إذا تحدثوا أنصت الجميع، إذا فعلوا فهم عناوين تتصدر الأخبار، هؤلاء هم أصحاب كاريزما، يلاحق الجميع أخبارهم بينما يدفع آخرون أموالا طائلة لظهور عابر في الإعلام. حضور أشبه بهالة تفرض الاهتمام، وقوة تبعث بالنفوس الولاء والثقة، فيما يغمر سلوكهم المحبب الدفء من حولهم.

التدرب على "الكاريزما"أصبح حيويا ضمن مهارات قيادية عديدة، أي المواصفات التي تحسن حضور الشخص وتجعله محببا وذو شعبية، ويدفع بعض المديرين في الشرق الأوسط مبالغ كبيرة لكسب هذه المهارات ولتعزيز جاذبيتهم الشخصية خلال المفاوضات والصفقات بحسب ما علمت مجلة أريبيان بزنس من خبيرة تواصل أمريكية اسمها أوليفيا فوكس كابين.
تؤكد أوليفيا أن قائمة زبائنها تتضمن شخصيات ناجحة ومعروفة، فمنهم من لا يسعى وراء الكاريزما بل وصل هؤلاء إلى مراحل متقدمة يسعون فيها للتدرب على تبعات الكاريزما، فهذه الموهبة ستمنحك قدرات رائعة وتصبح أكبر نفوذا وتأثيرا وإلهاما للآخرين لكن هناك ثمن وعواقب لسوء التصرف مع الكاريزما أيضا. وتزعم أوليفيا وهي خبيرة ومدربة قياديين تحاضر في جامعات هارفارد وستانفورد، أنها تعمل على تدريب العديد من الرؤوساء التنفيذيين العرب وتتقاضى أتعاب سنوية تصل إلى 150 ألف دولار منهم بانتظام حيث تأتي هي أحيانا إلى الدول العربية للتلاقي مع زبائنها وكلهم رؤوساء شركات ذكور. تشير أوليفيا أنها عملت لدى روساء تنفيذيين يسعون للوصول إلى زبائن في وادي السيليكون والعثور على شركات ناشئة للاستثمار فيها وساهمت في مساعدة زبائن سعوديين لتنظيم منتدى في جامعة ستانفورد.

وتضيف أنها عادة ما تلتقي بزبائنها العرب في لندن وميامي وسان فرانسيسكو، حيث يسافرون لملاقاتها أحيانا أينما تكون كلما استدعت الحاجة. تعتمد أوليفيا على علوم السلوك لتحسين الكفاءة والتعاطي الإيجابي مع الآخرين فضلا عن ترك انطباع إيجابي خلال المفاوضات التي يلزمها عادة أجواء ودية بحسب قولها. وبحسب مدونتها فإن التعامل مع أجانب وعقد الصفقات يواجه أحيانا صعوبات كبيرة بسبب ضعف المهارات الشخصية فضلا عن تحديات في أسلوب التواصل مع ثقافات مختلفة.


تبدأ أوليفيا في إحدى محاضراتها بالقول إنها كانت أمام خيارين، فإما الانكفاء بعيدا عن الناس في مكان منعزل أو العيش حياة اجتماعية ناجحة، فاختارت الحياة الاجتماعية لتستكشف سبل النجاح الاجتماعي والمهني.


تقول أوليفيا في كتابها The Charisma Myth أسطورة الكاريزما، إن هذه الموهبة لا تأتي هبة إلهية مع الولادة بل يمكن اكتسابها بل تفعيلها وتعطيلها إراديا.

تزعم أوليفيا فوكس كابين في مدونتها أنها "صانعة النجوم" وتقول للساعين وراء الكارزيما:

"انظر كالعاشق وقف كالغوريلا وتحدث مثل الداعية"، تقصد أوليفيا أن تقوم بالنظر بعيني الشخص أمامك بطريقة عميقة ودافئة، وأن تكون وقفتك معبرة عن القوة والثقة وحديثك واثق هادئ بصوت دافئ.

