يقول أحدهم: "المطلوب إنجازه كثير جدًا.. وليس هناك الوقت الكافي .. أشعر أنني مضغوط ومتوتر طيلة اليوم.. كل يوم.. سبعة أيام في الأسبوع.. لقد حضرت برامج عديدة في إدارة الوقت.. وجرَّبت العديد من أساليب إدارة الوقت.. لقد ساعدني ذلك إلى حد ما.. ولكنني لا زلت أشعر أنني لا أعيش الحياة السعيدة التي كنت أتوق إليها".

ويقول الآخر: "إنني أخطط لنفسي جيدًا.. كل دقيقة تمرُّ.. كل ساعة.. لها عندي قيمة، عيناي لا تفارق معصمي، من شدة النظر إلى ساعة يدي، يقولون عني: إنني دقيق منضبط، لكني أتساءل في كل لحظة.. هل حقًّا أحقق ما أصبو إليه؟، بمعنى آخر: هل كل نشاطاتي القوية حققت آمالي؟".
وماذا تقول أنت؟!

إذا كنت ترى نفسك في هؤلاء فينبغي عليك أن تعيد النظر في طريقتك في إدارة وقتك، بمعنى آخر.. أن تغيِّر أداتك التي تستخدمها في إدارة وقتك.

لقد كان للدور الرائع الذي لعبه "مركز كوفي للقيادة" الأثر البالغ في تحويل أداة إدارة الوقت من الساعة فقط إلى الساعة والبوصلة.

- كلنا يستخدم الساعة في إدارة وقته؟ ولكن هل جرَّبت أن تستخدم البوصلة؟!

إن الساعة تعين في أوقات الطوارئ، وتُستخدم لقياس وقت النشاط؛ أما البوصلة فبها نحدد الاتجاه.. وعندما تحدد اتجاهك في الحياة سوف يعني ذلك أنك وضعت سلَّم نجاحك على الجدار الصحيح منذ البداية.

- هل تستخدم البوصلة أكثر أم الساعة؟

لا تتعجل في الإجابة قبل أن تشاركنا في هذا الاستبيان البسيط.

1- لديَّ رؤية واضحة لمستقبلي واتجاهي في الحياة:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

2- أبدأ مشروعاتي وأنا أدرك تمامًا النتائج المبتغاة منها:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

3- أجهِّز لكل أعمالي مبكرًا وأستعدّ للاجتماعات تمامًا.

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

4- أعمل لتحقيق أهداف بعيدة المدى، ولا أكتفي بالحلول السريعة ومعالجة المشكلات الطارئة.

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

5- أتأكّد أن كل من حولي يفهمون الغاية والقيمة الكامنة وراء كل أعمالنا:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

6- أستشعر وأحسّ بالمسئوليات وأستعد لها قبل وقوعها:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

7- لا أباشر أعمالاً يمكن أن يتولاها الآخرون أو يمكن تفويضها إليهم:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

8- أحدّد أولوياتي بحيث أقضي معظم وقتي مُركِّزًا على الأعمال والمشروعات الأكثر أهمية:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

9- ألزم نفسي بتنفيذ الخطط الموضوعة، وأتجنب التسويف والتأجيل والمقاطعات العشوائية:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

10- عندما أكلف الآخرين بمهمة أقوم بذلك قبل استحقاقها بوقت كافٍ، وأمنحهم وقتًا كافيًا لإنجازها:

q دائمًا q أحيانًا q نادرًا q أبدًا

•••أعطِ نفسك مائة درجة لكل إجابة دائمًا

•••ستًا وستين درجة لكل إجابة أحيانًا

•••ثلاثًا وثلاثين درجة لكل إجابة نادرًا

••• صفرًا لكل إجابة أبدًا

اجمع درجاتك ثم اقسمها على عشر، سوف تظهر لك نتيجتك منسوبة إلى مائة، وترى من خلالها كم أنت قريب إلى البوصلة

ولكن كيف نستخدم البوصلة؟!

الخطوة الأولى: حدِّد رسالتك وارتبط بها:

إن تحديد رسالتك في الحياة والارتباط بها يعني أنك تتولّى زمام القيادة لحياتك، ولا بدّ أن نوضِّح هنا الفرق بين "القيادة" و"الإدارة"، فالإدارة معناها أن تتولّى العناية بالأمور الحياتية اليومية التي تؤدي إلى تحسين الكفاءة والأداء، أو بمعنى آخر "كيف تحقق ما تصبو إليه من أهداف؟!". أما القيادة فهي أن تُحدّد أولاً ما هي هذه الأهداف؟

الإدارة أن تصعد السلّم بكفاءة،.. القيادة أن تعرف الغرض الذي من أجله تصعد السلم.

…ما هي الرسالة؟

أنت في الواقع لا تبتكر الرسالة التي تتبنَّاها؛ فقط تحس بوجودها، وتكرِّس حياتك من أجلها، وكتابة رسالتك هي التي تساعدك على تذكرها كل يوم، والدأب من أجلها لأنها:

• تمثل أعمق وأرق المشاعر داخلنا.

• تمثل مواهبنا وتعبر عن قدرتنا على العطاء.

• تصهر حاجاتنا المادية والاجتماعية والعقلية في بوتقة واحدة.

• تتعامل مع قيمنا المرتكزة على المبادئ.

