هل سبق وانهزمت في مناقشتك وشــــعرت أن الحق معك لكنك لا تعرف كيف توصـــل وجهة نظرك؟


أو هل سبق وتحولت مناقشــتك إلى معركة وجدانية حامية ربما تطورت إلى معركة بالألفـاظ ؟


هل شــعرت يوما أن الطرف الأخر في النقـــاش معك خرج صامتاً لأنه فقط يريدك أن تســكت وليس لأنه مقتنع بكلامك ؟


إذا سبق وحصل لك شيء مما سبق فاعلم انك لست مناقش جيد ولا تجيد بعض أصول المناقشة .. لأن النقاش فن راق وحساس لا يجيده الجميع وله أصــول خاصة إذ لا يجب أن نكثر منه إلا إذا شعرنا بأننا نود توضــيح وجهة نظر هامــة حول موضوع مفيد ، لأن النقاش في هذه الحالة يزيد ثقــافة الإنسان وإطلاعه أما إذا كان حول موضوع تافه أو غـير مهـم وشعرت أن النقــاش حوله لن يضيف جديدا فالأولى تركه وهذه النقاط السـتة ستساعدك بإذن الله على أن تكون مناقـش جيد عادل وقوي في نفس الوقت بحيث تستطيع إقناع الطرف الأخر بوجهة نظرك دون أن تسبب له جرحا أو إحراجا. وهي للتطبيق في الحياة اليومية :


- دعه يتكلم ويعرض قضيته :


لا تقاطع محدثك ودعه يعرض قضيته كاملة حتى لا يشعر بأنك لم تفهمه لأنك إذا قاطعته أثناء كلامـه فإنك تحفزه نفسـيا على عدم الاسـتماع إليك لأن الشخص الذي يبقي لديه كلام في صدره سيركز تفكيره في كيفية التحـــدث ولن يستطيع الإنصـات لك جيدا ولا فهــــم ما تقـوله وأنت تــريده أن يسمع ويفهم حتى يقتنـع كما أن سـؤاله عن أشياء ذكرها أو طلبك منه إعادة بعض ما قاله له أهميــــة كبيرة لأنه يشـعر الطرف الآخر بأنك تسـتمع إليه وتهتم بكلامه ووجـهة نظره وهذا يقـلل الحافز العدائي لديه ويجعله يشعــر بأنك عادل.



- توقف قليلا قبل أن تجيب : عندما يوجـه لك سـؤالاً تطلع إليه وتوقـف لبرهـة قبـل الرد لأن ذلك يوضح انك تفكر وتهتم بما قاله ولست متحفز للهجوم .


- لا تصر على الفوز بنسبة 100% :


لا تحــاول أن تبرهـن على صحة موقـفك بالكامل وان الطـرف الآخـر مخطئ تماماً في كـل ما يقــول . إذا أردت الإقنـاع فأقر ببعض النقـاط التي يوردها حتى ولو كانت بسـيطة وبين له انك تتفق معه فيها لأنه سيصبح أكثر ميلا للإقرار بوجهة نظرك وحاول دائما أن تكرر هذه العبـارة ( أنا أتفهم وجهة نظرك )، ( أنا اقدر ما تقول وأشاركك في شعورك ) .



- اعرض قضيتك بطريقة رقيقة ومعتدلة :



أحــيانا عند المعارضـة قد تحــاول عرض وجـهة نظـرك أو نقد وجـهة نظـر محدثك بشيء من التهويل والانفعال ، وهذا خطأ فادح ، فالشـواهد العلمية أثبتت أن الحـقائق التي تعـرض بهـدوء اشد أثرا في إقناع الآخرين مما يفعله التهـديد والانفعال في الكلام . وقد تستطيع بالكلام المنفعل والصراخ والاندفاع أن تنتصر في نقاشك وتحوز على اسـتحسان الحاضرين ولكنك لن تستطيع إقـناع الطرف الآخــر بوجـهة نظـرك بهـذه الطريقـة وسـيخرج صامتاً لكنه غير مقتنع أبدا ولن يعمل برأيك .


- تحدث من خلال طرف آخر :


إذا أردت اسـتحضار دليــل على وجــهة نظـرك فلا تذكر رأيـك الخـاص ولكن حاول ذكر رأي أشـخاص آخـرين ، لأن الطرف الآخر سيتضايق وسيشكك في مصداقية كلامك لو كان كله عن رأيـك وتجــاربك الشــخصية على العـكس مما لو ذكــرت له آراء وتجــارب بعـض الأشخاص المشهورين وغيرهم . وبعض ما ورد في الكتب والإحصائيات لأنها أدلة أقوى بكثير .
- اسمح له بالحفاظ على ماء وجهه :


لأن الأشخاص الماهرين والذين لديهم موهبة النقاش هم الذين يعرفون كيف يجعلون الطرف الآخــر يقــر بوجــهة نظـرهم دون أن يشعر بالحرج أو الإهانة ، ويتركون له مخرجا لطيفا من موقفـه ، إذا أردت أن يعـترف الطـرف الآخــر لك بوجـهة نظـرك فاتـرك له مجـالاً ليهرب من خـلاله من موقفه كأن تعطيه سببا مثلا لعدم تطبيق وجهة نظره أو معلومة جديدة لم يكن يعرف بها أو أي ســبب يرمي عنه المســؤولية لعـدم صـحة وجــهة نظــره مع توضـيحك له بأن مبدأه الأســاسي صحيح ( ولو أي جزء منه ) ولكن لهذا السبب ( الذي وضحته ) وليس بسبب وجهة نظره نفسها- فإنها غير مناسبة أما الهجوم التام على وجهة نظره أو السـخرية منها فسـيدفعه لا إراديا للتمسك بها أكثر ورفض كلامـك دون اســتماع له لأن تنازله في هذه الحالة سيظهر وكأنه خوف وضعف وهو مالا يريد إظهاره مهما كلف الأمر .