أعلن تحالف يضم مصرفاً معروفاً ومجموعة من العائلات المالكة ونخبة رجال الأعمال في دولتي الإمارات والسعودية عن إبرام اتفاقية لتأسيس أول مصرف إسلامي في منطقة اليورو. وقد تم الإعلان عن هذه الاتفاقية خلال القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي المنعقدة في دبي.
وكانت شركة «ديلويت» نفذّت دراسة الجدوى الاقتصادية للمصرف، وأظهرت ارتفاعاً في العائد على الاستثمار بالاستفادة من كون المصرف أول المؤسسات التي تُفتتح في دول منطقة اليورو.
ومن المقرر أن يكون المقر الرئيسي للمصرف في لوكسمبورغ بسبب بيئتها الاقتصادية القوية والإطار التشريعي والتنظيمي الداعم للخدمات المالية الإسلامية. وقد أنهى المؤسسون والداعمون وشركة ديلويت اجتماعاً مع هيئة مراقبة قطاع التمويل في لوكسمبورغ (CSSF)، التي رحّبت بالفكرة ووجّهت لتحضير الوثائق المطلوبة لتقديم الملف للهيئة للحصول على رخصة مصرفية .
يأتي تأسيس مصرف يوريسبانك (Eurisbank) برأسمال قدره 60 مليون يورو، متماشياً مع هدف لوكسمبورغ بأن تصبح أول عاصمة للصيرفة الإسلامية في منطقة اليورو، مقدمةً مجموعةً متنوعة من الخدمات المالية على مستوى عالمي في مجال التجزئة، الشركات، والخدمات المصرفية الخاصة.
وسيملك المصرف الجديد فروعاً في كلٍ من باريس وبروكسل وهولندا وفرانكفورت. وتم تعيين شركة ديلويت وشركة إكسلنسيا لإدارة الاستثمارات للمضي قدماً بجميع إجراءات تأسيس المصرف.
وبهذه المناسبة، صرّح الشريك في شركة ديلويت لوكسمبورغ، ماركو ليتشتفوس: «نظراً لانتقال القطاع المالي الإسلامي عالمياً من استهداف شريحة معينة إلى الوصول إلى كافة الناس، وتزامناً مع كون أوروبا سوقاً واعداً وجذاباً لا يتوافر فيه حتى الآن خدمات مصرفية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، فإن تأسيس يوريسبانك (Eurisbank) كأول مصرف إسلامي في منطقة اليورو، يحمل فرصاً وإمكانيات كبيرة لتوسيع الخدمات المالية الإسلامية، ولشركة إكسلنسيا لإدارة الاستثمارات».
وأضاف: «تقدّر قيمة سوق الخدمات المالية الإسلامية عالم بـ1.8 تريليون دولار أميركي، ومن خلال فتح أسواق جديدة ستنمو هذه الأرقام بشكل كبير في السنوات القادمة».
وأوضح عمار دبّور، المدير الشريك في «إكسلنسيا لإدارة الاستثمارات» أن: التحدي الأول لدى البنك يتمثل في إيجاد صيغة معينة للتشريعات التي سيعتمد عليها البنك في إطلاق منتجاته، خصوصاً في ما يتعلق بإدارة الأصول والثروات، مشيراً إلى ان التوجه الحالي سيكون الاعتماد على مخرجات المبادرة التي أطلقتها دبي بصفتها عاصمة للاقتصاد الإسلامي، حيث ستكونت المرجعية الأولى للمصرف الجديد.
وأضاف «كبداية سنطلق منتجات محدودة تتخصص في إدارة الثروات والأصول الخاصة، ثم الانتقال بعد ذلك إلى بنك تجاري عادي، حيث سنتوجه لفتح فروع للبنك في كل من بلجيكا وفرنسا وهولندا وألمانيا وإسبانيا المعروفة بالتواجد الكبير للجالية المسلمة فيها في مدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، مشيراً إلى أن خدمات المصرف ومنتجاته لا تقتصر فقط على المسلمين بل حتى لغير المسلمين».
وأضاف: «أكثر من 20 مليون مسلم في الاتحاد الأوروبي، يشكلون قاعدة كبيرة من العملاء وهذا يعكس إمكانات كبيرة في السوق. وبوجود الدعم القوي من الحكومات الأوروبية للنموذج الإسلامي، فإن الإطار التنظيمي سيكون ميزة كبيرة لخدمة المجتمعات المسلمة وغير المسلمة في أوروبا».

إطلاق خدمات البنك خلال الربع الأخير من 2014
قال عمار دبّور رداً على سؤال عن الموعد المتوقع لانطلاق أعمال المصرف،: «سوف نقوم بتجميع الطلب في يناير من عام 2014 ونقدّمه إلى هيئة مراقبة قطاع التمويل في لوكسمبورغ (CSSF) لفحص الطلب بشكل نهائي.
ونتوقع الحصول على ردّها الإيجابي، الذي تليه موافقة وزارة المالية بحلول أبريل من عام 2014، مما يتيح لنا الوقت الكافي لإطلاق عمليات المصرف في الربع الأخير من عام 2014».
وأضاف أن تركيز المصرف يوريسبانك سيكون على نقطة قوته الأساسية، والتي هي التوزيع، والجمع بين المنتجات، وتعظيم المحافظ الاستثمارية، واختيار المدراء، والفحص الدقيق قبل اختيار المنتجات المالية الإسلامية. كما سيستفيد من الخبرة الطويلة لمساهميه في تأسيس وهيكلة منتجاته.