد بحكم الإسلام ونشره وتيسيره في المراحل المختلفة واجب على الدولة بقدر وسعها وإمكانياتها " و" تقرير حق الفتاة في التعليم بما يلائم فطرتها ويعدها لمهمتها في الحيـــاة " و " التربية الخاصة والعناية بالطلاب المعوقين جسميا أو عقليا عملا بهدي الإسلام الذي يجعل التعليم حقا مشاعا بين جميع أبناء الأمة " و " العناية بالمتخلفين دراسيا والعمل على إزالة ما يمكن إزالته من أسباب هذا التخلف ووضع برامج خاصة دائمة ومؤقتة وفق حاجاتهم " 0 4) العمل على توفير متطلبات التنمية الاقتصادية فالسياسة التعليمية تستهدف ربط التربية والتعليم في جميع المراحل بخطة التنمية العامة للدولة ، كما وضعت خطط التنمية في أولويات أهدافها تنمية القوى البشرية والتأكد المستمر من زيادة عرضها ورفع كفاءتها لتلبية متطلبات الاقتصاد الوطني 0 5) ربط الفرد بالمجتمع وقيمه من خلال تبصيره بالتراث التاريخي والثقافي والحضاري للأمة الإسلامية والمجتمع السعودي وترسيخ أسس التماسك والتكافل الاجتماعي لديه وعلى ضوء ذلك يتم وضع المناهج والمقررات وفقا لمراحل زمنية تتناسب مع الفئات العمرية للأفراد 0 6) إتاحة فرص العمل لمخرجات التعليم والتدريب استنادا إلى الأصول المرجعية الإسلامية التي تقرر تقدير العمل والحث على إتقانه واعتباره وسيلة الكسب وتأدية الالتزامات نحو الأسرة والمجتمع 0