حول المستهلك الى مسوق

بتصرف :د.محمد ابو محمود
معهد الادارة و القيادة في بريطانيا
(يمنع عرض أرقام الهواتف بدون أذن الإدارة)831
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)


إنه لأمر جميل أن نحول المستهلكين إلى مسوقين!!
وبدون أن ندفع لهم شيئًا!!
هل هذا كلام واقع أم هو محض خيال؟؟

بل هو الواقع ... الواقع الذي ينبغي أن يجري في الساحة التجارية..

إن عددًا كبيرًا من الشركات والمؤسسات الربحية تعتني بتوظيف وتدريب المسوقين مندوبي المبيعات على فنون البيع والإقناع والتأثير.. وتعطيهم الحوافز الجيدة التي تدفعهم إلى العمل الجاد... وهذا أمرٌ لا غبار عليه..
لكن كم هم عدد المسوّقين الذين تحتاج إليهم الشركة لتسويق بضائعهم؟.... لنفترض أنهم عشرون مسوقًا...
كل مسوق ينال أجرته نهاية كل شهر-غير العلاوة- 3000 ريال على التقدير المتوسط، فكم حينئذ تكون الحسبة؟؟
20*3000= 60000 ستون ألف ريال!!
إنه مبلغ ليس بالقليل تدفعه الشركة لهؤلاء شهريًا، فكم ستكون الحسبة في شهرين؟؟.. وكم ستكون الحسبة في سنة؟؟ فقط 720000 ريال. وكم ستكون الحسبة إذا انضافت إلى ذلك العلاوات؟؟

أقول: إن توظيف وتدريب مندوبي المبيعات أمرٌ جيدٌ لا بدّ منه، لكن... يجب أن لا ينصرف اهتمامنا إلى التوظيف والتدريب ونغفل عن جانب قد يكون هو الأهم في المسألة...

أعني بذلك جودة المنتج...
فجودة المنتج هي التي تحوّل المستهلكين إلى مسوّقين.... يعملون بالمجان للشركة، لماذا؟؟
لأن هؤلاء المستهلكين قد تنخفض نسبة ثقتهم في المسوقين مندوبي المبيعات، بينما ترتفع نسبة ثقتهم بمعارفهم وأصدقائهم، فكل من يريد السفر -مثلاً- إلى دولة ما، فإنه غالباً يقصد أحد معارفه في تلك الدولة ويسأله عن الفنادق والخدمات المقدمة والبرامج السياحية.... ويكاد يغفل تماما عن عروضات شركات السياحة... لأنه يعرف إغراءهم وتكاليفهم الباهضة.
فحينما يتوجه القاصد للسفر نحو زميله في السؤال فإنه يسأل جهة محايدة عن الشركة، ويتوقع منه الصدق في الإجابة، وتكون نسبة اقتناعه بما ذكره صديقه وزميله كبيرة جدًا.. وهكذا..
هكذا قل في شأن المنتجات....
ذلك أن الناس يتناقلون فيما بينهم جودة منتج معين ورداءة منتج آخر.... فالذين ينقلون جودة المنتج المعين في نفس الأمر يعملون كمسوقين للشركة بالمجان، والشركة في هذا تكسب الآلاف بل الملايين من جرّاء هذا المديح لها،
فلنفترض أن (6ستة) أشخاص جرّبوا منتجًا من المنتجات وأعجبوا به.. الأول: نقله إلى عائلته المكونة من 7 أفراد، الثاني: نقله إلى زملائه في الفصل وعددهم 30 طالبا، الثالث: نقله إلى زملائه في العمل وعددهم 10، الرابع: كان عاملاً في مصنع ونقله إلى زملائه وعددهم 200 شخصًا، والخامس: كان وجيها ورجل أعمال نقله إلى 5 من شركاءه وأصحاب القرار، والسادس -لنفترض- أنه كان خاملاً لم ينقل لأحد..
فكم ستكون النتيجة؟؟
6+7+30+10+200+5= 258 شخصأً تم نقل تزكية المنتجات إليهم،.. وكلهم عملوا بالمجان لصالح الشركة،
فإذا افترضنا أن ربع هؤلاء وعددهم 64 شخصًا اقتنعوا بالفكرة فاشتروا المنتجات، فكم ستربح الشركة؟؟
فإذا عرفنا أن (64) هم نتاج تزكية (6) أشخاص فقط في بداية الأمر، فكيف لو ابتدأنا الحساب بالرقم (64)؟ كم ستكون النتيجة؟

لو أن الشركات اهتمت بجودة المنتج لما احتاجت إلى توظيف المسوقين مندوبي المبيعات...إلا العدد المحدود فقط.
ولو وُظف 60000ريال -الذي تدفعه الشركة شهريًا إلى المسوقين أو 720000 في السنة- في تعزيز جودة المنتج لكان أولى.... وأحرى...
بل المضحك في ذات الأمر أن هذا المبلغ (720000) يمكن به فتح مؤسسة أخرى وشركة أخرى!!
لكن أين من يفكر؟؟
أخي صاحب المؤسسة أو الشركة ... أنت الآن بالخيار، أين تضع هذا المبلغ (720000)
هل تضعه في أيدي المسوقين لديك؟
أم تفتح به مؤسسة أخرى؟
أم تضعه في خزينتك أو خزينة شركتك؟ بتحويل المستهلكين إلى مسوقين.