فالداعية الناجح يقدم أبرز مثال على ذلك فهو يهتم بناسه ، من خلال الدفء في حديثه ولديه الثقة والقوة من كلام الله ويركز حول مهمته بحماس يلف حضوره. تخيل مدى خطورة انحرافه بدعوته وتأثير ذلك على آلاف أو ملايين من مريديه، لتعرف مدى فعالية الكاريزما وخطورة انتهاك المعايير الأخلاقية فيها. كذلك هو الحال في مجالات أخرى كالجامعات والمدارس والشركات، حيث يتبدى أثر الكاريزما مع كل تصرف من المدير الناجح في شركة كبرى وانعكاس ذلك على مديري الأقسام الأخرى وباقي الموظفين.

تدحض أوليفيا في كتابها The Charisma Myth ، كما يوحي العنوان بالمغالطات التي تشيع حول الكاريزما بأنها موهبة لا يمكن الوصول إليها بالتدريب، لكشف خلال الكتاب أن المران والتدريب يمكن أن تجعل من الكاريزما قدرة مكتسبة يمكن اتقانها كأي مهارة. تدعم الكاتبة فصول الكتاب بدراسات علمية فضلا عن خبرات اكتسبتها خلال التدريب على اكتساب الكاريزما التي تعتبرها سلوكيات مكتسبة وليست موهبة تأتي بالولادة.


وتستعين أوليفيا بدراسات تكشف أن الكاريزما يمكن أن تصبح سلوكا طبيعيا بل لا إراديا لدى الشخص من خلال اتباع سلوكيات معينة تثقلها التجارب الحياتية لتصبح من الطبائع الدائمة، كما هو الحال مع ستيف جوبز الذي تحول خلال مسيرته من شخص مرتبك ومربك إلى أكثر المدراء التنفيذيين تمتعا بالكاريزما من خلال تطوير قدراته على التواصل والحديث، وتستشهد لذلك بلقطات لسيتف جوبز على المسرح قبل سنة ألفين، ولا حقا بعد ذلك العام ليظهر تحول كبير في شخصيته. ستيف جوبز الذي أصبح أحد أكثر المديرين التنفيذيين نجاحا في الألفية الثانية، كان جوبز قبل سنة ألفين شخصا مرتبكا في كلماته ومربكا في سلوكه على المسرح، لكنه بعد العام 2000 أصبح سيد الموقف في حضوره وحديثه على المسرح إذ أصبح وقتها يهيمن بهالة كبيرة وحضورا قويا مع وقع السحر على كل كلمة يقولها، ويكمن سر ذلك أنه أتقن سلوكيات الكاريزما الثلاثة بحسب أوليفيا وهي "انظر كالعاشق بوقفة كالغوريلا وتحدث مثل الداعية"، وتعني بها ثلاثة خصال هي الحضور والقوة والدفء. تركز أوليفيا في محاضراتها على دور قدرات التواصل الفعال في تحقيق إنجازات ونجاحات كبيرة في العمل، ويبدو أن أوليفيا أتقنت فن الكتابة ففي ثنايا الكتابة تظهر جاذبية كلامها بطريقة توضح فيها الأفكار بأسلوب ممتع للقراءة. وتقدم أوليفيا في الكتاب سبل تطوير هذه المزايا بأمثلة عملية بمثابة تمارين لكل من هذه المهارات.


تنبه أوليفيا إلى بعض العواقب الخطيرة للكريزما، وهي حالات النوايا اللاأخلاقية مثل إساءة توجيه الكريزما كحال هتلر وموسوليني وستالين وماو تسي تونغ، وبعض دعاة الدين ممن يلوي الحقائق بدواعي النوايا السامية أو المقدسة. كما قد يجري استغلال شعبية شخص قيادي في شركة أو مؤسسة لجوانب الكاريزما لديه لأغراض شخصية ولذلك تواصل بعض الشركات فرض توازن في اختيار أكثر من شخص للتعامل الإعلامي والمؤسساتي.

