الفراسة قديما كانت تعتمد على الفطرة فقط أوالموهبة التي ميز الله بها بعض الناس عن غيرهم اما الان فاصبحت بعد توفيق الله علم باستطاعة أي شخص ان يتدرب عليه .
وهو ماأطلق عليه حديثا علم (الاتصال غير اللفظي). والتعمق في هذا العلم يمكنك من فهم انفعالات الناس وقراءة تعبيرات وجوههم وكأنهم كتاب مفتوح مما يمكننا من النجاح في التعامل معهم والنجاح في توصيل مانريد لهم من خلال عملية اتصال ايجابي.
وكتاب (الفراسة طريقك الى النجاح )...للمؤلف :الدكتور عز الدين محمد نجيب.كتاب شيق ويدرس علم الفراسة معناه ،تاريخه ،تطوره، ويكشف مدلول الاشارات التي تصدرعن الأشخاص في المواقف المختلفة .
الفصل الأول:
في هذا الفصل بدأ مؤلف الكتاب بتعريف كلمة فراسة كما وردت في المعجم الوسيط وهي :
( المهارة في تعرف بواطن الامور من ظواهرها).
وعرض موجز لتحليل الفلاسفة القدماء لعلم الفراسة:
مثل ابوقراط ابو الطب: حيث كتب عن اعتقاده في تاثير البيئة في تشكيل الميول والاخلاق مما ينعكس على ملامح الوجه وقسم الناس الى اربعة انواع تبعا لكيمياء الدم..
النوع الاول: الصفراوي يتميز بحدة الطبع وتقلب المزاج
النوع الثاني: السوداوي يتميز بالاكتئاب والنظر الى الحياة نظرة سوداء
النوع الثالث: الليمفاوي او البلغمي بااارد في طباعه جاف وغير حار الشعور
النوع الثالث: الدموي ويتميز بالمرح والامل في الحياة.
وقد مارس فيثاغورس الفراسة في اختياره لتلاميذه.اما سقراط فقد توقع سطوع نجم قائد سياسي معين من ملامح وجهه.
ويقول ابيوليوس ان سقراط اكتشف قدرات افلاطون من أول مقابلة.اما المتفرس زوبيروس كان يعرف عادات الرجال وأخلاقهم من أاشكالهم .
فمثلا قد وصف سقراط بانه شهواني وثرثار وممل وعندما ضحك تلاميذ سقراط من هذا الوصف رد سقراط بانه كان وصفا حقيقيا له قبل ان تهذبه الفلسفة.
أول دراسة في علم الفراسة كانت تعزى لأرسطو:
فكتب عن طرق دراسة الفراسة وعلامات الشخصية والضعف والقوة والعبقرية
والغباء والتعقل والغضب ودرس الفراسة في الرجل والمرأة من ملامح الوجه وشكل الجسم والاطراف
وطريقة المشي والصوت ..
علماء عرب درسو الفراسة:
كتب في هذا العلم الرازي ابن رشد ولم يخرج ماكتبوه عما قاله ارسطو وكتب عن هذا العلم ايضا ابن قيم الجوزية في كتابه (مدارج السالكين).
ومع تطور علم التشريح ومعرفة العلماء لجسم الانسان بدقة أكثر بدا علم الفراسة يأخذ صبغة تشريحية :
وقد قسم العالم الفرنسي جال سطح الجمجمة الى 35 منطقة كل منطقة منها مختصة بقدرة عقلية معينة .
فمثلا: طيبة القلب 13 وحب التقليد 21 والقدرة على العراك 7 التدين 14 الشعر 19 ............ وهكذافكل ملكة معينة لها منطقة تختفي تحتها.
ومع تقدم وظائف الاعضاء بدأ عصر جديد من دراسة الفراسة على اساس فسيولوجي على يد تشارلز بل :فكتب اول مقالة عن( تشريح التعبيرات).تلاه الفيلسوف هربرت سبنسر حيث كتب عن العلاقة بين الحالة النفسية والجسمانية .
الفصل الثاني:
الاتصـال:
وضح المؤلف في هذا الفصل ان الكلام ليس الوسيلة الوحيدة التي يتصل بها الانسان مع من حوله فبالاضافة للكلام المنطوق هناك الكتابة واشارات وحركات الجسم بل ان الفنون كلها من رسم وشعر ونثر قد تنقل الافكار والأحاسيس للاخرين وقد تعبر أصدق تعبير.
