يمكن القول أن المفهوم الحديث لإدارة المواردالبشرية قد إستقر بعد عدة تطورات مر بها العنصر البشري وهو يمارس نشاطه، وتتمثل هذهالتطورات التاريخية فيما يلي

الثورة الصناعية :

ظهرت هذهالثورة في العالم الغربي في القرن الثامن عشر، وظهرت في العالم العربي في القرنينالتاسع عشر و العشرين، وأهم ما كان يميزها ظهور الآلات و المصانع الكبيرة،واستغنائها أحيانا عن العمال، واحتياجها أحيانا إلى عمالة متخصصة، كما أدى ذلك إلىسوء ظروف العمل (ساعات عمل طويلة، ضوضاء، أتربة، أبخرة، وغيرها...)، كما أدى الأمرإلى ظهور فئة ملاحظين ومشرفين أساءوا أحيانا إلى العاملين تحت إمرتهم، كما أدىالأمر أيضا إلى رقابة وروتينية العمل وسأم العاملين، ولقد أظهرت هذه الفترةالإحتياج إلى ضرورة تحسين ظروف العاملين.

ظهور الحركات العمالية:

معمساوئ الثورة الصناعية، كان على العمال أن يتحدوا في مواجهة أصحاب الأعمال، وظهرذلك في شكل إنتفاضات عشوائية، ثم إضرابات منظمة، ثم إنقلبت إلى تكوين إتحاداتونقابات عمال تطالب بحقوقهم وتتفاوض بإسمهم فيما يمس الأجور، وساعات العمل.

الإدارة العلمية:

حاول فردريك تايلور(Fredrick Taylor) أن ينظم العلاقة بينالإدارة والعمال وذلك من خلال عدة مبادئ أهمها: تصميم العمل وفق قواعد دراساتالحركة والوقت، والإختيار المناسب للعاملين، وتدريبهم، وإعطائهم أجور محفزة.

ظهور علم النفس الصناعي :

تلا حركة الإدارة العلمية إهتمام من علماء النفسبدراسة ظواهر معينة مثل الإجهاد والإصابات، وأهم ما ركزوا عليه هو تحليل العمل بغرضمعرفة المتطلبات الذهنية والجسمية للقيام به، وركزوا أيضا على تطوير الإختباراتالنفسية المناسبة للإختيار من بين المتقدمين لشغل الوظائف، ولقد أظهرت هذه الحركةنجاحا كبيرا في الشركات التي استخدمت أساليب تحليل العمل والإختباراتالنفسية.

ظهور حركة العلاقات الإنسانية :

ركزت هذه الحركة على أن إنتاجيةالعاملين لا تتأثر فقط بتحسين ظروف العمل(مثل الإضاءة وساعات العمل)، بل وأيضابالإهتمام بالعاملين، والنمط الإشرافي عليهم، والخدمات المقدمة إليهم، ولقد ظهرتهذه الحركة كنتيجة لتجارب مصانع"هاوثورن" والتي أشرف عليها "إلتون مايو" (Elton Mayo).

البدء في ظهور بعض ممارسات إدارة الأفراد:

كانت أولى المنظماتأخذا بمفاهيم الإدارة العلمية، وعلم النفس الصناعي، والعلاقات الإنسانية هي منظماتالجيش والحكومة(أي الخدمة المدنية)، وكان من أهم الممارسات: وضع شروط للتعيين،واستخدام الإختبارات النفسية، والإهتمام بأنظمة الأجور، وخدمات العاملين ومنع الفصلالتعسفي.

البدء في ظهور بعض المتخصصين في إدارة الأفراد:

قامت بعضالشركات الكبيرة والأجهزة الحكومية والجيش بتوظيف عاملين متخصصين في الأنشطةالمختلفة بدلا من الأفراد، مثل المتخصصين في مجالات التوظيف والتدريب، والأجوروخدمات العاملين، والأمن الصناعي والرعاية الطبية والإجتماعية للعاملين.

ظهورحركة العلوم السلوكية:

أثرت هذه الحركة(التي ظهرت في النصف الثاني من القرنالعشرين) على تطوير ممارسات الأفراد لكي تتواكب مع التطور في العلوم السلوكية، ومنأمثلتها إثراء و تعظيم الوظائف، وتخطيط المسار الوظيفي ومراكز التقييم الإدارية، فيتغيير ملامح كثير من وظائف إدارة الأفراد.

تدخل الدولة بالقوانين و التشريعات:

نشطت كثير من الدول في العقود الأخيرة من القرن العشرين في إصدار تشريعات تقننبها العلاقة بين أصحاب الأعمال(أي المنظمات والشركات) والعاملين، ولقد ركزت هذهالتشريعات على موضوعات من أهمها: الحد الأدنى للأجور، والتأمينات والمعاشات، والأمنالصناعي وصحة العاملين.