كتبت خلود العميان


إن طبيعة عملنا اليومية تحتم علينا الاختلاط بشكل مباشر مع رواد المال والأعمال في العالم العربي، لنرصد تجاربهم وقصص نجاحهم، وكيف استطاعوا أن يكونوا اليوم في مواقع الريادة، ولأننا ندرك أن هنالك مسؤولية تقع على كاهل الإعلام، تتمثل في نقل هذه التجارب والقصص للقارئ ليستفيد منها بدوره، وتعمل على تحفيز الأشخاص ليقوموا بمنح المجتمع الذي يعيشون فيه شيئاً من التميز.


هذا بالفعل النهج الذي سارت عليه مجلة «فوربس» والعاملون فيها خلال 100 عام، وها نحن في مجلة «فوربس- الشرق الأوسط»، نسلك الدرب نفسه، عاقدين العزم على ترسيخ هذه المبادئ، لنكون مقياساً شفافاً لمدى نجاح رجال وسيدات الأعمال وصنّاع القرار في النهوض بالاقتصاد العربي.


فقد قمنا خلال العامين الماضيين بإصدار مجموعة من القوائم المعيارية والنوعية، المتعلقة بالقضايا الاقتصادية والاستثمارية في المنطقة، وفي كل قائمة نقوم بإعدادها، نجد العديد من القصص، نستخلص منها العبر والدروس، كما ننقل التجارب من بلد إلى آخر، فعبر قصص النجاح التي نبحث ونكتب عنها بكل موضوعية ومهنية في كل عدد جديد من «فوربس- الشرق الأوسط»، ومن خلال هذه المشاهدات والتجارب، أوجز لكم مجموعة من النقاط التي تساعد على تحفيز الذات، وتستكشف «قيمة» كيف تكون مؤثراً؟


1 ـ الاطلاع على تجارب غيرنا من خلال كل الوسائل المتاحة: إن الاطلاع ودراسة تجارب غيرنا بكل أنواعها، تعتبر من أنجح الطرق التي تمكنك من تحديد مسارات النجاح، وتجنب أخطاء بعض الناس بكل فاعلية، فهي تمثل دليلاً إرشادياً لما تنوي القيام به.


إن تنوع المصادر في عصرنا الحالي يتيح لك حرية الحصول على المعلومة، حيث تنوعت مصادرها بشكل ملحوظ، من خلال تطور الوسائل التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي.


2 ـ الحضور والتواصل في المحافل الدولية والمحلية وبناء العلاقات: لا يمكن قياس التأثير من دون معرفة قوة وانتشار شبكة العلاقات التي تملكها؛ لأنها تمنحك فرصة جيدة لنقل ما تفكر فيه، والتحدث عن تجربتك، وربما اختبارها، إن لزم الأمر، وطلب النصيحة وتبادل الخدمات، وخصوصاً في قطاع المال والأعمال، إضافة إلى أنها أفضل الطرق التي تستطيع من خلالها معرفة كيف تفكر المجتمعات، وكل ما سبق يساعد على زيادة رصيد خبرتك وإدراكك.


3 ـ عدم التعصب لأي فكر وتقبل الطرف الآخر: لطالما كان التعصب هو السبب الرئيس الذي يحرمنا من رؤية الحقيقة، ويمنعنا من أن نؤسس مدارسنا الخاصة التي تقوم على أفكارنا، وتمثل شخصياتنا وتجاربنا.


ومن فوائد أن تكون لك طريقة تفكيرك الخاصة، المبنية على الوعي والانفتاح على الثقافات والعوالم التي نعيش فيها، أننا لا نكون في يوم من الأيام تابعين لأي مدرسة أو فكرة تملي علينا أشياء ليس باستطاعتنا أن نقبلها، إنه استقلال التفكير.


