ذكر معرض أبو ظبى الدولى للكتاب، فى دورته الثالثة والعشرين، فى بيان صحفى له، قبل انطلاق فعاليات الدورة، أن هذه الدور سوف تشهد مشاركة فعالة وكبيرة للمثقف الإماراتى التى تهدف لتقديم الوجه والروح الثقافية للمواطن الإماراتى.

ووصف البيان هذه الدورة بالحلة البهية التى يكتسيها بإطلالة جديدة فى موسم متجدد مفعم بالعطاء والتميز، هذا ما يحيل إليه للوهلة الأولى البرنامج الثقافى المتكامل للمعرض، والذى وضع من أجل الارتقاء بالثقافة وخدمة للإبداع أياً كانت هويته ومنزعه الفكرى. قامات سامقة فى الثقافة والفكر ستحلّ ضيوفاً على المعرض فى موسمه الجديد، ووجوه إبداعية من مختلف المشارب والاتجاهات تلتقى لأول مرة على أرضه، وأخرى يتجدد لقاؤها كل موسم، لكن الإضافة النوعية التى يضيفها المعرض فى هذا الموسم بشكل لافت هى زيادة الحضور الفاعل والمشاركة المتميزة للمثقف الإماراتى، وهى مشاركة ما تزال فى اطراد مستمر، حيث أفسح المعرض المجال أمام المثقفين الإماراتيين من خلال دعوات المشاركة والاستضافة للإسهام بدورهم والإدلاء بدلوهم فى مناقشة أهم إشكالات راهن الثقافة المحلية وأبرز قضاياها، ورصد حركتها وتشخيص واقعها فى الندوات الفكرية، واللقاءات الثقافية، والأمسيات الشعرية المصاحبة للمعرض.

ومن بين الأسماء المشاركة على أبو الريش، سلطان العميمى، شهاب غانم، الدكتورة أمينة ذيبان، حمدة خميس، باسمة يونس، نورة النومان، بدرية محمد المازم، عائشة الكعبى، ناديا بوهناد، خلود المعلا، ميثاء الحمادى، آمنة المنصورى، عبد الله زايد، وناصر الظاهرى وغيرهم.

وقد كان لتلك الأسماء وغيرها إسهام معتبر فى تنشيط الحراك الثقافى المحلى ورفده بإنتاج ثقافى مهمة كان لها دورها الفاعل فى رسم ملامح المشهد الثقافى الإماراتى الراهن، سواء تعلق الأمر بالأعمال الروائية والقصصية والمسرحية والتشكيلية والدواوين الشعرية أو غيرها، حيث شكلت كلها علامات فارقة، وبصمات بارزة على جبين الإبداع الإماراتى، وسيتم الاحتفاء ببعضها فى ركن تواقيع الكتب.

المشاركة الفاعلة والحضور المميز للمثقف الإماراتى فى هذا الموسم من المعرض تعتبر قفزة مهمة، ونافذة جديدة تفسح المجال للعنصر المحلى للارتقاء بنتاجه الإبداعى وعرضه وإبرازه لجمهور الثقافة والتفاعل مع جديدها على المستوى المحلى والعربى والعالمى، من خلال ما سيتم عرضه ومناقشته وتقديمه من كتب ومنشورات وإصدارات قيمة تثرى الساحة الثقافية الإماراتية، وكذلك اللقاءات الثقافية بنخب عربية وعالمية بارزة فى مجال الثقافية والفكر، وهذا ما سيسهم، بلا شك، فى ازدياد التواصل والتفاعل بين المثقف الإماراتى والآخر، وتلاقحه وتثاقفه معه، والاطلاع على تجاربه وحصيلة خبراته، والانفتاح على ثقافات مختلفة تثرى بتراكماتها الساحة المحلية.

البصمة الإماراتية المتميزة حاضرة فى كل تفاصيل هذا الموسم، سواء من حيث طاقم التنظيم المتكامل الذى يضم عدداً من الطاقات الشبابية الناضجة، التى تطلع بدورها المحورى فى إنجاح المعرض فى هذا الموسم ضمن فريق متكامل، أو تعلق الأمر بالإماراتى كمنتج للثقافة أو ناشر للمعرفة أو مستهلك لهما. على أن كل ذلك يجعل من التراكم الفكرى والثقافى لمعرض أبوظبى الدولى للكتاب على مدى دوراته السابقة تراكماً غنياً وذا قيمة كبيرة ويعطيه دوره المهم فى إثراء الساحة الثقافية الإماراتية ورفدها بكل جديد. ولا يمكن حصره فى نطاق واحد، أو تلمس آثاره فى عنصر أو جنس أو قضية معينة لأنه يتمدد ليشمل بتأثيره واقع الحركة الثقافية الإماراتية وما شهدته من تطورات، وما واكبته من متغيرات منذ انطلاقة المعرض الأولى، وهذا ما يشى بأهمية إشراك وحضور العنصر المحلى فى تعزيز تلك القيمة المُضافة، كما يضفى عليه نكهة خاصة إطارها التواصل البناء والتفاعل المثمر مع كافة الفاعلين والعاملين فى مجال الثقافة والمعرفة عربيا وعالميا، ويجعل من استشراف أفق واعد ومشرق للثقافة المحلية فى نطاق هذا الحراك القوى أمراً قاب قوسين أو أدنى.