وقد اوجز المؤلف دلالات الاشارة في اختيارة لهذه الابيات الشعرية:
للقلب على القلب... دليلا حين يلقـــاه
وفي الناس من .... الناس مقاييس واشبـاه
وفي العين للمرء .....غنى ان تنطق افــواه
كما يفرق مؤلف الكتاب في هذا الفصل بين علم الفراسة القديم وعلم الفراسة الحديث فينما العلم القديم يركز على شكل الجسم فعلم الفراسة الحديث يركز ويدرس الايماءت والاشارات وهي مايسمى بالكتل الاشارية
الفصل الثالث
الفراسة في القران :
في هذا الفصل جمع المؤلف بعض الآيات التي تشير الى علم الفراسة الحديث والتي تؤيد موضوع الدراسة، وهو قراءة المشاعر التي تعتمد على اشارات الجسم وتعبيرات الوجه ، فقد اهتم القرآن ببيان الاشارات التي تبدر من الناس وتدل على مايجول في خاطرهم.
أمثلة:
(ان في ذلك لايات للمتوسمين ) أي دلائل واشارات لمن يعرفون بواطن الامور من ظاهرها:
- تعرفهم بسيماهم
- سيماهم في وجوههم من اثر السجود) .......علامات السكينة
- فردو ايديهم الى افواههم....... علامات الشك والريبة والتردد
يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم ......وهي النظرة القاسية
ظل وجهه مسودا وهو كظيم....علامة على الغضب المكبوت والخزي العظيم
وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظرة او تعرف في وجوههم نظرة النعيم ....علامة على الاحساس بالنعيم وراحة البال.
الفصل الرابع:
في هذا الفصل يبين المؤلف قيمة ان تفهم توافق الاشارات اثناء اتصالك مع شخص اخر بحديث ،، و قد يخدمك ذلك كجهاز تقييم حساس لأكتشاف موقف الآخر وتفسير أقواله أو يخدمك ككابح يمنعك من التسرع في القفز الى النتائج .. ووضح ايضا ان كل اشارة قد تقوي او تربك التي قبلها لذا لابد من فهم الاشارات متتابعة للوصول الى معنى كامل وفي اغلب الحالات نجد ان الاتصال الغير لفظي هو هو الأصدق .. فمثلا قد يهدد الأب ويتوعد وتجد في عينية لمعة وابتسامة يحاول اخفاؤها تجعل الطفل يستقبل التهديد ببرود لادراكه ان الاب غير جاد في تهديده.
وتكلم المؤلف ايضا في هذا الفصل عن تعدد مستويات الاتصال فبين ان الاتصال قد لايتم مع الاخر الذي تكلمه وليس بسبب ماقلته او كيف قلته او مدى منطقيته ،ولكن بسبب التجاوب اللاشعوري لهذا الشخص لاتصالك اللاكلامي به.
كما تكلم عن التأثير المتبادل للاشارات فالاشارات اللارادية تؤثرعلى الشخص المخاطب ويؤثر هو فيك لاشعوريا .
الفصل الخامس:
أوجز المؤلف في هذا الفصل النقاط التي يعتمد عليها علم الفراسة الحديث او الاتصال الغير لفظي في:
قراءة الاشارات المنفردة.
قراءة الكتل الاشارية.
معرفة مدى توافق او شذوذ الاشارات بينها وبين بعضها
معرفة مدى توافق الاشارات بالنسبة للكلام المنطوق
قراءة الكتل الاشارية التي ترسلها لنفسك
التغذية المرتدة او تعديل سلوكك حسب ماتستقبله من اشارات
ملاحظة التغير في رد فعل الشخص او المجموعة التي تستمع لك.
الفصل السادس:
أشار المؤلف في هذا الفصل الى مدى التوافق بين الكلام المنطوق والكتل الاشارية واهميته في فهم شخصيات الآخرين وكيف تستطيع أن تصل الى التقييم السليم في المواقف المختلفة.
أمثلة
الكتل الاشارية التي تدل على التفتح والصراحة:
الراحة المبسوطة واليد المفتوحة
فك ازرار الجاكيت يدل على قرب الوصول الى اتفاق..
الدنو والاقتراب وتعني ايضا قرب الوصول الى اتفاق..
اشارات تدل على اتخاذ موقف دفاعي:
عقد الذراعين على الصدر
قبض اليدين
الجلوس مع رفع الساق على جانب المقعد
الجلوس ساقا على ساق او عقد الساقين
وضع ساقا على ساق مع هز القدم العليا.
اشارات التقييم
وضع اليد على الخد تعني الشخص يقيم مايرى او يسمع،اذا مال بجسمه الى الخلف فغالبا تقييمه سلبي قد يرفض او يسخر ممايرى او يسمع.
اذا مال بجسمه للأمام فتقييمه ايجابي لما يرى او يسمع ويميل للتأييد.
واذا جلس على حافة المقعد وكوعاه على فخذيه بينما ذراعه متدلية بين ساقيه جلسة( احتياطي الكرة ) فهذا يشير الاهتمام العميق ورغبة الشخص في المشاركة.