4 ـ إدراك المرحلة: علينا أن ندرك المرحلة التي نعيشها، والظروف التي تمرّ بنا، ويجب علينا أن نتمتع بكامل مرونتنا للتعامل مع الأحداث، ووضع الأمور في موازينها، لأن ذلك يساعدنا على التعلم، وكيفية إدارة المرحلة بكل ظروفها الإيجابية أو السلبية، لأن النتيجة في النهاية مخزون معرفي يساعدنا على المضي قدماً في الحياة.
5 ـ الخوف من الفشل: من المحفزات القوية التي تجعلنا دائماً في حالة يقظة مستمرة، خوفنا من الفشل والوقوع فيه، فنسعى بكل القوة التي نملكها بأن نكون من الرواد والناجحين، لكن لهذا الأمر محاذير كثيرة؛ فلا تجعل خوفك من الفشل يعطل حياتك، ولكن حاول قدر ما استطعت أن تحول هذه الطاقة السلبية إلى إيجابية، تحفزك وتعطيك الدافع لأن تستمر في اتجاه هدفك دون استسلام.


6 ـ الاعتراف بالخطأ والعمل على تصويبه: من المزايا الإيجابية في الأشخاص الناجحين، قدرتهم على مراجعة تصرفاتهم وقرارتهم، والإصغاء إلى الاستشارات التي هدفها التصويب، فإذا ثبت خطأ تصرفهم، يرجعون عنه بكل هدوء، ويتعلمون منه، لأن ذلك يعطيهم النظرة الأوسع والأكثر شمولية.


7 ـ تأسيس فريق مساند ومتخصص في العمل: غالباً لا تقوم الأعمال العظيمة والكبيرة بجهود فردية، وإنما بجهد جماعي، لتطبيق رؤية شخص يدرك تماماً قدرته وفريقه على تحقيق النجاح. لذلك فإن الفريق المدرب والمؤهل يشكل لأعمالك قاعدة انطلاق ناجحة، فالشخص بمفرده لا يستطيع أن يعمل كل شيء، إضافة إلى أن الفريق يؤمن لك سنداً وقوة لأفكارك ومشاريعك، ويعطيك التغطية اللازمة لأهدافك.


8 ـ الأخلاق: اجعل منها قاعدتك الأساسية والمظلة الرئيسة في العمل، لأنها تشكل قيمة مضافة إلى شخصيتك، وتعطي طابعاً مميزاً لمعاملاتك، من خلال احترامك لمبادئ الصدق والأمانة والإخلاص والتواضع والثقة بالنفس، ولا تنسَ الاستمرارية وعدم اليأس.


9 ـ قيمة الوقت: يجب أن نتعامل مع الوقت على أنه سلعة، ولها ثمنها الباهظ، والذي يجب علينا ألا نضيعه، وأن نحسن استغلاله بأمانة، لأنه مسؤولية يجب أن ندرك أهميتها، ولأنه لا يمكن تخزينه، وبمجرد مروره من دون جدوى، فذلك يعني خسارته، ولا يمكن تعويضه. انظر إلى وقتك باحترام، وتعلم كيف تحسن التعامل معه، ولا تجعل وقت الفراغ ضمن أجندتك اليومية، لأنه لا يوجد ما يسمى «وقت فراغ» عند الناجحين.


10 ـ الحلم: الحلم هو إحدى أدوات التفكير بإيجابية، فتعلّم أن تردد حلمك وتدافع عنه من أجل أن يتحقق، وعليك أن تتسلح بكل الأدوات المتوافرة لديك، وتعزز قدراتك من أجل السعي ومواصلة مسيرتك إلى أن يتحقق حلمك. ردد حلمك أمام الجميع، لتلزم نفسك به أمام نفسك، وأمام الجميع، واعلم أن كل النقاط السابقة إذا ما توافرت فيك، ستمكنك من الوصول إلى ما حلمت به؛ عاجلاً أو أجلاً.



نقلا عن فوربس الشرق الاوسط