أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تفاؤله إزاء نتائج الوظائف في بلاده عن الشهر الماضي والتي أدت إلى تراجع ملحوظ في مستوى البطالة إلى 8.3%، مسجلة مستوى قريبا من أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات.

واعتبر أوباما أن اقتصاد بلاده يزداد قوة وانتعاشه يتسارع، داعيا أعضاء الكونغرس إلى عدم إلحاق الضرر بهذا الانتعاش وتمديد خفض الضرائب على الأجور الذي ينتهي الشهر الجاري، كما طالبهم بعدم جعل المسألة تنغمس بالسياسات.

وقال أوباما -في جمع في شمال فرجينيا- إن الاقتصاد الأميركي يزداد قوة والانتعاش تتسارع خطاه "ويجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للمحافظة على نموه".


ومن شأن الإعلان عن تراجع البطالة أن ينعش آمال أوباما الذي يجتهد وحزبه الديمقراطي لإبراز الإنجازات التي تحققها إدارته، وخاصة في الجوانب الاقتصادية التي تهم المواطنين، وذلك بهدف السعي للفوز بفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

وفي بيان صدر أمس عن وزارة العمل الأميركية أوضح أن الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة قفزت بواقع 243 ألفا وهي أكبر زيادة منذ أبريل/نيسان الماضي وتفوق توقعات الاقتصاديين التي بلغت 150 ألفا فقط.

وقالت الوزارة إن نمو الوظائف كان منتشرا في القطاع الخاص حيث تحققت مكاسب كبيرة في التوظيف في الخدمات المحترفة وقطاع الأعمال والترفيه والضيافة والتصنيع.

وتغير معدل توظيف الحكومات -التي تخلت عن العديد من الوظائف بسبب خفض الميزانيات- في شكل طفيف خلال الشهر.

وبفضل الوظائف الجديدة التي تحققت الشهر الماضي، انخفض معدل البطالة الأميركي من 8.5% في ديسمبر/كانون الأول إلى 8.3% في يناير/كانون الثاني.

يذكر أن الاقتصاد الأميركي أحدث في العام الماضي أكثر من مليوني وظيفة، وهي أحسن حصيلة خلال السنوات الخمس الماضية.


ولا يزال أمام أميركا طريق طويل لاستعادة مستوى التوظيف المسجل قبل الركود الذي ضرب الاقتصاد بعد الأزمة المالية بين عامي 2007 و2009، وإذا واصل الاقتصاد نفس وتيرة التوظيف المسجلة في الشهر الماضي فإنه سيحتاج سنة ونصف السنة ليسترجع نفس حجم التوظيف لمرحلة ما قبل الركود.