تتزايد باستمرار أهمية إدارة الأعمال للمجتمع مع الأخذ في الاعتبار التطور التكنولوجي وتطورت الحياة بشكل عام، لأن الإدارة تشكل عصب الحياة بسبب الحاجة الماسة لاتخاذ قرارات واعية مدروسة لتحقيق الهدف المنشود. وحيث أن الإدارة مفتاح للتقدم، فإن التركيز على خصائص النجاح للإعمال وازدهارها ينعكس إيجابياً في ترسيخ قيم وتقاليد العمل، وبذل الجهد، واحترام الوقت، وتنمية التفكير الحر، وتحمّل المسؤولية.

إن النجاح الذي تحققه مؤسسات الأعمال يعود بالأساس إلى وجود إدارات قديرة، وقوية، ومتفهمة لطبيعة مهامها وأعمالها، وواعية للبيئة المحيطة بها. لذلك، فإن المهمة الأساسية للإدارة تتمثل في جعل المؤسسة بكاملها تستهدف إلى الانجاز العالي من خلال أفضل تطويع للموارد كافة. وإذا أمعنَّا النظر في حياتنا اليومية، فإننا نجد أن الإدارة تُمارس أولاً على المستوى الشخصي من خلال إدارة الفرد لشئون معيشته، ومن ناحية أخرى سنجد أن الإدارة مطبقة على المستوى الجماعي من خلال ممارسة مختلف أنواع مؤسسات الأعمال للأنشطة الإدارية. أي أن للإدارة مكاناً في كافة أنشطة حياتنا اليومية.


لأن الإدارة تعتبر من أكثر الأنشطة أهمية وتغلغلاً في جميع أوجه النشاط الإنساني، كان من الطبيعي وجود تفاوت ما بين الكُتاب والباحثين حول تعريف الإدارة، ومن أهم هذه التعريفات وأشهرها ما يأتي:

تعريف ستونز Stonez:إن الإدارة هي عملية التخطيط، والتنظيم، والقيادة، والرقابة، واستخدام الموارد لتحقيق الأهداف التنظيمية:-

تعريف ديل Dale: إن الإدارة هي عبارة عن إدارة الناس وليس الأشياء. والإدارة تشمل عملية اتخاذ القرارات، كما تشمل عملية تنظيم واستخدام الموارد لتحقيق الأهداف المحددة.

تعريف سيرتو Certo: إن الإدارة هي عملية تحقيق أهداف التنظيم من خلال الأفراد والموارد الأخرى المتاحة.

تعريف فوليت Follett: إن الإدارة هي فن تنفيذ الأشياء من خلال الآخرين.

تعريف كونتز Koantz و دونل Donnell:إن الإدارة هي عملية توفير البيئة المناسبة لعمل الأفراد في التنظيمات الرسمية.

أما المؤسسة فتعرّف على أنها عبارة عن كيان مكوّن من الأفراد الذين يعملون مع بعضهم البعض، في إطار تقسيم واضح للعمل، من أجل الوصول إلى أهداف محددة تتسم بالاستمرارية.

لقد نتج عن التطور الصناعي والتكنولوجي الهائل اتجاهات حديثة لتغيير أساليب إدارة الأعمال في المؤسسات، ومن أهم هذه الاتجاهات ما يأتي:

الإيمان بأهمية رأس المال الفكري والمعرفي.

الإيمان بأهمية التكنولوجيا بشكل كبير في دعم الإدارة.

تغيير مفاهيم إصدار الأوامر المباشرة والرقابة على العمل.

التركيز على بناء فرق العمل المنتجة.

الاهتمام بالموازنة بين حياة الأفراد وعملهم.

التركيز على السرعة في الإنجاز.


إذن فجميعنا نحتاج إلى الإدارة، لأنها الضمان الوحيد لإنجاز الواجبات والحصول على النتائج المطلوبة وفق عملية مُتقنة، فهي تتضمَّن القيام بدور إشرافي مرن وواسع المدى، والتركيز على الآخرين وأدائهم، وتعلّم المهارات الجديدة وتطوير المهارات القديمة، وإعطاء وتلقّى الآراء حول العمل، والتخطيط للمستقبل، وتفويض المهام، والكثير من الممارسات التى تتوسّع وتتعقّد مع ازدياد خبرتك في العمل.