حديث المرء مع ذاته مرهون بما يحمله من معتقدات شخصية، ويظهر أثر ذلك في الأفكار التي تتبادر إلى ذهنه طوال الوقت. وصحيح أن مثل هذا الأمر يسير على نحو خفي، لكنه بالغ الأثر في التأثير على النجاح؛ لأن معتقداتك إما أن تحفزك للسير قدما نحو تحقيق أهدافك أو تثنيك عنها. وكما يقول هنري فورد: "من يؤمن بقدراته ومن لا يؤمن بها محق في كلتا الحالتين". وهناك 6 معتقدات خاطئة يمكن أن تعيق الأفراد عن بلوغ غاياتهم بشكل أو بآخر. فإن أردت حماية مسيرتك المهنية من الانهيار، احرص على فهم الأفكار الآتية لتجنب الوقوع فيها:


1. الكمال يعني النجاح:


إذا صار بلوغ الكمال هو الغاية، فإن مرارة الفشل لن تفارقك، وستقضي وقتك في الندم على ما عجزت عن تحقيقه، بدلا من الاستمتاع بثمار إنجازاتك الفعلية. ولا تنس أن البشر بطبيعتهم عرضة للوقوع في الأخطاء.


2. المصير محتوم مسبقا:


يسلم الكثير من الناس بفكرة لا عقلانية، مفادها أن نجاحهم أو فشلهم محدد سلفا. لذلك، كن على يقين بأن مصيرك في متناول يديك. أما الإلقاء باللائمة على قوى خارجية في حالة الإخفاق، فلا يتعدى كونه تهربا من تحمل المسؤولية. ويمكن أن ننظر إلى هذه المسألة على أنها تشبه لعبة الورق؛ أحيانا تحصل على أوراق خاسرة، وأحيانا أخرى يحالفك الحظ وتحصل على أوراق رابحة. لكن في نهاية المطاف، تظل طريقة تعاملك مع هذه الأوراق، ومدى تصميمك على الفوز، هما المحددان الفعليان لنجاحك أو فشلك في الحياة.


3. التطرف في ممارسة المهمات أو عدم ممارستها:


لا يجوز التعامل مع الشؤون الحياتية بهذه الطريقة؛ فأنت قد تتمكن من عمل شيء ما بصفة متكررة أو نادرة. أما أن تحصر تصرفاتك في خانتين: "سأقوم بهذه المهمة دائما" و"لن أقوم بتلك أبدا" فلن يؤدي إلا إلى الشعور الدائم بالأسف على ذاتك. كما أن مثل هذا التطرف قد يجعلك تعتقد بأنك لا تستطيع السيطرة على ذاتك، وأنك لن تتغير مطلقا. فلا تقع فريسة لهذا التفكير الخاطئ.


4. النجاح مرهون باعتراف الآخرين:


هناك حقيقة واحدة ومؤكدة مهما كانت نظرة الناس إليك، وهي: أن مديحهم أو انتقادهم لك لا علاقة له بأدائك الفعلي. فمن غير المنطقي أن تربط ردود أفعالك بما يقوله الآخرون عنك، لكن يمكنك في الوقت ذاته أن تأخذ بآراء الناس مع شيء من التحفظ تجاهها. بهذه الطريقة، يصبح تقييمك نابعا من ذاتك، بصرف النظر عن أي آراء أخرى.


5. الماضي يعني المستقبل:


يمكن للإخفاقات المتكررة أن تقوض ثقتك بذاتك، وتصعب عليك الإيمان بمقدرتك على تحقيق نتيجة أفضل في المستقبل. وفي معظم الأوقات، تنشأ هذه الإخفاقات من خوض المغامرات وركوب الصعاب. ولا تنس أن النجاح يكمن في مقدرتك على الصمود في وجه الفشل. كما أن كل ما يتطلب الإنجاز يستحق منك خوض قليل من المجازفة، لكن لا تسمح للعثرات مهما كان نوعها، أن تهدم إيمانك بقدرتك على النجاح.


6. المشاعر والواقع متطابقان:


عليك أن تتسم بالموضوعية وتفصل بين الحقيقة والخيال. وإذا لم تفعل ذلك، فإن عواطفك ستواصل تشويه الحقيقة البادية أمام عينيك، وتجعلك عرضة للسلبية، وتعيق سعيك نحو تفجير طاقاتك الكامنة.