بعد تصفية المتقدمين من خلال المراحل السابقة , يصبح من الواجب تعيين المقبولين ؛ قد تواجه المنظمة هنا بعض المشاكل مثل زيادة عدد الأفراد الصالحين لشغل الوظائف عن العدد المطلوب , وهنا يمكن للمنظمة أن تفاضل بينهم على أساس السن الأصغر أو الأكبر إذا كان للسن أهمية في أداء الوظيفة , أو على أساس الجنس بتفضيل الذكر على الأنثى أو العكس إذا تطلب الأمر ذلك , وهناك مشكلة أخرى وهي:

من الذي يمتلك سلطة الاختيار النهائي والتوصية بالتعيين ؟


وهنا يرى البعض أن ذلك من اختصاص إدارة الموارد البشرية لأنها هي التي قامت بالإشراف على عملية الاختيار بمختلف مراحلها , ويرى البعض الآخر أن يكون لمديري الإدارات ورؤساء الأقسام المختصين سلطة استبعاد بعض الأفراد والتوصية النهائية بالأفراد المقبولين , والحقيقة التي لابد منها أنه لا بد أن يكون هناك دمج بين وجهتي النظر السابقتين , بحيث يكون هناك تعاون ومشاركة بين إدارة الموارد البشرية وبين المديرين ورؤساء الأقسام المتخصصين. ويكون من اختصاص المدير العام أو رئيس المنشأة اتخاذ القرار النهائي بالتعيين , لكن بشرط أن يلتزم بالتوصيات التي أعدتها إدارة الموارد البشرية بالتعاونمع المديرين ورؤساء الأقسام , والتي توصلت إليها على أساس موضوعي ومن خلال مراحل الاختيار السابقة .


وعموماً تنطوي مرحلة التعيين على عدد من المراحل أو الإجراءات هي :


1- التوثيق


وهنا يتم تقديم الوثائق التي تتضمن البيانات والمعلومات اللازمة للتعيين ومن هذه الوثائق:


1- وثائق يقدمها من تم اختياره وتشمل:


- نموذج طلب التوظُّف.


- السيرة الذاتية.


- شهادات الخبرة.


- نموذج الصلاحية الطبية.


- نموذج صحيفة الحالة الجنائية ( غير محكوم ).


- تصريح العمل من مكتب العمل.


- شهادة تأدية الخدمة العسكرية.


2- وثائق تعد في المنظمة ومنها:


- إقرار بالعمل في المنظمة لمدة محددة , وخاصة لمن قامت المنظمة بتعليمهم وتدريبهم قبل استلام العمل.


- إقرار بعدم الجمع بين العمل في المنظمة وبين أي عمل آخر.


- إقرار باستلام العمل.


- نموذج الاشتراك في التأمينات الاجتماعية.


- عقد التعيين.


- مشروع قرار التعيين في الوظيفة.


مع الإشارة أن هذه الوثائق قد لا تكون مطلوبة جميعها , وإن هذا يختلف من منظمة إلى أخرى.


2- إصدار قرار التعيين المبدئي


وهنا يصدر القرار من الجهة المختصة كما ذكرنا سابقاً , وعادة يتم تعيين الأشخاص الجدد تحت التجربة لفترة من الزمن تختلف هذه الفترة من منظمة إلى أخرى , فقد تكون ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو تمتد لتشمل السنة , وقد يتم تمديدها أكثر من ذلك إذا ثبت عدم كفاءة الموظَّف.


3- التهيئة المبدئية


ويقصد بها تعريف الموظف الجديد بالمنظمة والوظيفة والعاملين معه , بحيث يتم تعريفه بالواجبات والمسؤوليات وسلطات الوظيفة , وكذلك أهداف المنظمة وسياساتها الرئيسية وعلاقة عمله بهذه الأهداف والسياسات.


ويمكن تحقيق ذلك بوسائل كثيرة مثل , الكتب والنشرات وأدلة العمل والأفلام والتسجيلات والزيارات الميدانية لمرافق المنشأة وأماكن العمل فيها وتصميم برنامج توجيهي للموظفين الجدد.


يمكن القول أن أفضل وسيلة من الوسائل السابقة هي الوسيلة الأخيرة وذلك من خلال النقاط التالية : - استقبال الموظف الجديد والترحيب به من قبل رئيسه المباشر وإعطاءه فكرة عن العمل الذي سيقوم به والإجابة على الأسئلة التي يطرحها.


- تحديد المعلومات التي يجب تزويده بها وكيفية إعطاءها له.


- تقديم الموظف الجديد إلى زملاءه في العمل من أجل التعارف.


- تقويم ومتابعة نتائج برنامج التوجيه بعد فترة مناسبة , قد يتم ذلك من خلال مقابلة بين الموظف ورئيسه المباشر وممثل عن إدارة الموارد البشرية.


4- متابعة وتقويم الفرد خلال فترة التجربة


سبق وأشرنا إلى أن الموظف الجديد يوضع تحت التجربة لفترة معينة قد تصل إلى السنة , وخلال هذه الفترة يبقى الموظف تحت الاختبار والملاحظة من قبل رئيسه المباشر , وفي نهاية فترة التجربة يعد الرئيس تقريراً نهائياً يحدد فيه مدى كفاءة الموظف الجديد , ويضع فيه تصوره بشأن تثبيته أو فصله أو تحويله إلى عمل آخر .


5- تثبيت الموظف وتمكينه


بعد أن يمضي الموظف الجديد الفترة التجريبية المحددة له بنجاح وتثبت كفاءته ويفيد تقرير رئيسه المباشر أنه جيد في عمله , تنتهي فترة الاختبار , يعين بصورة نهائية في الوظيفة , وهنا لا بد من الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية ألا وهي تمكين الموظف الجديد من أداء عمله من خلال منحه الصلاحية الكاملة اللازمة لأداء عمله , وكذلك تهيئة الظروف المادية والمعنوية اللازمة لأداء عمله , فعملية التثبيت وحدها غير كافية لنجاح الموظف في أداء عمله , فنجاح الموظف لا يتوقف فقط على قرار التعيين أو حتى على قدرات وإمكانيات الشخص أو أمانته , إذ لا بد من تمكينه من أداء العمل من خلال توفير كل ما يحتاج إليه أداء العمل.