يرتبط تطوير التدريب الذاتي بالتقنيات الحديثة ارتباطًا وثيقًا، فلم يعد التدريب الذاتي مرتبطًا فقط بتلقي المتدرب لمعلومات بطريقة مقروءة ويقوم بتدريب نفسه ذاتيًا، وإنما امتد بالتقنيات الحديثة التي تتطور بصورة كبيرة ومستمرة ومتسارعة ليصبح التدريب الذاتي حاليًا صورة ممتعة للتدريب وعشاق تنمية أنفسهم. وليس من المبالغة أبدًا أن نقول إن التقنيات الحديثة جعلت هناك فرقًا كبيرًا للتنمية الشخصية ومنحنى له دلالة لا يمكن تجاهلها من حيث التعلم الذاتي والتدريب الذاتي. بالاستعانة بالمواد التدريبية المختلفة، على الأقراص المدمجة والإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت المختلفة وملفات الفيديو المتنوعة، كما أنها أصبحت متاحة الآن على مواقع معدة بعناية لأغراض التدريب الذاتي. وما دام التدريب الذاتي تطور بهذه الصورة المميزة مع التقنيات الحديثة، فقد أصبح من المهم بل من الضروري أن يتوفر لدى المتدرب حد أدنى مقبول من مهارات التعامل مع التقنيات الحديثة وخاصة المتعلقة بالكمبيوتر وشبكات الإنترنت.

إن التقنيات الحديثة تخرج علينا بتطور جديد لا أكون مبالغًا إن قلت كل يوم، ولعل من بين الأمثلة ما قدمته تلك التقنيات الحديثة في التدريب الذاتي ما يلي:

• يستخدم بعض الأطباء برامج حاسب آلي للتدريب على شجرة الأسئلة المستخدمة بفحص المرضى ووضع الاختيارات المحتملة والأدوية المقترحة.

• يتاح بالأسواق وشبكات الإنترنت المختلفة برامج إلكترونية لتعلم اللغات المختلفة من حيث تعلم كتابة ونطق الكلمات والجمل باللغات المختلفة، فنجد على سبيل المثال ما يتاح على شبكة Googleرابط «ترجمة» ليضم عشرات اللغات المختلفة من وإلى اللغات وبعضها هجاءً ونطقًا.

• تستخدم السيدات وغيرهن من هواة الطهي المواقع المختلفة للتعرف على الطرق التفصيلية المكتوبة والمصورة للأكلات المختلفة لجميع دول العالم تقريبًا وباللغات المتنوعة.

• تستخدم معاهد الطيران منذ فترة ليست بالقصيرة أجهزة المحاكاة لتدريب الطيارين المبتدئين لتجنب أخطاء الطيران لساعاتهم الأولى.

• تتيح المواقع الإلكترونية لعشاق التدريب الذاتي ميزات كثيرة لم تكن موجودة من قبل في مواد التدريب الذاتي المكتوبة على الأوراق بالطريقة التقليدية، حيث أصبحت تلك المواقع تتيح للمتدرب تحديثًا مستمرًا للمواد التدريبية وخبرات القائمين بتجارب تدريب ذاتي مماثلة.

• يستخدم الطلاب ومتعلمو اللغات المختلفة برامج كمبيوتر متخصصة لاختبارات اللغات بمستويات دولية متعارف عليها قبل إجراء تلك الاختبارات بصورة فعلية ونهائية قد تكون مكلفة.


• تتيح الآن البرامج الإلكترونية ومواقع الإنترنت الترجمة من وإلى كل اللغات تقريبًا، وبالتالي لم يعد هناك صعوبة لغوية تذكر للمتدرب الذي يرغب التدريب الذاتي ولديه مواد تدريبية مناسبة مكتوبة على الكمبيوتر أو مواقع الإنترنت.