أنا لا أعرف معنىً للعبث المتعمّد!!..
ولا أعرف معنىً للإيذاء الغاشم!!..
أنا في الأصل لا أعرف معنىً للحياة , لأني في الواقع لا زلتُ صغيراً!!..
أقبلتُ على الحياة وأنا في حضن أمٍ رحيمة , وأبٍ حنون فهما أول من أحسست أنهما مصدرٌ لسعادتي ولكنني انصدمت بعدها فقد أصبح يُمارس على شخصيتي أساليب استبدادٍ حقيقية فأصبحتُ لا أُقبل على الأشياء كما يجب حتى وأنا في "عز شبابي" نعم أشعر وكأنني عددٌ باقٍ من قسمةٍ مطوّلة!!
نعم.. تلك حياته تربية على أساسٍ قمعي أدَّى إلى تيهٍ شخصي في حياته , شَعُرَ بنمط الاستبداد التربوي الذي يعاني منه الكثير من الشباب اليوم الذي قطع إبداعهم ووقف سدًّا لمسيرتهم الحياتيّة..
فالوالدان هما مصدر سعادة ذلك الطفل التي تملؤه البراءة لكن عندما يكبر ليتعلم أسس الحياة يدخل في دوامةٍ ديكتاتورية أسرية لم يكن يتوقع أن الحياة بهذه الخلفية الشديدة لذلك أفرغ ما تلقّاه في منظومة المجتمع وجميع تلك الممارسات القمعية قد أثرت على شخصيته فكونت لنا شاباً نستطيع أن نقول بأنه أصبح عالةً على المجتمع..
جاء في الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- "مامن مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهوِّدانه , وينصّرانه , ويمجّسانه..." الحديث.
فالوالدان هم من يبنون المعتقد لابنيهما كما يبنون سلوكيّاته وشخصيّته , فبناء الشخصية لا يكون بالقمع والاستغلال إنما يكون بناؤه عن شخصيّةٍ قوية تحملها عاطفة تربوية في حاضنةٍ تحمل أخلاقيات وسلوكيات حسنة وطيّبة يشرق من خلالها عقل الطفل ليكون جاهزاً للاطّلاع على أفكار الحياة المختلفة وثقافاتها..
وأخيراً:-
ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام حينما قتل أحد أعدائه نصرةً لرجلٍ من شيعته ففي اليوم التالي ناداه الذي من شيعته يريد النصرة مرّةً أخرى فأراد أن يبطش موسى بعدوّهما فقال له عدوّه:-
"يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبّاراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين". سورة القصص.
فالغاية من ذكر القصة أن الإصلاح لايكون بالبطش والجبروت والقمع لقوله:- "إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين" لذلك تعامل بخلق التربوي لتصبح مربياً واعياً و لتنزع عباءة الديكتاتور من أجل صلاح الرعيّة..
عبدالله الخراز..