تؤكد أوليفيا على جانب هام وهو اعتماد الصدق والإيمان الراسخ بالجوانب المشرقة إذ سيفتضح أمر كل من يتصنع الابتسام إن لم يكن نابعا فعلا من أعماقه أو أعماقها، فسلوكيات أصحاب الكايرزما لا تصدر عن تكلف أو تصنع بل عن سلام داخلي وقناعة تامة بما يسعون إليه في تواصلهم مع الآخرين. فمهما تم اختيار الكلام المنمق إلا أن لغة الجسد ستكشف كل تصنع بنظرة واحدة قد لا تحتاج لخبراء لكشفها. تقول أوليفيا عن التواصل وترك انطباع إيجابي في مقابلة عمل أو لقاء لعقد صفقة أن التعامل مع أي شخص غريب ومحاولة ترك انطباع إيجابي هو أمر بالغ الأهمية، بل يجزم خبراء الوارد البشرية أن قرار توظيف شخص أو الموافقة على صفقة يحدث في العقل الباطن خلال أول ثواني اللقاء مع المرشح للوظيفة أو رجل الأعمال الساعي إلى صفقة أو إلى تمويل واستثمارات. ففي الثواني الأولى هناك الهيئة العامة واللباس وطريقة المشي، ثم تأتي التحية مع المصافحة والكلام.


يكفي أن تصافح بطريقة خاطئة لينتهي كل شيء قبل أن يبدأ اللقاء. وتقول أوليفيا أن السلوك الغريزي للإنسان والذي يتبعه منذ الأزل هو سرعة اتخاذ قرار لدى مواجهة أي شخص غريب: هل هو "عدو أو صديق"، "منا أو منهم" ليقرر الطرف الآخر إن كان سيتعامل معك أم لا، مهما تكن الصفقة مغرية فقد يخرب الانطباع الأولي كل شيء في مشروع صفقة أو حتى مقابلة عمل (راجع الفيديو هنا- foxcabane.com). وتستفيض أوليفيا في شرح طريقة المصافحة الصحيحة بعد أن تفسر أصل المصافحة على أنها من العادات التي نشأت للتعبير عن السلام وأن اليد اليمنى خالية من أي سلاح، مشيرة إلى أن من يستخدم يده اليسرى كان موضع شك وكان يتعرض للقتل بكثرة خوفا من "غدره" لدى المصافحة باليمنى وإخفاء سلاح يقتل به باليسرى!

استفسرت مجلة أريبيان بزنس من خبيرة في مجال التواصل والعلاقات العامة حول أهمية الكاريزما في تحقيق أهداف الشركة ونجاحه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.


وعن تحديات الأنشطة الدولية تحديدا تجيب أيلين واليس الرئيس التنفيذي لشركة بورتسميث، أنه على العكس، إذ تقول أنه لا يوجد أي تحدٍ بل يتحمس حاليا رجال الأعمال الأوربيين والشركات الأمريكية للاستفادة من الفرص الكبيرة المتوفرة في الأسواق الناشئة ويبرز ذلك مع صعود اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط وفرص النمو الكبيرة فيها. ويسعى تنفيذيو الشركات الأمريكية، وكذلك مثيلاتها الأوربية لاستكشاف فرص النمو في مجالات عديدة مثل الضيافة والفنادق والفنون ومنتجات الرفاهية في الدول العربية، خاصة مع وجود فرص كبيرة من خلال استعدادات الإمارات لاستضافة اكسبو 2020 في دبي، وكذلك تنظيم قطر لكأس العالم 2022، فضلا عن مشاريع ضخمة في السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية عامة.


وأصبح الوصول للشرق الأوسط يسيرا مع توفر رحلات الطيران منتظمة مع مختلف العواصم العالمية الكبرى. وتستبعد واليس موضحة بعض الجوانب السلبية مثل بعض المغالطات التي تبرز العرب بصورة سلبية في الإعلام بأن كبار المديرين الأجانب يدركون حقيقة الأمور وأنها مغايرة لما تتناقله الأنباء المثيرة من مبالغات حول المنطقة العربية، ويمكن للعرب توضيح الصورة النمطية السائدة بفعل الإثارة الإعلامية تلك مع قدرتهم على الانسجام في علاقاتهم الدولية ومواجهة أي موقف من خلال وعيهم بالثقافة الغربية والأديان والعادات في تلك التعاملات.


