1) التفاوت في السلطة:


ويقصد بها إلى مدى يتوقع ويقبل الأفراد، أن القوة موزعة بشكل متباين بين مختلف مستويات الهيكل التنظيمي، كما يعكس مدى إحترام الأفراد لهيكل السلطة والترتيب في المنظمة.


فالأفراد في المجتمعات ذات الثقافة العالية في التفاوت في السلطة، يعتقدون أنه يجب على المرؤوس أن يلعب دور الفرد الذي يتبع أوامر وتعليمات رئيسه، كما يفضل المديرون المركزية في إتخاذ القرار، ويشعرون أيضًا بعدم إرتياحهم في حالة تبني التمكين؛ لأنه قد يؤدي إلى غياب الإحترام للسلطة الرسمية للمديرين.


والموظفين قد يشعرون بعدم الإرتياح في إتخاذ قرارات دون الرجوع إلى المديرين والحصول على أذن، وهذا الشعور قد يولد ظروف وبيئة لا تسمح بإيجاد بيئة ممكنة، وبالتالي فشل التمكين، ومن أمثلة هذه المجتمعات: الفلبين، المكسيك، فنزويلا، سنغافورة، وبعض الدول الإسلامية.


أما الأفراد في المجتمعات ذات الثقافة المنخفضة في التفاوت في السلطة، يعتقدون المشاركة في السلطة بين الرئيس والمرؤوس، والأغلب ترجيحًا أن المنظمات في تلك المجتمعات، تتبنى الأسلوب المركزي وتمكين العاملين، ومن أمثلة تلك المجتمعات: النمسا، السويد، أستراليا، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا.


2) تجنب الغموض:


ويقصد به إلى مدى يشعر الأفراد بالحاجة لتجنب المواقف الغامضة، وإلى أي مدى يمكن للأفراد إدارة تلك المواقف، من خلال التزود بأنظمة وتعليمات واضحة، ورفض الأفكار الجديدة.


ففي المجتمعات التي تأتي في مرتبة عالية من تجنب الغموض، مثل اليونان، البرتغال، الأرجنتين، تشيلي، وبعض الدول الإسلامية، يشعر الأفراد بعدم الإرتياح في ظل غياب الهياكل والسياسات والإجراءات، ولا يرغب الافراد في الحصول على درجة عالية من الصلاحيات، وهذا بدوره قد يؤدي أن تتبنى المنظمات في تلك المجتمعات نظام قيم موجه نحو التحكم والتوجيه، وبناء تنظيمي جامد؛ وبالتالي قد لا يساعد على إيجاد بيئة مناسبة لتبني التمكين.


أما في المجتمعات التي تأتي في مرتبة منخفضة، من حيث تجنب الغموض كسنغافورة، السويد، الولايات المتحدة، بريطانيا، فإن الأفراد يشعرون بعدم الإرتياح من النظام الذي يركز على السياسات الصارمة، ويرغب الأفراد في الحصول على التمكين والمرونة في إتخاذ القرارات بأنفسهم، فالمنظمات في تلك المجتمعات على الأرجح أن تتبنى هياكل تنظيمية مرنة، ولديها فرص أكبر لتنفيذ برامج التمكين.