يحتل معرض إكسبو الدولي بما يحمله من تاريخ وعراقة تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر مكانة خاصة على خارطة المعارض والمؤتمرات الدولية.
ويعد المعرض الأضخم من نوعه في العالم من حيث المشاركة التي تحرص عليها أغلب دول العالم صاحبة التجارب المتميزة في مجالات الصناعة والابتكار والأطول زمنا من حيث فترة انعقاده التي تناهز الأشهر الستة والأكثر استقطابا للزائرين مع تخطي أعدادهم الملايين من مختلف أنحاء العالم.
وتسعى الإمارات إلى استقطاب معرض إكسبو الدولي 2020 لإقامته في دبي تزامنا مع احتفال الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، لتكون بذلك المضيف الأول للمعرض في منطقة مترامية الأطراف تمتد من المغرب وحتى جنوب آسيا.
واختارت الإمارات عنوان “تواصل العقول وصنع المستقبل” شعارا لحملتها، وسيركز المعرض حال إقامته في دبي على ثلاثة محاور يوجزها هذا الشعار وهي أولاً: الاستدامة وفرص إيجاد موارد دائمة للطاقة والمياه.. وثانياً التنقل والمواصلات: الأنظمة الذكية للنقل والخدمات اللوجستية.. وثالثاً: الفرص وإمكانية إيجاد سبل جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي.
ويتيح المعرض للدول المضيفة لدوراته – التي تعقد بفوارق زمنية قدرها 5 سنوات – فرصة هائلة للترويج لإنجازاتها والتعريف بأهم مبادراتها ومشاريعها وقدراتها الاقتصادية ومقوماتها السياحية ورؤيتها للمستقبل وما يدعمها من أفكار واختراعات وابتكارات متنوعة.
وتشير الدراسات إلى زمرة من التأثيرات الأولية المباشرة لنجاح الإمارات في استقطاب المعرض، ربما من أبرزها وأكثرها عمقا استحداث نحو 280 ألف فرصة عمل جديدة ما بين عامي 2013 و2020 وبصورة تدريجية وصولا إلى تاريخ انعقاد المعرض في حين سيتركز الجانب الأكبر منها خلال الفترة من 2018 وحتى 2021 وهي الفترة التي ستضم نحو 90 في المائة من إجمالي تلك الوظائف.
كما تظهر التقديرات الأولية أن المعرض سوف يلعب الدور الأكبر في المحافظة على استدامة مليون و400 ألف فرصة عمل في المنطقة بمعدل فرصة عمل واحدة في الدولة مقابل 50 فرصة عمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إلى ذلك من المتوقع أن يكون عدد زوار معرض إكسبو دبي الدولي 2020 هو الأكبر في تاريخ المعرض الممتد لأكثر من 150 عاما حيث من المنتظر أن يستقطب المعرض في دبي نحو 25 مليون زائر بإجمالي عدد زيارات يناهز 33 مليون زيارة.
ووفقا للتقرير السنوي للحركة الجوية الصادر عن”مؤسسة مطارات دبي” فقد ارتفع عدد المسافرين بنسبة 2ر13 في المائة ليبلغ 7 ر57 مليون مسافر في 2012 بينما كانت الرحلات بين دبي وأمريكا الجنوبية هي الأكثر نموا بنسبة وصلت إلى 4ر99 في المائة خاصة مع افتتاح طيران الإمارات لخطي رحلات إلى مدينتي بوينس أيريس وريو دي جنيرو وهما من أكبر مدن أمريكا الجنوبية.
وفي ضوء ما توفره أحدث الدراسات الاقتصادية من معلومات ومؤشرات، نجد أن الأسواق الناشئة في عام 2020 ستكون مسؤولة عن نحو 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بعدما كانت لا تمثل سوى 15 في المائة منه فقط في ثمانينيات القرن الماضي.
هذا في الوقت الذي تتيح فيه دبي ومن خلال علاقاتها وروابطها الاقتصادية القوية بوابة مهمة إلى أسواق شبه القارة الهندية أكبر شريك تجاري للإمارة وكذلك أسواق الصين ثاني أكبر شريك تجاري لها علاوة على القارة الأفريقية التي تشهد نموا مطردا في روابطها التجارية مع دبي وصولا إلى أسواق أمريكا اللاتينية التي باتت العلاقات معها تأخذ شكلا جديدا لاسيما مع انطلاق رحلات جوية تربط الإمارات بدول القارة الأمريكية الجنوبية.