حينما نتحدث عن (إدارة الذات) فإن أول مايعوزنا هو معرفة ماذا نعني بإدارة الذات..؟ وأستطيع القول أن إدارة الذات باختصار تعني: القدرة على إشباع حاجات النفس الأساسية لدى الإنسان ،لخلق التوازن في الحياة بين الواجبات والرغبات والأهداف.

وحاجات النفس الأساسية كما هو معروف هي:
أولا: حاجات البقاء: والتي يمثلها حاجتنا إلى الطعام والماء و التنفس أو حاجتنا إلى الجنس لأنه الوسيلة لتكاثر أفراد الجنس البشري ..
ثانيا: حاجات الانتماء: كحاجة الإنسان إلى الانتماء إلى ملة دينية، أو إنتمائه إلى عائلة أو وظيفة أو انتمائه للمجتمع كفرد من أفراده
ثالثا: الحاجة إلى القوة: وتتمثل حاجتنا إلى القوة من خلال التميز في المراتب العلمية التي تجعلنا (نسيطر) على الآخرين ونقودهم، ويتبع ذلك كل حاجة للتميز والسيطرة
رابعا: الحاجة إلى الحرية: وتتمثل الحرية في قدرتنا على اتخاذ القرار، وعلى الإرادة المستقلة للفعل
خامسا: الحاجة إلى الترفيه: وتتمثل هذه الحاجة في رغبتنا في الترفيه والضحك، أو ممارسة بعض الهوايات المحببة وممارسة بعض الألعاب كذلك

فإداراتنا للذات بكفاءة .. تعني قدرتنا على الوفاء بهذه الحاجات الأساسية للنفس الإنسانية.. بتوازن ورضا تام لكل جزء من أجزاء النفس الإنسانية..

وحينما نتحدث عن (إدارة الذات) فإن ذلك ينقلنا إلى مكمل رئيس وهام له ألا وهو (إدارة الوقت) وفي هذا الشأن .. يرى البعض أن إدارة الوقت مقدم على إدارة الذات.. لأنه الوعاء الذي يحتضن هذه الإدارة للذات.. لكني أرى أن (إدارة الذات) هي الأهم والأولى.. بل أن بعض المدربين يرى أن الحديث عن (الوقت) بمعزل عن (الذات) خطأ .. لأن الذات هي القرار الذي يوظف الوقت لخدمته ..
وإجمالا فإننا نصل إلى أنه مما يساعد في تميزنا في إدارة الذات قدرتنا على استثمار الوقت والاستفادة القصوى منه في تحقيق الأهداف.