يقل عدد سيدات الأعمال في مناصب عليا في المنطقة ويرحب بهم في أوروبا ويسهل أمامهن إزالة كل سوء الفهم السائد بل تعد المرأة العربية خير سفير في مجال العلاقات التجارية الدولية كونها تتولى منصبا قياديا في موقع قوي يرحب بها في الغرب كونها تجسد صورة حقيقية عن واقع المرأة العربية التي تتبوأ أعلى المناصب. إلا أن أبرز المآخذ التي قد تضر بالمرأة القيادية اعتبارها تومئ بالموافقة على كل ما يقال وتتجنب الاعتراض، ففي هذه الحالة قد تترك انطباعا أنها ضعيفة وتساير على طول الخط، مما يبرز الحاجة على تعزيز قدرتها على التواصل بثقة أكبر. فالكاريزما في النهاية هي القدرة على التواصل بفعالية، والمرأة عموما أكثر تقبلا واستجابة للتواصل والاعتراض. أما عن الجانب السلبي من الكاريزما فقد بدأت بعض الشركات بوضع سياسة محددة إزاء طريقة استخدام النفوذ والكاريزما وفقا لضوابط تحددها لصالح أهداف الشركة بدلا من تحقيق مكاسب شخصية من خلالها، ولذلك أصبحت هناك شركات عديدة تعتمد على أكثر من شخص ليكون المتحدث الرسمي باسمها

ما هي متاعب الكاريزما – لدى المرأة؟
ضمن مجال العمل يمكن للمرأة أن تتصرف بأسلوب احترافي، وعلى المرأة تحقيق توازن بين إظهار القوة وإظهار الدفء مع فرض الاحترام.
وعموماً فإن هناك فرص لمساوئ الكاريزما والتدريب الزائد على التعاطي الإعلامي، فقط يظهر أسلوب التعامل مصطنعاً ومفتعلا بدون قدرة على الإقناع وكسب الثقة. فالكاريزما هي وسيلة لكن الأمر الجوهري هو القدرة على التحاور وتوصيل الرسالة الجوهرية لوجهة نظر الشركة. الثقة ضرورية كخطوة أولى، والفعالية في التواصل لتحقيق الهدف هو الأمر الجوهري لإتمام الصفقة أو النجاح في التفاوض حول تعاملات محددة، وكذلك لتحفيز فريق العمل، فالرئيس التنفيذي الناجح يبرع في التواصل مما يبرز هنا المهارات اللغوية في التعبير عن وجهة نظره، فهو يدرك الفروقات الثقافية وثقافة الشركة والتواصل الفعال. فالرئيس التنفيذي المسلم على سبيل المثال يحتاج للاستعداد مع التعاطي الثقافي المختلف خلال تعامله مع جنسيات من ثقافات أخرى ليتمكن من تجاوز هذه المواقف بالإطلاع على الجوانب الأساسية في كل ثقافة يهمه التعامل مع أصحابها.


بعض الأطفال يتعلم ويكتسب كيف يحبب الوالدين به بتكرار تصرفات تنال إعجابهم، بل تهذيب هذه حد الإتقان التام بحسب خبراء السلوكيات الاجتماعية في جامعة إم أي تي.

هل تحول الكاريزما أشخاص عاديين إلى نجوم ومشاهير وأصحاب قرار؟ الكاريزما هي إحدى الخصال التي اكتسبتها شخصيات كثيرة مثل ستيف جوبز ومارلين مونرو بل حتى جورج قرداحي وشخصيات عربية كثيرة ليكتسب حضورهم جوا مميزة بهالة خاصة. كان لهم ذلك من خلال توازن متباين بين الحضور والقوة والدفء، كأن يزيد الحضور على حساب القوة والدفء أو تزيد القوة على الجانبين الآخرين وهكذا من سلوكيات هذه العوامل الثلاثة الأساسية للكاريزما.


محاذير في الكاريزما
قد تنجرف شخصية شهيرة وراء الكاريزما التي تتمتع بها لتستمتع دون قيود بما تتيحه من نفوذ وقوة تأثير في أغراض أخرى، لتصبح الكاريزما غاية بحد ذاتها، وتكون بذلك موهبة مدمرة بحسب أوليفيا التي تحذر من إساءة استخدام هذا النفوذ في مجال الكاريزما. نظرا للنفوذ الهائل الذي يكتسبه صاحب أو صاحبة الكاريزما فإن إغراء حب السيطرة أوالهيمنة على سلوك وعقول الكثيرين يصبح أمرا مخيفا، كذلك هو الحال إذا لم يكبح صاحب الكاريزما رغباته في التحكم بالآخرين لتنحصر بجانب العمل ضمن الضوابط المهنية والأخلاقية. فالكريزما حين تنفلت من زمامها لدى قادة الرأي أو الشخصيات المؤثرة فهي تتحكم بمصير أعداد كبيرة من الناس، كما جرى مع موسليني بل هتلر أيضا. ففي قيادة الشركات يقدم أصحاب الكريزما من قادة الشركات، إلهاما لفرق العمل لتحقيق رؤيتهم لمستقبل الشركة وتعزيز التزام الموظفين بتلك الرؤية (بحسب دراسة Hoffman and others -2011)