• تتعامل مع كل أدوارنا في الحياة كآباء ومهنيين وأعضاء في مجتمع.
…كيف تقوم بتحديد رسالتك؟

1- ما هي أهم الأشياء في حياتك؟

1- ما هي أهدافك بعيدة المدى التي يجب أن تكافح من أجلها؟

2- ما هي أكثر العلاقات أهمية في حياتك؟

3- ماذا تريد أن تقدِّم لأسرتك الصغيرة ولمجتمعك وللناس؟

4- ما هي المشاعر التي تريد أن تعيشها؟

الخطوة الثانية: وازن بين أدوارك

لكل منا دوره في الحياة: المنزل والعمل والمجتمع، ولكل دور مسئولياته، فقد يعترينا الندم عندما ننجح في أحد أدوارنا على حساب الآخر، وما عليك سوى أن تستعرض أدوارك وتطرح الأسئلة التالية:

1- هل يطغى أحد هذه الأدوار على بقية الأدوار؟

2- هل هناك أولويات في حياتي لم تُمثَّل جيدًا في هذه الأدوار؟

3- هل تستطيع هذه الأدوار مجتمعة تحقيق رسالتي في الحياة؟

وأنت توازن بين أدوارك يجب أن تضع في أهم أولوياتك شحذ همتك، وتنمية ذاتك، وتطوير قدراتك عن طريق التعليم والتدريب والتجريب وتخطيط المسار المهني.
الخطوة الثالثة: حدد أهدافك

بعد أن تحدِّد رسالتك وأدوارك يتبقى لك أن تقوم بتحديد الأهداف، والأهداف التي نعنيها هي أهداف، وليست مجرد أمانيَّ، ولكي تعرف إن كان هدفك فعالاً أم لا يجب أن تعرف مواصفات الهدف الفعّال:

• أن يكون الهدف واضحًا غير مبهم أو زائف.

• أن يُقاس أو يسهل قياسه.

• أن يكون تحديًّا يمكن تحقيقه.

• أن يرتبط ببرنامج زمني محدَّد.

• أن يرتبط الهدف بموضوع واحد.

• أن يرتبط الهدف بنتيجة وليس بنشاط وقتي.

• أن يكون الهدف مشروعًا.
الخطوة الرابعة: ضع خطة أسبوعية أو شهرية

العب قبل أن تخطط: قبل أن تقوم بوضع خطتك فإنني أدعوك إلى نزهة على الشاطئ، لنعلب سويًّا هذه اللعبة:

1- قم بعمل حفرة في الأرض بعمق 30 سم.

2- أحضر كمية كافية من الأحجار والحصي والرمال.

3- نريد أن نضع هذه الكميات في الداخل، بحيث إذا بدأنا بنوع فلا بد أن ننتهي منه إلى أن تمتلئ به الحفرة.

4- الآن قل لي بأي نوع ستبدأ وبأي نوع تنتهي؟ الإجابة في نهاية المقال.

والآن لنبدأ في وضع مخططنا الشهري والأسبوعي. اجعل في ذهنك معنى الرسالة والأهداف، ثم يمكنك البدء بتخطيط شهري يتفرع منه تخطيط أسبوعي لتنفيذ مهامّ معينة واسأل نفسك:

• ما الذي أريد تحقيقه؟

• ما هو ترتيب الأولويات؟

• ما الوقت الذي أستغرقه في كل مهمة فرعية؟
نموذج لخطة موضوعة باستخدام البوصلة والساعة معًا

بعد أن قمت بتحديد أدوارك والأهداف المطلوب إنجازها بناءً على كل دور، تعال نكمل معًا اللعبة التي بدأناها على الشاطئ:

1-لنفترض أن الأنواع الثلاثة هي الأهداف المطلوب تحديد أولوية لها.

2-الأهداف كبيرة الأهمية هي الأحجار.

3-الأهداف متوسطة الأهمية هي الحصي.

4-الأهداف الهامشية هي الرمل.

5- علينا إذن أن نبدأ بالأهداف الكبيرة (الأحجار)، ونضعها في الحفرة أولاً (جدول التخطيط الوقتي الأسبوعي).

6- إذا بدأنا بالأحجار الكبيرة فسوف تكون هناك فجوات (مساحات وقت) بين الأحجار الكبيرة عند ذلك ننزل الحصي.

7- عندما نملأ الحفرة (جدول التخطيط الأسبوعي) بالأحجار الكبيرة والحصيّ فبالتأكيد أننا سوف نجد فجوات (مساحات وقت) لنضع بعض الرمال.

8- بهذا سوف تستطيع أن تقيس أهدافك بدقة (أحجار– حصي– رمل) وتضعها على جدولك، مسكين ذلك الشخص الذي يصرّ على ملء حفرته دائمًا بالرمال وينسى الأحجار.
الخطوة الخامسة: واجه التحديات

بعد أن سجَّلت أهدافك على مخطَّط العمل الأسبوعي أصبحت في مواجهة العمل اليومي؛ وهذا هو المحكّ الحقيقي، فهنا يتمّ اختبار قدراتك على وضع الأولويات أولاً.. وتحويل رسالتك إلى واقع وهناك ثلاث خطوات للعمل اليومي:

1-استعرض أعمال اليوم في نهاية اليوم، واسأل نفسك عن الانحراف المعياري في تنفيذ أهدافك.

2- تأكَّد من أنك كتبت أعمال الغد.

3- ميِّز النشاطات ذات المواعيد الحساسة بلون مختلف.

4- لا تضيع وقتًا كثيرًا في تجميل شكل الخطة فالمهم العمل بها لا تزيينها.

توكل على الله -سبحانه- في كل حركة تقوم بها، فبيده –سبحانه- الزمن وله الأمر من قبل ومن بعد