ميل الرأس الى احد الجانبين ويدل على الأنصات وغالبا ماتصطنعها المرأة لارضاء غرور الرجل عندما تريد التأثيرعليه.
الربت على الدقن معناها دعني افكر وتدل على وزن الأمور .
الضغط على قاعدة الانف تدل على التركيز والتفكير العميق.
النظرة الجانبية تدل على الشك والريبة.
الالتفات ناحية الباب تدل على الانزعاج والرغبة في انهاء الزيارة او الحديث.
لمس الأنف تدل على الرفض او التردد او ابداء عدم الاعجاب بما يقال تدليك خلف الاذن او تدليك العين معناها لست متاكدا.
الفصل السابع:
اشارات الاستعداد والتأهب :
وضع اليدين على الردفين
الجلوس على حافة المقعد
فرد الذراعين ووضع اليدين على المكتب
الاقتراب الزائدعلى المائدة.
اشارات طلب الامان :
التشبث بلعبة قبل النوم او بالام او حمل البطانية في أي مكان يذهب اليه
ويسمى هذا الوضع بطانية الامان وهذه كلها اشارات قلق عند الأطفال غالبا
اشارات القلق عند الكبار:
تدليك الابهامين العبث بالجلد حول الاظافر
وضع قلم بالفم والعض عليه او او مضغ قطعه من الورق
او العبث بسلسلة مفاتيح السيارة او السبحة
او امساك ظهر الكرسي قبل الجلوس عليه كدليل حسي لانتمائه للمجموعه.
اشارات تدل على القلق والصراخ الداخلي:
مص الابهام عند بعض الاطفال.
قضم الاظافر
الفصل الثامن
تكلم المؤلف في هذا الفصل عن الاشارات أوالكتل الاشارية للثقة مثل:
التكوين الهرمي لليدين
وضع اليدين خلف الظهر تدل على السلطة
وضع القدم على المكتب الغرور او الاحتقار لمن هو موجود
الارتفاع بالجسم عن مستوى من تكلمه
ان يستند الشخص بظهره للوراء وقد يضع يديه خلف راسه ثقه بالنفس تصل الى حد الغرور.
اشارات التوتر:
النحنحة
التنهيد التململ في المقعد
اخفاء الفم باليد
الكلام من جانب الفم
الفصل التاسع:
في هذا الفصل يتكلم المؤلف عن الكتل الاشارية للملل و القبول و الترقب.
اشارات الملل :
النقر بالاصابع على المكتب و اسناد الراس على اليد.
السرحان النظره الفارغة .
اشارات القبول :
اليد على الصدر و اللمس والاقتراب .
اشارات الترقب مسح اليد ببطء على الملابس _ تدليك الأيدي .
الفصلين العاشر والحادي عشر:
تكلم المؤلف في هذين الفصلين عن مدلول الاشارات في بعض المواقف التي تمر بنا في حياتنا اليومية بين الاباء والابناء او في الحياة العامة او التي تصدر من شخص متحدث بالتليفون.
اشارات التمويه على الاباء :
الرمش بسرعة اخفاء الفم اثناء الكلام حك الرأس اثناء الكلام .
هز الاكتاف النظر الى الارض .
التلامس بين الزوجين في مجلس يشير لحق الملكية او اشارة ليبثه الطمأنينة فاذا كانت العلاقات جيدة بين الزوجين تجدهما يتجاذبان كقطبي مغناطيس حتى لو في مكان عام مع تكرار التقاء بصري بينهما .
ممارسات في الحياة اليومية:
التخطيط او الشخمبطة على الورق أثناء محاادثة تليفونية:
الأشخاص الذين يفكرون بطريقة مجردة
لايمنعهم هذه الحركة من التركيز بل تساعدهم اما الذين يفكرون بطريقة مجسمة
تعني نوع من السرحان او الملل من المحادثة.
الاهتزاز او الأرجحة على المقعد وهذا يدل على ان المحادثة تحت سيطرتك
وعندما تشعر ان المحادثة لاتسير على هواك فان الاهتزاز يتوقف فجأة .
فتح واغلاق الأدراج :
اشارة للتفكير وفور الوصول الى قرار قد يغلق الدرج ويقف ويعطي القرار.
ويصل المؤلف في نهاية الكتاب الى نتيجة مثيرة وهي ان الدارس لعلم الاتصال غير اللفظي لن يشعر بالملل في أي مجتمع وجد نفسه فيه فأمامه دائما مايثير اهتمامه لأن في كثير من الأحيان تكون مراقبة الأتصال اللاكلامي بين الناس في بعض الأماكن أكثر اثارة من المشاركة .
والله ولي التوفيق.