الطريق للكاريزما وكيف يحتاجها المدراء التنفيذيون؟

يستدعي التعامل مع ثقافات متعددة من قبل المديرين التنفيذيين التدرب على أفضل سبل التواصل الفعال من الجانب اللغوي والعملي، حيث تشير دراسات عديدة أن التواصل بين الناس لا يقتصر على اللغة بل على التصرفات وحركة الجسد، إذ لا يهم إتقان لغة أجنبية بشكل كامل طالما كان المدير قادرا على توصيل الفكرة بصورة تامة بحديثه وطريقة تصرفاته. بحسب خبراء كثيرون عرضت بي بي سي آرائهم مؤخرا، يمكن تلخيص الكاريزما بالجاذبية التي تلهم وتستلهم المشاعر الودية والإعجاب لدى الآخرين، فضلا عن القدرة الفائقة في التواصل والمهارات الاجتماعية. يمكن تحسين هذه المهارات ويمكن تطويرها من خلال تحسين طريقة التعاطي مع الآخرين بتوليد هالة إيجابية يكسب فيها ود وعقول الآخرين، ترتبط الكاريزما بالمهارات القيادية ويمكن أن تكون جانب هام من القيادي الناجح.


وبحسب بحث نشرته بي بي سي فإن الفوز من خلال كسب العقول والقلوب في منافسة للاستحواذ على صفقة تمويل أو منافسة تتوقف لا على الجدوى الفعلية للأفكار المتنافسة بل على الكاريزما المتمثل في قدرة المتحدث على نقل مشاعره للآخرين من خلال شخصيته وطريقة حواره. وصاحب الكاريزما له ثلاث خصائص الأولى هي الثقة دون التباهي أو القدرة على الظهور بهيئة الواثق، كما أنه لا يقتصر على الظهور بمظهر الواثق بل يساعد الآخرين على الشعور بالثقة لتعزيز عملية التواصل معهم.

والثانية القدرة على التواصل في مختلف المواقف وأمام شخص واحد أو العشرات وأكثر ، والثالثة هي الظهور بهيئة التفاؤل والإيجابية، أي إيجاد الجانب المشرق في الناس والظروف والمواقف، فأصحاب الكاريزما يظلون مبتهجين ومحببين مهما اشتدت الظروف حولهم مما يبعث بالثقة التي تنتشر بطريقة معدية تساهم بتشجيع فريق العمل وإلهاب حماسه. يساعد هذا التفكير الإيجابي والتفاؤل المصاحب بتوليد قوة هائلة في نجاح التفاوض والتوصل لتسويات وحل المشاكل بحسب كتاب "أسطورة الكاريزما".
أما موانع الكاريزما وفقا لأوليفيا في كتابها سابق الذكر، فيتصدرها ضعف تقدير الذات، حيث يشعر الشخص بتقييم ذاتي ضعيف يتسرب إلى حديثه وسلوكه ويفتضح تردده بلغة الجسد، فلا ينال ثقة الآخرين وتتعثر كل الفرص لأن الانطباع الأولي والأساسي عن ذلك الشخص أنه مربك ومرتبك. تتلخص الكايزما إذا في سلوكيات الحضور والقوة والدفء ويكمن اكتسابها ببساطة كما يفعل بعض الأشخاص منذ نعومة أظفاهم بالتحبب بمن حولهم، ويكفي أن يكون لديك الحماس والفضول النابع من أعماقك لتكون شخصا ناجح اجتماعيا في العمل والحياة لتتبنى السلوكيات تلك بل لتعيشها دون تصنع أو تفكير بها.