شارفت سنة 2013 على الانتهاء، وحان الوقت لنستعرض أحداث العام الماضي ونتعلم من أخطائنا ونضع خططا للعام المقبل. وفي شهر ديسمبر يتوجب على أصحاب المؤسسات الناشئة أيضا، التعلم من دروس وعبر العام الماضي ومراجعة أهم أحداثه وتطوراته، والتخطيط لمستقبل أفضل. كما عليهم الالتزام بالقرارات التي يتخذونها، ليحسنوا من أداء مؤسساتهم. وإليكم 5 أخطاء على أصحاب المؤسسات الصغيرة تجنبها في عام 2014:


1. التركيز الزائد على الإعلام الاجتماعي: معظم المقالات والمحاضرات تشدد على أهمية الإعلام الاجتماعي والترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعية لدى المؤسسات الصغيرة، لكن حان الوقت الآن لتخفف من تركيزك على عالم الإنترنت. وذلك ليس لأن الإعلام الاجتماعي غير مهم، فهو أداة فعالة واستراتيجية في التسويق وخدمة العملاء. ومعظم المؤسسات الناشئة تعتقد أن إثبات وجودها والترويج لاسمها والتواصل مع عملائها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كاف، لكن ذلك ليس صحيحا؛ فأنت لا تحتاج لإنفاق وقتك كله على موقع تويتر، بل إن هذا الأمر قد يضر بمؤسستك لأنه يستحوذ على تركيزك ويمنعك من الالتفات إلى نواح أخرى مهمة. ولأن مواقع الإعلام الاجتماعي تتمحور حول إيجاد المكانة المناسبة لمؤسستك والتواصل مع عملائك، فلا تنفق وقتا وطاقة أقل أو أكثر من اللازم عليها. لذلك، على المؤسسة في عام 2014 العودة خطوة للوراء، ومراجعة أوضاعها والعمل لتحقيق التوازن.


2. عدم الاستعانة بوسائل الترويج المدفوعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي: في هذه المرحلة يتوجب عليك الاستعانة بخدمات التسويق أو المحتوى المدفوع عبر فيسبوك وتويتر؛ فهذان الموقعان يكتسحان عالم التواصل الاجتماعي تماما. وهما الطريقة الأمثل للتواصل مع العملاء وإيصال المعلومات المتعلقة بخدماتك لهم. ومن ناحية ثانية، فإن شراء خدمات الترويج عبر الإعلام الاجتماعي يستحق العناء، لاسيما أن أسعار هذه الخدمات منخفضة، فلا تتردد بالاستعانة بها.


3. الالتصاق بحاسوبك طيلة النهار: بعض رواد الأعمال يشعرون بالحاجة للعمل على حواسيبهم طوال الوقت، فهم يشعرون أنهم غير مضطرين للنهوض والتنقل، سواء في مؤسساتهم نفسها أو خارجها، فمعظم المهام اليوم أصبح بالإمكان إنجازها عبر الإنترنت. إنه لأمر رائع، لكن في هذه المرحلة يجب ألا يعتمد المدير تماما على وسائل التكنولوجيا الحديثة، وأن يجرب أساليب القيادة والإدارة التقليدية لأن لها فوائد عظيمة أيضا. فحاول أن تؤدي قدر ما تستطيع من المهام بنفسك، ووجها لوجه مع موظفيك أو عملائك، وتفاعل مع الآخرين. وادعهم لتناول القهوة أو لعشاء عمل بدلا من تبادل الرسائل الإلكترونية طوال اليوم. وقد تفاجأ بأن هذا الأمر سيوفر عليك الكثير من الوقت كما أنه سيعزز علاقاتك مع الآخرين نتيجة الاحتكاك الدائم بهم؛ فالتحدث مع الأفراد وجها لوجه كاف لجعلك تترك بصمة وعلامة فارقة في ذاكرتهم.


4. لوم الحكومة على كل شيء: صحيح، هناك الكثير من القوانين والأنظمة الحكومية التي قد تعرقل عمل مؤسستك وتؤثر عليها، وهي مهمة ومن الضروري الاطلاع عليها ومعرفة تفاصيلها. لكن من ناحية أخرى، لن يفيدك استخدامها أعذارا لتبرير كل فشل؛ ففي النهاية أنت وحدك المسؤول عن أداء مؤسستك، ودورك يتمثل في إنجاحها، بالرغم من كل التحديات والعراقيل والظروف التي تواجهك ويفرضها عليك محيطك. لذلك، فمن الأفضل لك أن تفكر في طرق للتكيف مع الأوضاع، بدلا من اختلاق الأعذار والتذمر طوال الوقت.


5. الغرق في عالم التطبيقات: صار لدينا تطبيق لكل شيء هذه الأيام، كما أن لدينا العديد من الأدوات التكنولوجية المدهشة التي تساعدنا في إدارة مؤسساتنا الناشئة بشكل أسهل. وبالرغم من أهميتها، عليك بوصفك مديرا، أن تدرس هذه التطبيقات جيدا وتحدد أيا منها سيفيدك في عملك. وبعد أن تفعل ذلك حاول ألا تحيد عنها وتستخدم غيرها حتى لو أبهرتك مزاياها وقدراتها. ومن الأفضل لك أن تحافظ على البساطة في عملك بدلا من الفوضى والتعقيد.