مؤهلات مدير إدارة الموارد البشرية

إن أية منظمة أو فروعها أو أقسامها مهما كان حجمها لا تكفيها توافر الإمكانيات إن لم تكن هناك قيادة مؤهلة وخبيرة قادرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح ، ومتمكنة من السيطرة على جميع المشاكل العابرة أو التي تحتاج الى صبر وأناة لحلها ، أما فيما يخص إدارة الموارد البشرية وفي خضم كل الأهمية والضرورة التي تشكلها هذه الإدارة فهي بحاجة الى كم من الخبرة والمهارة والكفاءة لتتوفر في من يديرها ، فالإدارة العليا قد تضع كل ثقلها المعنوي ومستوى عال من الثقة في مدير إدارة مواردها البشرية لأن هذه الإدارة لها القدرة الكبيرة وكما هو مخطط لها ، على السير بالمنظمة والأنتقال بها الى مستوى عال من تملك الميزات التنافسية مع الآخرين ، بواسطة عملها على تكوين طبقة يكون وجودها نادراً من العاملين المتمكنين بمهارتهم وحنكتهم بالعمل والإبداع والتميز مما يشكل ذلك صعوبة على بقية المنظمات لإيجاد أمثالهم .
إن الكفاءة في عمل المنظمة تعتمد بشكل رئيسي على كفاءة العاملين ، لذا فإن النجاح الذي ترغب المنظمة في تحقيقه سيعتمد على قدرة المنظمة في الحصول أو توظيف أفضل الموارد البشرية لغرض توفير عنصر ضبط الأداء المؤدي بالنهاية الى تحقيق الأهداف الستراتيجية للمنظمة ، ومن المؤكد أن لمدير إدارة الموارد البشرية دوره الفعال في المشاركة في تحقيق هذا النجاح من خلال سعيه الحثيث الى التقرب من العاملين وتفهم ودراسة كل متطلبات تحقيقهم الكفاءة في العمل وذلك من خلال عمله على اكتشاف وتصميم كل ما يشبع رغباتهم ويوفر إحتياجاتهم وطموحاتهم .
إن من العوامل السلبية التي تعاني منها بعض المنظمات أنها قادرة على تنفيذكل المتطلبات المالية التي تحتاجها إدارة الموارد البشرية كمستلزمات إدارة وتصميم معلومات العاملين ولكنها غير قادرة على اختيار مدير لهذه الإدارة ليحولها الى إدارة فعالة بعلاقتها مع الإدارة العليا والعاملين ومتمكنة من تكوين العلاقة بين الإدارة العليا والعاملين مبنية على الأحترام المتبادل والولاء للمنظمة .
يستطيع مدير إدارة الموارد البشرية أن يوفر في شخصه المؤهلات اللازمة لهذا المنصب المهم وهي كالتالي :
1- يجب أن يكون قادراً على الإلمام بمتطلبات إنجاز وظائف إدارة الموارد البشرية فهي أول مهمات المدير هو معرفة أقسام إدارته ووظائفها .
2- يجب أن يكون له القدرة على تصميم وإدارة خطة الحوافز والمكافئات والتي تعمل على تعزيز ثقة العاملين بالإدارة وتحفيزهم على العمل وأهمها شعورهم أن إدارتهم تسهمهم من الأرباح عند تحقيق النجاح إضافة الى تمييز العاملين الأكفاء وتحفيز غيرهم على ذلك.
3- يجب أن يكون له القدرة المعرفية على تحليل البيانات ومن ثم تصميم الخطط المناسبة لها .
4- يجب أن تكون له القدرة على إمتلاك مهارات حسية لتقدير تأثير المتغيرات البيئيه على المنظمة .
5- يجب أن تكون له القدرة على إمتلاك مهارات يمكنه من خلالها تقدير إحتياجات المنظمة بشكل دقيق يقترب من الحقيقة .
6- إمتلاكه القابلية والمعرفة والخبرة في بعض العلوم النفسية والأجتماعية والتي تمكنه من إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والأختلافات التي قد تحدث بين العاملين في المنظمة أو عند مطالبة العاملين الأدارة العليا حول زيادة بعض الأمتيازات أو رفع حالة من الغبن .
7- يجب أن تكون له مهارات متعددة تتواكب مع التطور الجاري في علم إدارة الأعمال مثل مهارة أستخدام الحاسوب وكذلك الإلمام بالبرامج الحديثة المتعلقة بأنظمة تنظيم معلومات العاملين .
8- يجب أن يكون مواكباً لتطور المعرفة العلمية وخصوصاً في مجال عمل المنظمة لغرض تطوير مهاراته الفكرية والتخطيطية ، ناهيك عن مجال تخصصه في إدارة الموارد البشرية ، وذلك ليكون قادراً على الإحاطة بكل تفاصيل عمل المنظمة والعاملين حتى وإن كانت فنية أو مهارية لأنها تمكنه من تفهم الحقوق والواجبات ومقدار الجهد المبذول والتي تساعده في مهمات تصميم وتقييم الأعمال.
9- يجب أن تكون له خبرة في كيفية التعامل و قيادة الآخرين إضافة الى إمتلاك فن مناقشة أوامر الإدارة العليا عند اكتشافه نسبة سلبية فيها .
10- يجب عليه أن يمتلك القدرة على التغيير البناء في الأمور التي تستحق ذلك ، مع قابليته على أختيار الزمن المناسب والظرف الملائم بعيداً عن الأستئثار بالرأي مع ضرورة إيمانية بالعمل بروح الفريق الواحد وتطبيق نظام الأستشارة للحصول على التطابق في الآراء لتطوير أو تغيير أمر معين.
11- يجب عليه أن يكون ملماً بأسس إدارة الأعمال ، والأطلااع على كل التغيرات التي تطرأ على الأعمال المشابهة لعمل المنظمة أو غيرها ، وأن يكون مطلعاً على أسس التنمية الأقتصادية والبشرية التي سيستند عليها في محاولاته تنمية العاملين كعامل مهم في التنافس .

عبدالقادر إسحق إسماعيل /الأكاديمية العربية بالدنمارك/ الدراسات العليا