المؤمن كيس فطن ولا يضيع الفرص والإمكانيات المادية أو المعنوية المتنوعة التي قد تتاح له وللمنظمة في أي وقت، فيحسن استغلالها ويعظم الاستفادة منها لصالح مصالح وأهداف المنظمة العليا ووفقًا لقيمها الثابتة، وخاصة استثمار أوقات الفراغ وحالات النشاط والفرص المتاحة في السوق وأي ظروف مكانية أو زمانية أو معنوية مواتية لنفع منظمته ونفسه والعاملين معه ماديًا ومعنويًا.

وما أعظم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على اغتنام الوقت، وعلى تعظيم الاستفادة من مختلف الأوضاع والأحوال قبل حصول أضدادها، والتي ثلاث منها ذات علاقة أساسية بالوقت، حيث يقول: «اغتنم خمسًا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».أخرجه الحاكم.

ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله». أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز» رواه مسلم.

قال الشاعر:
وعاجز الرأي مضياع لفرصته
حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
خذ الملاحظات..

يرد إلى المدير أثناء العمل الكثير من الاتصالات والطلبات ويخطر بباله الكثير من الأشياء والأفكار التي يريد عملها أو التوجيه بها أو دارستها أو يرغب في متابعتها أو إجراء الاتصالات الشفهية أو الكتابية اللازمة بشأنها، يحدث ذلك وهو منهمك في أداء أعمال متنوعة لا يمكنه تركها والشروع في هذه الاتصالات والطلبات والأفكار، وفي نفس الوقت فإن ترك هذه الأمور في الذهن يسبب ضغطًا (Stress) وقلقًا. وأفضل مايرشد إليه المدير (وكل شخص) في هذا الصدد لحفظ الوقت وحفظ هذه الأمور وحسن متابعتها وأدائها كل في الوقت المناسب الذي يحدد ولإبعاد الضغط عنه، هو تصميم نموذج خاص به شخصيًا يتكون من (الموضوع أو الفكرة، التاريخ، ملاحظات، الجهة ذات العلاقة أو الشخص الذي يريد التحدث إليه، تم إنجازه، التاريخ) ويمكن أن يحتوي على غير ذلك، ويكون دائمًا على مكتبه أو في جيبه ويدون فيه أي أمر من الأمور السالفة الذكر وتكون علامة الإنجاز والانتهاء من هذا الأمر هو وضع علامة (صح) في عمود (تم إنجازه) وتاريخ ذلك، ويمكن أن يستخدم لهذا الغرض الحاسب الآلي أو الأجهزة الإلكترونية المتقدمة الخاصة بالمفكرات والمواعيد، بدلًا من النموذج الورقي، برغم أن الأخير قد يكون أنسب لذلك عندما يكون في المكتب.

وهذا من الأدوات الناجحة والمجربة التي تساعد على تكثير من الأفكار دون ضغوط نفسية أو إرباك لسير الأعمال القائمة وأفكار التطوير الأخرى، ودون أن يفوت بعضها بعضًا.